مسؤول أمريكي يحذّر من مخاطر "الجيل الجديد" لـ"داعش" في سوريا

مسؤول أمريكي يحذّر من مخاطر "الجيل الجديد" لـ"داعش" في سوريا
حذر أليكس غرينكويش، نائب قائد التحالف الدولي لمحاربة داعش من الخطر الذي يواجه الأطفال المقيمين في مخيم الهول للاجئين، حيث يحاول مقاتلو داعش تجنيدهم لاستخدامهم مستقبلاً.

وقال غرينكويش في لقاء أجرته معه فورن بولسي، إن "الخطر الحقيقي بالنسبة لي هو الجيل القادم من داعش الذي يتم إعداده الآن في تلك المخيمات" وهذا بالنسبة له "يمثل أكبر خطر استراتيجي طويل المدى للتحالف الدولي ضد داعش".

ويتواجد في الهول حوالي 130,000 امرأة وطفل، منهم 70,000 سوري نزحوا بسبب المعارك التي خاضتها قوات التحالف ضد التنظيم.

وعلى الرغم من الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان المخيم؛ إلا أن تركيز القادة العسكريين الأمريكيين ينصب على التحركات داخل المخيم والتي من شأنها تجنيد عدد إضافي من الناس واستغلال ظروفهم للانضمام إلى التنظيم الذي ينتظر انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.

مشاكل أمنية وإنسانية

وقال غرينكويش: "إلى الآن يتواجد في الهول عدد كبير من أولئك الذين أصنفهم على أنهم من أشد المؤمنين بفكر تنظيم داعش، وهم في غالبيتهم العظمى من النساء اللواتي لديهن أطفال" مشيراً إلى أن تقييماته الحالية تفيد بوجود 20,000 شخص يشتبه بانتمائهم لداعش داخل الهول، الذي يضم كذلك 50,000 طفل دون سن 18 عاماً.

ونوهت ميليسا دالتون، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن ظروف المعيشة المتردية تشكل أرضية خصبة للتطرف، وقالت إن كل غرفة في المخيم "تحتوي أكثر من 40 شخصاً مكدسين فوق بعضهم البعض" ولهذا على حد قولها "تبعات أمنية وإنسانية خطيرة للغاية على المنطقة".

وأقر غرينكويش بالمشاكل الإنسانية في الهول، قائلاً إنه يجب معالجتها أولاً، ولكنه في الوقت ذاته أشار إلى أهمية العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين للتوصل إلى تفاهم يحل مشكلة التطرف داخل هذه المعسكرات.

وأضاف "من المؤكد أن المهمة هذه ليست عسكرية، ولكنها تشكل مخاطر استراتيجية على مستوى العالم بالنسبة لأعضاء التحالف".

غياب الحلول

ويبحث الشركاء الدوليين في التحالف عدة خيارات مقترحة لمعالجة التطرف، من ضمنها عزل المقاتلات المنتميات لداعش عن بقية أعضاء المخيم، والبدء ببرامج إعادة تأهيل داخله.

ولكن هذا المقترح، لا يمكن أن ينفذ ما لم يتم تخفيض عدد سكان المخيم. ويعتبر هذا المطلب صعباً للغاية، بسبب رفص المجتمعات المحلية والمجتمع الدولي إعادة مواطنيهم الذين قاتلوا في صفوف داعش.

وأدان تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط، عدم وجود خطط في التحالف الدولي لمعالجة هذه المشكلة، قائلاً "أمر يبعث على الغضب، ما زلنا إلى الآن نسمع تصريحات من كبار المسؤولين عن دراستهم لحلول لهذا المشكلة.. كان ينبغي التوصل لحلول قبل 5 سنوات، عند بدء القتال". 

وتحاول الولايات المتحدة تدريب عناصر "قسد" على إدارة السجون بشكل احترافي وتعلم "وسائل غير مميتة للسيطرة على السجناء" على حد قول غرينكويش؛ إلا أن دالتون قالت، إن الانتهاكات والمخالفات الخطيرة قد ترتكب في حال رحيل القوات الأمريكية.

من جانبه قال ليستر "إذا كنا نخطط لمغادرة سوريا، سواء اعترفنا بذلك علانية أم لا، علينا العمل بجدية وراء الكواليس لإيجاد بديل مضمون".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات