موقع أمريكي يكشف ملابسات حملة التعديلات الروسية داخل أجهزة نظام أسد

موقع أمريكي يكشف ملابسات حملة التعديلات الروسية داخل أجهزة نظام أسد
قال تقرير لموقع المونيتور، إن التعديلات الأخيرة التي طرأت على الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لنظام أسد كانت نتيجة للضغط العسكري الذي مارسته روسيا على النظام.

وتشير العديد من التقارير إلى أن روسيا بدأت حملة داخل أجهزة النظام الأمنية، تهدف من خلالها إلى تقليص النفوذ الإيراني في البلاد. مع ذلك، يحذر العديد من المراقبين من الإفراط في تقدير الدور الروسي الفعلي داخل أجهزة النظام مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذه التغيرات ما هي إلا جهود يبذلها النظام لإعادة توزيع السلطة بهدف جني فوائد الخلافات الدائرة بين حلفاءه.

وكان الحدث الأكبر في 7 تموز، بعد أن تناقلت وسائل إعلام عديدة خبر تعيين علي مملوك، والذي ينحدر من الطائفة السنية، بمنصب نائب الرئيس للشؤون الأمنية، بعد أن شغل رئيس مكتب الأمن القومي. 

كما استقال مؤخراً شخصاً آخر من المؤثرين في دوائر النظام، اللواء جميل الحسن، الذي ينحدر من الطائفة العلوية، بعد أن شغل منصب رئيس المخابرات الجوية.

والجدير بالذكر، أن كلا الرجلين مدرجين على قائمة العقوبات الأمريكية، ومن المعروف عنهما موقفهما المتشدد من أي معارضة لنظام الأسد؛ إلا أن وضع مملوك مختلف قليلاً عن الحسن.

اجتماع سري مع الإسرائيليين

وبحسب التقرير، سافر مملوك، على الرغم من العقوبات، إلى دول عديدة للمشاركة في محادثات سرية، منها إلى أوروبا وسلطنة عمان والسعودية تركيا ومصر، وشارك أيضاً في حزيران 2018 بحوار مع الاستخبارات الأمريكية.

وهنالك تفسيرات عديدة لمنصب مملوك الجديد، مع وجود شكوك حول صلاحياته الحالية، خصوصاً أن منصبه لا يتمتع بهيكل إداري موسع.

كذلك الأمر بالنسبة للحسن، الذي شغل أعلى منصب أمني من 2009، وتم تمديد ولايته لمدة عام، قبل أيام قليلة من عزله ما يعني أن السبب الأساسي لاستقالته لا علاقة له بالمشكلات الصحية المزعومة.

وزعمت مصادر لبنانية، أن الحسن تلقى العلاج في أوائل 2019 في مستشفى يسيطر عليه "حزب الله" وأن فرع الانتربول اللبناني تلقى طلباً بإلقاء القبض عليه. 

وتقول المصادر نفسها، إن إقالة الحسن أتت بعد مفاوضات استغرقت أربع ساعات ودارت بين ضباط إسرائيليين وقادة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، مشيرةً إلى أن المفاوضات تمت بوساطة روسية وعُقدت أواخر حزيران في القنيطرة. 

وبحسب المصادر ذاتها، حضر الاجتماع قادة من الفيلق الخامس، الذي تشكل في 2016 وأشرفت عليه روسيا.

أقاويل وتأويلات

ويحتضن "الفيلق الخامس" قيادات سابقة من الفصائل، وبحسب ما ورد، طلبت إسرائيل بدمج الفيلق ضمن القوات الحكومية التي يديرها النظام وتثبيته في الهياكل العسكرية. كما طلبت إسرائيل خلال الاجتماع، نقل المليشيات الموالية لإيران بعيداً عن الحدود.

وبحسب المصادر، رفض الحسن الطلبات الإسرائيلية التي دعمها الروس، وانسحب من الاجتماع، وقال إن إيران هي "الشريك الحقيقي للسوريين".

بعد فترة قصيرة من الاجتماع، قامت إسرائيل بقصف واسع النطاق داخل سوريا، وأتت الضربات بعد اجتماع ثلاثي عُقد في القدس، بضيافة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

هل كانت التعديلات الأخيرة إذن نتيجة للضغط الروسي وللجهود ذات الصلة لتعديل الأجهزة الأمنية؟ يبقى الجواب الشافي مجهولاً على الرغم من النظر لروسيا على إنها القوة الساعية للسيطرة على هيئة الأركان وأجهزة المخابرات. وبكل الأحوال هذا لا يعني أنها لا تتم بموافقة بشار الأسد، بل على العكس يحاول الاستفادة من هذه التعديلات قدر الإمكان.

وعلاوة على ذلك، أشارت عدة تقارير إلى أن روسيا قامت بتعينات في حزيران، حيث تم تعيين اللواء أكرم محمد معاوناً أول لمدير إدارة المخابرات العامة، وتعيين العميد الركن قيس رجب رئيساً لفرع أمن الدولة بطرطوس، وتعيين اللواء غسان العلي كرئيس لفرع أمن الدولة في الحسكة.

تقاسم المصالح بين الشركاء

وقال مصدر مطلع على عمل المشرفين الروس في سوريا، إن موسكو تسعى جاهدة لأن تكون وسطياً في سوريا ولكبح جماح إيران، وتستغل ذلك كورقة تستفيد منها في المفاوضات وعلى هذا الأساس قامت بضم قوات من الفصائل في الفيلق الخامس. 

ومع ذلك، لا تلعب روسيا دوراً مباشراً في التعينات الجديدة التي تغير من الصفات الرسمية للموظفين الأمنيين. 

وأشار المصدر إلى أن الأسد يسعى لتحقيق التوازن بين مصالح طهران وموسكو، وقد نجح إلى الآن بتحقيق مكاسب من التباينات بينهما. وقال إن "الصراع بين ما يسمى بالأطراف المحسوبة على إيران وتلك المحسوبة على روسيا أثر بدرجة ما على عمليات الاعتقال والتعيينات ولكنه لا يرتبط بشكل مباشر بها".

وقال إن "تنوع المصالح والاختلافات، يتم أخذهم بعين الاعتبار عندما يتم إعادة توزيع السلطة داخل النظام، وتستخدم كذلك لمراعاة مصالح الأسد وشركاءه".

بالمقابل، قال مصدر آخر على صلة وثيقة بالدوائر الدبلوماسية الروسية، إن محاولات روسيا للعب دور المصلح يجعلها متورطة في عمليات تطهير القوات المسلحة والأمنية المرتبطة بالنظام، خصوصاً مع تفشي الفساد بين القادة، وسوء الانضباط الذي يقوض القدرات المهنية والقتالية لهذه القوات.

ودعا المصدر الدبلوماسي إلى تناول الدور الروسي بواقعية، قائلاً: "هل ترغب بمعرفة قدرة روسيا الحقيقة في التغيرات الأخيرة؟ تذكر الصعوبة التي واجهتها موسكو في إقناع دمشق بالموافقة على القائمة التي تضم أعضاء اللجنة الدستورية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات