هكذا تبثّ ميليشيا أسد روح الكراهية بين إدلب وباقي المحافظات

هكذا تبثّ ميليشيا أسد روح الكراهية بين إدلب وباقي المحافظات
بعد فشل محاولات ميليشيا أسد الطائفية السيطرة على إدلب عسكرياً تعمل على بثّ روح الكراهية والحقد بين المحافظات السورية ومحافظة إدلب لتُدمّر بذلك أواصر الأخوة وتزيد التفرقة بين السوريين.

وعملت ميليشيا أسد ومن خلفها الروس والإيرانيون على زرع الحقد بين نفوس مواليها والقاطنين في المحافظات التي يُسيطرون عليها ضد أهالي محافظة إدلب عبر وصفها بمحافظة الإرهاب والقاعدة.

وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السوري أحمد الرمح لـ"أورينت نت"، "تسعى ميليشيا أسد ومعها إيران وروسيا إلى إقناع الشارع السوري الموجود تحت سيطرتهم أنّ الموجودين في إدلب هم منتمون أو موالون لتنظيم "القاعدة" وجبهة النصرة المُبايعة لهذا التنظيم، حسب قولهم".

وأضاف "وبالتالي فإن ميليشيا أسد تُريد إيصال فكرة لمناطق سيطرتها مفادها، أننا كدولة مدنيّة معتدلة لا نُريد هذا الجزء من الشعب السوري المؤمن بالسلفية الجهادية المصنّفة إرهابياً، ولذلك جهّزت ميليشيا أسد أغلب الشارع السوري الموجود تحت سيطرتها إلى عدم التأثّر إنسانياً بكافة عمليات القتل والتعذيب المُستخدمة بحقّ أهالي محافظة ادلب، لكونهم تابعون وموالون لجبهة النصرة، حسب زعمهم".

الأسد والأقليّات

من جانبه، يرى المحامي محمد سلامة عضو الهيئة السياسية في إدلب، أن "نظام أسد بدأ منذ بداية الثورة على "التجييش الطائفي" عند الأقليّات السورية كالدروز والمسيحيين والعلويّين، وبأن من تمرّد وثار على هذا النظام هم مجموعة من الإرهابيين الذين سيقتلون ويُبيدون هذه الأقليّات".

وتابع سلامة حديثه لـ"أورينت نت" قائلاً: "إن النعرات الطائفية لم تعرفها سوريا إلا في حُكم آل الأسد، ولذلك تقوم ميليشيا أسد والميليشيات الروسية والإيرانية ببثّ الخوف والرعب بقلوب الأقليّات السورية، مؤكدة أن أهالي محافظة إدلب هم سبب ما حلّ بهم من بلاء وقتل لأبنائهم، ولذلك وجب عليهم محاربتهم بكافة الطرق العسكرية والخدمية وعدم التعاطف معهم".

زرع الحقد

بدوره، أكّد المعارض السوري الكردي عبد الباري عثمان لـ"أورينت نت"، أن ميليشيا أسد تعمل على زرع الحقد بين مكونات السوريين بمختلف طوائفهم وقوميّاتهم ضد أهالي محافظة إدلب.

وأشار عثمان إلى أن "ميليشيا أسد ادّعت حمايتها لحقوق الأكراد في عفرين وبأن إرهابيي إدلب سيقتلون ويُنكّلون بأهالي عفرين، ولطالما عملت ميليشيا أسد على شرذمة السوريين وتفرقتهم وزرع الحقد بين مكوناتهم عبر مخابراتها وإعلامها، وهذا ما فعلوه بين المحافظات السورية ومحافظة إدلب، ولكنهم لن ينجحوا بحال وعى الشعب السوري هذا المخطط الدنيء".

إدلب وتهمة الخيانة

فيما ذهب المعارض السياسي الدكتور زكوان بعّاج، إلى أن نظام أسد استخدم بثّ الكراهية بين السوريين في كل مرحلة بأسلوب مختلف، حيث "استخدم الأسد الأب عدة خطابات كراهية بين السوريين لتفرقتهم حتى وصل به لزرع الفتن بين أهالي المدينة والريف، وفي زمن الأسد الابن وخلال الفترة الأخيرة من الثورة السورية احتاج بشار الأسد لخطاب كراهية خاص ومميز، وذلك بوصف إدلب بالخائنة والعميلة للإرهاب".

وذكر الدكتور بعّاج أنه "مع بدء الحملة العسكرية ضد إدلب بدأ خطاب الكراهية بأسلوب جديد، حيث يقوم على حض المجندين السوريين وخاصة عناصر المصالحات على الاشتراك في المعارك ضد السوريين الثوار  في الطرف الآخر،  وحضهم على البطش واستخدام جميع أنواع السلاح ضدهم وقتلهم دون رحمة، وتدمير بيوتهم وحرق مزروعاتهم، وعدم الأخذ بعين الاعتبار المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، واعتبارهم حاضنة الإرهاب الذين يجب تصفيتهم".

غسل دماغ

وفي نفس السياق، قالت الناشطة غيداء شاميّة وهي إحدى المهجّرات من الغوطة الشرقية والعاملة بمنظمات المجتمع المدني، لـ"أورينت نت"، إن "أكثر ما يحزّ بالنفس هي النظرة التي زرعها نظام أسد بين أهالي باقي المحافظات ضد أهالي محافظة إدلب، وبأن هذه المحافظة هي خائنة وعميلة لكل قوى الشر في العالم، ومن يتعامل معها هو خائن وعميل".

وأضافت "للأسف نجح نظام أسد ببث روح الكراهية والحقد، وغسل دماغ الكثيرين من أهالي المحافظات الأخرى حتى مَن كان محسوباً في يوم من الأيام على الثورة السورية ومن ثم صالح نظام الأسد، ورأينا بعض شبابهم يُقتل في معارك إدلب، وذويهم يصفونهم بالشهداء ضد عملاء الامبريالية والمحتلّين والمتصهينين".

خطاب الكراهية الإعلامي

في حين تحدث الصحفي أكرم الأحمد رئيس مجلس إدارة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين لـ"أورينت نت"، مدى خطاب الكراهية والحقد بوسائل الإعلام التابع والموالي لنظام أسد قائلا: "أظهرت دراسات مستقلة بأن نسبة 27% من المحتوى الإعلامي الذي يبثّه الإعلام التابع لنظام أسد هو محتوى يحضّ على الكراهية، وهذا المحتوى يدعو لاستخدام القتل والعنف ضد الشمال السوري وخاصة محافظة إدلب".

وأردف "اتّسم هذا الخطاب بوحدوية الخط التحريري من حيث الحضّ على الكراهية والحقد ضمن المؤسسات الإعلامية التابعة لنظام أسد وكذلك المؤسسات الإعلامية الموالية له أو التي تدّعي استقلاليتها، ما يعني أن الخطاب مركزي وله نفس المرجعية ألا وهي نظام أسد، حتى أن جميعها استخدمت نفس المصطلحات بحقّ أهالي محافظة إدلب من حيث وصف المحافظة ببؤرة الإرهاب ووصف من فيها بالإرهابيين والمخرّبين والعملاء وحاضنة الإرهاب".

تقسيم المُقسّم 

وعن غاية ميليشيا أسد من بثّ مثل هذا الخطاب بين السوريين، أشار الكاتب والباحث أحمد الرمح لـ"أورينت نت: إلى أن "أكثر ما يمًكن خشيته هو أن يكون هذا الخطاب هو تمهيد لتقسيم سوريا والتخلّي عن إدلب نهائياً، وإلحاقها أو وضعها تحت الوصاية التركية خاصة بعد التسريبات التي ظهرت من اجتماع القدس الثلاثي مؤخراً والذي لوّح بتقسيم سوريا، وكذلك ترسيخ مبدأ عدم الحاجة لمحافظة إدلب كونها منطقة معارضة منذ العهد الأول لحكم الأسد".

بينما لفت الصحفي أكرم الأحمد إلى أن "زيادة التحريض وخطاب الكراهية عند ميليشيا أسد ضد محافظة إدلب سيزيد من العنف ضد المحافظة، وكذلك تدمير أواصر الأخوّة والمحبة بين السوريين وتقسيمهم بين مؤيد ومعارض لشيطنة محافظة إدلب بمن فيها من ملايين السوريين".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات