ماذا قال منسق الشؤون الإنسانية مارك كاتس عن هجمات إدلب خلال لقاء مع تلفزيون أورينت؟

أكد "مارك كاتس" المنسق الإقليمي للملف السوري للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن الوضع في إدلب اليوم مريع جدا، فالكثير من المدنيين يقتلون يومياً بسبب القذائف التي تنهال عليهم جواً وأرضاً، مشيرا إلى أن المنطقة الآن تصنف من أكثر المناطق خطراً على حياة المدنيين في العالم. 

وقال "كاتس" في مقابلة مع تلفزيون "أورينت"، إن الناس خائفون ولا يعلمون إلى أين يذهبون، حيث أن معظمهم من النازحين القادمين من عدة مناطق مختلفة في سوريا، وواجبنا تجاههم تقديم المساعدة والتأكد من عمل المشافي وتقديم مساعدات غذائية ودوائية إلا أن الوضع مأساوي، لافتا إلى أن الناس في إدلب بسطاء ومعظمهم من النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة ,لكن يتم قصفهم بحجة أنهم إرهابيون.

اتهامات للأمم المتحدة

وأضاف "نحن مصدومون من عدد المدارس المدمرة والمستهدفة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما أن المشافي والمراكز الصحية والمخابز والأسواق والمناطق السكنية تتعرض للقصف، ونرى الكثير من المدنيين يقتلون يوميا، ونساء وأطفال يسحبون من تحت الركام". 

وحول الاتهامات الموجهة للأمم المتحدة بأنها هي من أعطت إحداثيات المشافي إلى روسيا ما تسبب بقصفها، ذكر المنسق الإقليمي للملف السوري للشؤون الإنسانية، أن الأمم المتحدة تتبع نظاما تعطي من خلاله معلومات لجميع الأطراف المشتركة في النزاع، وليس روسيا فحسب، وهذا لضمان حماية المباني التي تضم مدنيين من القصف ولضمان حماية العاملين في المجالين الصحي والإنساني.

وعن الخدمات التي يقدمونها للمتضررين في إدلب جراء قصف ميليشيا أسد وروسيا، أوضح "كاتس" أن لديهم فريقا مكونا من عدة أشخاص سوريين متطوعين أو موظفين يتم دعمهم أو تمويل منظماتهم التي تقدم دعما طبيا ومواد طبية للمتضررين من القصف. كما يتم تقدم المساعدات للناس في مخيمات النزوح. 

خطط الأمم المتحدة بشأن اللاجئين السوريين

وأشار إلى أنهم يحاولون إطلاع العالم عما يحدث على الأرض في إدلب من خلال إرسال تقارير للإعلام، وإلى الدول الأعضاء ومجلس الأمن.

وعن خطط الأمم المتحدة لإغاثة المناطق المنكوبة شمال سوريا، قال "كاتس"، "لدينا خطط استجابة إنسانية لكل مناطق سوريا تتعدل لتتأقلم مع المتغيرات، وهناك خطة للحالات الطارئة، حيث نقوم بنقل بعض مخازننا باستمرار إلى مواقع جديدة. ونحصي دائماً أعداداً متجددة للناس المتضررين والمحتاجين للمساعدة، فكل يوم هناك المزيد من الناس اللاجئين إلى المخيمات يتركون منازلهم، ويومياً لدينا مشاف جديدة تقصف وتحتاج لإصلاح".

وأضاف "نطعم مليون إنسان في الشمال السوري، ونقدم الخيام والمعونات لمئات الآلاف من المدنيين، لذلك نحن بحاجة للمزيد من المال ونناشد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتمويلنا ودعمنا بالمال أكثر، لأننا لن نستطيع تلبية حاجات كل هؤلاء الناس البائسين إن لم ترتفع ميزانيتنا".

مساعدات أممية

وحول إدخال الأمم المتحدة للمساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد عن طريق النظام رغم قيامه أكثر من مرة بسرقتها وتوزيعها على الموالين، نوه المسؤول الأممي إلى أن لديهم جهة قائمة تدار من دمشق تدعم المناطق التابعة لنظام الأسد، وهناك أيضا جهة قائمة عاملة عابرة للحدود، موضحا أن مهمته هي التأكد من فعالية عمل الجهة العابرة للحدود والتي يعمل فيها 50 ألف عامل، وتعمل من الحدود التركية وحتى عمق الشمال السوري.

وأشار إلى أن عددا كبيرا من الموجودين في مناطق نظام الأسد بحاجة إلى مساعدة الأمم المتحدة، فكثير منهم تركوا منازلهم ومناطقهم بسبب الحرب. وكذلك في المناطق التي لا يسيطر عليها النظام يوجد مدنيون يحتاجون للمساعدة. 

وفيما يتعلق بكيفية تعاطي دول الجوار مع الملف الإنساني في سوريا، بيّن أن دول جوار سوريا تستضيف أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري إلا أن العدد الأكبر موجود في تركيا، والكثير أيضاً موجودون في الأردن ولبنان، وكلهم بحاجة للمساعدة، لافتا إلى أن العالم ينتظر نهاية هذه الحرب، حتى يتمكن هؤلاء الناس من العودة إلى بلادهم وإعادة إعمارها واستعادة حياتهم فيها، ولكن ما يحدث هو العكس تماماً، الصراع مستمر وإدلب تعاني من التصعيد العسكري. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات