هل تغير الصين موقفها المساند لنظام الأسد؟

الجميعُ يتحدثُ عن التنافسِ بين الولاياتِ المتحدة وإسرائيل وروسيا وإيران من أجلِ بسطِ النفوذِ في المنطقة، ويتحدثُ أيضاً عن محاولاتِ فرنسا وبريطانيا العودةَ إلى الساحةِ الدولية من بوابةِ الشرقِ الأوسط ، لكنَ الذي يبدو غيرُ واضحِ الاعتقادِ بأن الصين ما زالت "زاهدة" في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ  وفقَ الدبلوماسيةِ الهادئة والقوةِ الاقتصاديةِ الناعمة التي تسيرُ عليها .. فالزهدُ الصيني لم يعد مستمراً عندما اندلعت الثورةُ السورية فوقفت بكين جنباً إلى جنب مع موسكو في مجلسِ الأمن عائقاً أمامَ إصدارِ أيِ قرارٍ يدينُ بشار ونظامَهُ مستخدمةً حقَ النقض الفيتو أكثرَ من عشرِ مرات .

تقولُ بكين إنَ موقفَها تجاهَ سوريا نابعٌ من سياستِها القاضية بعدم ِالتدخلِ في الشؤونِ الداخلية للدولِ الأخرى ومن قناعتِها بأنَ المصالحَ الاقتصادية والأمنية الصينية يتمُ خدمتُها على نحوٍ أفضل إذا ما كان النظامُ هناك مستقراً, وفي حالِ تمكّن بشار من هزيمةِ الثوارِ السوريين.. إلا أنَ الموقفَ الصيني تغيّر مع تطورِ النزاع ِ في سوريا وطبيعتِه بدءاً بظهورِ داعش ومروراً بالتدخلِ الروسي الإيراني وصولاً إلى معركةِ إدلب .. وعلى ذكرِ إدلب وفشلِ ميليشياتِ أسد بتحقيقِ تقدم ٍفعلي فيها .. تكشفُ دراسةٌ أعدّها معهدُ الشرقِ الأوسط للأبحاثِ بواشنطن أنَ بكين قد تغيرُ موقفَها من النظام ِعلى ضوءِ نتائج ِتلك المعركة, فالصين غيرُ مستعدةٍ لضخ ِالموارد ِاللازمة ِلإنعاش ِالمناطقِ التي يسيطرُ عليها النظامُ في سوريا والمشاركةِ في "سباقِ إعادةِ الإعمار" المحفوفِ بالمخاطر ما لم تستقر الأوضاع ُفي البلاد .

فهل تشهدُ الأيامُ المقبلة تغيراً فعلياً بسياسةِ الصين من نظام ِالأسد؟ وما هي أشكالُ وانعكاساتُ ذلك التغير إنْ حصل ..؟ أم أنَ مصالحَ الصين في سوريا ستبقيها ملتزمةً بالدفاع ِعن النظامِ وعدم ِ تعرضهِ لأيِ مساءلةٍ دولية ؟

تقديم: أحمد الريحاوي

ضيوف الحلقة:

د. حسن منيمنة – أستاذ في معهد الشرق الأوسط للدراسات – واشنطن

سامح راشد – خبير الشؤون الإقليمية في مركز الأهرام – القاهرة

د. باسل الجنيدي – مدير مركز الشرق للسياسات – غازي عنتاب

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات