فورن بولسي: الولايات المتحدة تدرس إغلاق سفارتها في العراق بشكل دائم

قال تقرير لـ فورن بولسي إن القرار الذي اتخذه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين من السفارة الأمريكية في العراق سيتحول إلى قرار دائم وذلك نقلاً عن مسؤولين في الخارجية الأمريكية.

وكان بومبيو أعلن في أيار سحب مئات الدبلوماسيين من السفارة الأمريكية في بغداد وسط تصاعد التوترات مع إيران في إجراء وصف بالمؤقت حينها قبل أن يتحول إلى خطوة دائمة تُرى على أن الهدف منها قطع الصلات الدبلوماسية الممكنة للتواصل بين الولايات المتحدة وإيران.

العمل بالحد الأدنى

ونفى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ما جاء في التقرير، واعتبر كلام المسؤولين "غير دقيق" وأكد على أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار يمس "الموظفين الدائمين" ولكنه أشار إلى وجود "مراجعة في لوائح الموظفين".

مع ذلك أكد ثلاثة مسؤولين في الخارجية، قرار تخفيض عدد الدبلوماسيين في السفارة في بغداد، وقالوا إن العدد النهائي للدبلوماسيين الأمريكيين المتواجدين في السفارة منذ أيار سيبقى كما هو على اعتباره العدد النهائي للدبلوماسيين الأمريكيين المتواجدين في العراق.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية على دراية بالمداولات الداخلية "اتخذوا قرارهم بالفعل بدون إحداث ضجيج. لن يعيدوا هؤلاء مرة أخرى".

وهذا يعني بحسب التقرير، تواجد أقل من 15 دبلوماسيا من وزارة الخارجية سيواصلون أعمالهم الأساسية بعد أن كانت السفارة تضم آلاف الموظفين، من بينهم دبلوماسيون، واقتصاديون، ومتعاقدون أمنيون، أو أفراد يتبعون لوكالات فيدرالية أمريكية من بينها وكالات استخباراتية.

أكبر السفارات في العالم

وقال المسؤول الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "كان عمل السفارة قوياً للغاية في حصر النفوذ الإيراني، وخلق مساحة للولايات المتحدة يمكن من خلالها ممارسة نفوذها" ولكن هذا القرار يعني التخلص من هذه المهام. وأضاف مسؤول آخر بوزارة الخارجية، أنه يشعر وكأن الولايات المتحدة "قد تخلت عن العراق".

وجاء قرار بومبيو بالإخلاء الطارئ لموظفي السفارة، نتيجة للتهديدات الإيرانية التي تُعرض الأفراد الأمريكيين في العراق لـ "خطر كبير".

وقال مسؤولون في الخارجية، إنه تم إجلاء 275 موظفا من الخارجية فقط يعملون مباشرة تحت قيادة البعثة الدبلوماسية. ولم يؤكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أو ينفي عدد الأفراد المتبقين مشيراً إلى أن سياسة وزارة الخارجية تقتضي بعدم الكشف عن أعداد الموظفين لأسباب أمنية.

وتعد السفارة الأمريكية في العراق واحدة من أكبر السفارات الأمريكية في العالم، وأكثرها تكلفة، حيث كلفت 700 مليون دولار عندما تم إنشاؤها في 2009، وتمتد على مساحة نصف كليو متر مربع ويتواجد فيها سكن يكفي لأكثر من 1,000 شخص.