ما مدى قدرة الروس على فتح معارك جديدة في الساحل وسهل الغاب؟

ما مدى قدرة الروس على فتح معارك جديدة في الساحل وسهل الغاب؟
يرى محللون عسكريون أن تكثّيف الطيران الروسي والميليشيات من القصف على طول خطوط المواجهات غربي حماة وإدلب، والحشود مقابل تلك المنطقة، ما هو إلا تحضير لبدء هجوم جديد من محور "سهل الغاب" أو "جسر الشغور" على المنطقة، خصوصاً بعدما تكبدته هذه الميليشيات من خسائر على مدى الشهرين الماضيين بريف حماة الشمالي.

وبحسب قائد عسكري في "جيش العزة"، فإنه مع التصعيد في المنطقة، تواترت اﻷنباء عن زيادة القوات الروسية من مستوى تدخلها العسكري البري في المنطقة، مؤكداً أن جنوداً من الجيش الروسي، باتوا اﻵن على أرض الميدان، إضافة لمسلّحين من الميليشيات اﻹيرانية و"حزب الله" اللبناني.

وكانت مصادر عسكرية أشارت إلى استقدام قوارب وجسور مائية من قبل الروس إلى مطار حميميم العسكري بريف اللاذقية، بهدف عبور نهر العاصي في منطقة سهل الغاب، بعد قيام الفصائل المقاتلة بتدمير الجسور العسكرية في منطقة خربة الناقوس، وذلك لمنع ميلشيا أسد من استخدامها للتقدم إلى المناطق المحررة.

وقت ضيق

وقال العميد أحمد رحال لأورينت نت، إن "الحشود الروسية والاستعانة بقوات برية روسية، ليست جديدة، خصوصاً أن غرفة العمليات تقودها روسيا بشكل مباشر، وإنما تم زيادة الأعداد لا سيما من مقاتلي الوحدات الخاصة، والتي شاركت في المعارك الأخيرة، بعد استعادة تل الحماميات التي فشلت في 7 محاولات قبل استعادتها".

وأضاف الرحال أن "جميع الحشود الروسية لا يمكنها أن تحقق انتصاراً، دون مساندة من المليشيات المحلية كالفيلق الخامس والفرقة الرابعة، ورغم وجود هذه الفصائل؛ فقد تلقوا صدمات متتالية، وأن الجيش الحر قادر أن يقوم بالمناورة في الجبهات، والمناورة في النيران وقادر على الصمود على خطوط واستلام زمام المبادرة".

وحول قدرة الروس ونيتهم فتح معارك جديدة، قال المحلل العسكري، إنه "لا يتوقع أن تبدأ روسيا معركة جديدة، خصوصاً أن الوقت ضيق أمامهم في ظل انعقاد اجتماع (روسي تركي إيراني) بعد أيام، ومن المنطق أن يكون هناك وقف للقتال أثناء الاجتماع، في حين يتم العمل على استهداف الحاضنة الشعبية بإدلب من خلال الغارات المكثفة على الأحياء المدنية كإجراء انتقامي".

وكانت مصادر عسكرية من الفصائل، أفادت سابقاً أنها رصدت تحركات جديدة لميلشيا أسد والميليشيات المساندة لها في المنطقة، مرجحةً أن تكون الأخيرة تتجهز لاقتحام محاور قرية (التفاحية) الواقعة في جبل الأكراد، وذلك بعد الفشل والخسائر الكبيرة التي لحقت بها في محاور قرية (كبينة) بريف اللاذقية.

جاهزية عالية

وقال القيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير"، محمد عبد اللطيف لأورينت نت "تم رصد عشرات الآليات لقوات الأسد في منطقة جورين بسهل الغاب، في نية منهم لبدء عمل عسكري جديد، بالإضافة إلى عدد من المدافع والراجمات، حيث تم استهداف المواقع بصواريخ مركزة وتدمير عدد من الدبابات والمدافع، مما أجبر النظام على نقلها لمكان آخر".

وأكد عبد اللطيف أن "الفصائل المقاتلة مستعدة للصد أي هجوم لميليشيات أسد في سهل الغاب، من خلال تجهيز قواعد مضادات الدروع والتي من شأنها إيقاف أي تقدم عسكري، كون أن المنطقة سهلية ويمكن رصد أي تحرك للنظام واستهدافه من مسافات بعيدة".

وأشار عبد اللطيف إلى أن "جبهة الساحل باتت محصنة أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن المنطقة الجبلية لا يستطيع الطيران تحقيق أهداف فيها، وأصبحت ثقباً أسوداً للمليشيات التي تحاول التقدم إليها، حيث أن الفصائل تقوم بشكل مستمر بعمليات إغارة على مواقع الأسد والتي من شأنها أن تبقيها في حالة إنهاك مستمر".

من جهته يقول الناشط الصحفي، محمد العدنان، إن "روسيا لا تملك القوات البشرية الكافية من أجل فتح جبهتين في آن واحد، خصوصاً في ظل النزيف البشري للميليشيات المقاتلة على جبهات ريف حماة الشمالي والساحل، وانعدام إرادة القتال لدى ميليشيا الفيلق الخامس وعناصر المصالحات كما ذكرت صحيفة روسية".

وأشار العدنان إلى أن "قوات الأسد ومعها روسيا ستقوم في الأيام القادمة بحملة مكثفة ضد المدنيين، في محاولة الضغط على الحاضنة الشعبية لإجبار الفصائل على قبول أي حل في اجتماع أستانا القادم، بعد فشلهم في فرض رؤيتها من خلال الحل العسكري المتعثر منذ ثلاثة أشهر".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات