هآرتس: مناورة روسية - إسرائيلية لاستقرار "بشار" مقابل رأس حلفائه

هآرتس: مناورة روسية - إسرائيلية لاستقرار "بشار" مقابل رأس حلفائه
قالت صحيفة هآرتس، إن الجبهة الإيرانية - الإسرائيلية الممتدة من الخليج إلى العراق وسوريا ولبنان كانت مشتعلة طوال الشهر الماضي، حيث شهد العراق هجومين ضد أهداف إيرانية، وشهد جنوب سوريا ثلاث ضربات أخرى تلقتها الميليشيات التابعة لـ"حزب الله" في سوريا والتي تعمل على الحدود مع الجولان.

ومن أهم سمات الحملة التي تشنها إسرائيل لإيقاف الأنشطة الإيرانية، الهدوء الذي تحافظ عليه، حيث تحقق أهدافها المباشرة، بدون إحداث ردود أفعال أو تغطيات إعلامية، حتى أن الهجوم الذي شهده العراق تأخر في الظهور في الصحف الإسرائيلية لمدة أسبوعيين تقريباً، وأتى بعد أن قالت وسائل الإعلام العربية إن إسرائيل هي وراء هذه الهجمات.

وتعتبر الضربات التي تلقاها العراق جديدة مقارنة مع الهجمات الدورية التي تنفذها إسرائيل في سوريا؛ إلا إنها ليست بجديدة من الناحية الاستخباراتية، حيث صنفت الاستخبارات العسكرية في تقريرها الصادر في 2018 العراق على أنه ساحة الصراع المقبلة بين إسرائيل وإيران.

انعدام الثقة بالروس

ويحاول الإيرانيون حالياً اختبار الممر البري الذي يبدأ من طهران ويمتد إلى بغداد، ودمشق، وبيروت، ويستغلونه لفرض نفوذهم إلى جانب تمرير الأسلحة التي يرغبون بها. ويعتبر الممر البري مكملاً للجهود التي تبذلها إيران في البحر والجو.

وبحسب الصحيفة، تبذل طهران جهوداً لنشر صواريخها بعيدة المدى غرب العراق بمساعدة من المليشيات الشيعية بهدف تجنيب هذه الصواريخ الضربات الإسرائيلية.

وتعمل إسرائيل في الوقت نفسه بالقرب من الحدود السورية في مرتفعات الجولان، حيث شهدت هذه المنطقة سلسلة من الهجمات التي نُسبت إلى إسرائيل. ولهذه الهجمات عدة إشارات، منها عدم الثقة في روسيا التي قدمت وعوداً إلى إسرائيل، قبل عام تقريبا، بأنها ستمنع أي تواجد إيراني على الحدود مع إسرائيل، شريطة ألا تتدخل إسرائيل في العملية العسكرية التي يشنها نظام الأسد للسيطرة على جنوب سوريا.

وقال الروس حينها إنه سيتم إبعاد الإيرانيين لمسافة تتراوح من 70 إلى 80 كم عن الحدود الإسرائيلية، حتى أن مؤيدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاخروا بـ "الإنجاز الدبلوماسي غير المسبوق" والذي سرعان ما تبين أنه غير حقيقي. 

ضمان استقرار النظام

وتشهد الحدود السورية مع إسرائيل حالياً أكبر نشاط لـ"حزب الله" الذي يعيد تأسيس شبكات تابعة له في جنوب سوريا، لذلك قررت إسرائيل الاحتجاج لدى روسيا، حيث التقى أهارون هاليفا، مدير دائرة العمليات في الجيش الإسرائيلي بمسؤولين روس في موسكو منتصف الشهر الماضي، ووصف الاجتماع حينها بالممتاز.

ومع ذلك، قوبل الاحتجاج الإسرائيلي بمناورة روسية، حيث قال الروس إن الوعود التي قدموها حقيقة ومعمول بها فعلاً وهي تخص الإيرانيين فقط وليس عملاءهم.

وستؤدي ردة الفعل الروسية هذه إلى عمليات عسكرية تشنها إسرائيل ضد الإيرانيين و"حزب الله"، شريطة ألا تعرض استقرار نظام الأسد في دمشق للخطر.

وقامت إيران كذلك بمناورة أخرى في سوريا، حيث نأى الحرس الثوري الإيراني بنفسه، ولم يرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفته في مطار دمشق وقاعدة التيفور الجوية بالقرب من حمص، ولكن ما حصل هو زيادة لعمليات حزب الله في قرى الجولان، حيث يعمل حالياً على تحويل هذه القرى إلى مجمعات عسكرية محصنة تماماً، كما فعل في 2006 مع القرى الشيعية في جنوب لبنان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات