أحدهم حرق نفسه.. هكذا تعامل السلطات اليونانية اللاجئين السوريين في مخيم "فيال"

أحدهم حرق نفسه.. هكذا تعامل السلطات اليونانية اللاجئين السوريين في مخيم "فيال"
علق نحو 2000 سوري في جزيرة خيوس اليونانية منذ نحو عامين بعد عبورهم بشكل غير نظامي من تركيا، قاصدين أوروبا، وهم محتجزون بخيام في ظل أوضاع مزرية، ويعتبر مخيم (فيال)، أسوأ تلك المخيمات ويعيش فيه المئات من اللاجئين السوريين، حيث يعانون أزمات خانقة في كل حاجيات الحياة الأساسية وأولها المياه.

وقال الشاب السوري مؤيد أحمد السلوم، إنه يقف في الطابور الصباحي بمخيم "فيال" بجزيرة خيوس لاستلام مخصصاته من ماء وغذاء، وهي عبارة عن علبة عصير وعلبة بسكويت وعبوة ماء للشرب، مبينا أن الوضع مزري للغاية فهو يشعر كانه محتجز بحظيرة للدواب، حتى أنهم يضطرون للوقوف في طوابير طويلة بانتظار دورهم بدخول المراحيض، الأمر الذي دفع بعض اللاجئين إلى قضاء حوائجهم في فناء الكامب (المخيم).

وأضاف الشاب، لأورينت نت، أنه رغم موجات الحر التي ضربت اليونان مؤخرا، فلا يحصل المحتجزون بالمخيم على المياه النظيفة الصالحة للشرب، بل يستخدمون مياه ملوثة ما تسبب بوقوع حالات تسمم عديدة لبعض اللاجئين السوريين، الذين يشكلون معظم سكان المخيم، حيث يعيشون وضعا غاية بالصعوبة في ظل غياب المنضمات الإنسانية.

وأوضح أنه راجع الطبيب بالأمس بعد إصابته من حساسية في جميع أنحاء جسده، وهذا يعود إلى قلة الاهتمام بنظافة المخيم من قبل القائمين عليه، وسط تزايد أعداد القادمين عبر البحر نحو الجزيرة بواسطة القوارب المطاطية، وآخرهم قبل يومين لم يجدوا مكانا ليسكنوا فيه، مقابل الصعوبة البالغة بالخروج منه بشتى السبل القانونية وغير القانونية. 

اعتقالات ومطالبات بإغلاق المخيم

وفضّت الشرطة اليونانية تجمعات المحتجين غيرة مرة بالعنف واستجوبت بعض من اعتقلتهم على خلفية المشاركة في احتجاجات نظمتها العائلات السورية والأجنبية المحتجزة في مخيم "فيال" لمطالبة الجهاز الإداري للمخيم (الشرطة اليونانية والجيش) بتأمين مياه الشرب.

 ويطالب اللاجئون بإغلاق المخيم نهائيا بسبب الأوضاع السيئة بالمخيم وافتقاره لأدنى مستويات إمكانيات المعيشة، لكن السلطات اليونانية ترفض ذلك، وتستمر باحتجاز أكثر من 3 آلاف شخص فيه، بينما تقدر طاقته الاستيعابية  بأقل من 1000 شخص وسط تكتم إعلامي مريب عمّا يجري داخله..

ونتيجة للأوضاع الكارثية داخل المخيم اليوناني منذ تأسيسه، أقدم شاب سوري على احراق نفسه في آذار عام 2017 على أثر خيبة الأمل الكبيرة بعد الرفض المتكرر لطلبات اللجوء ولشدة الضغط النفسي الذي واجهه خلال عام كامل من الاحتجاز على الجزيرة اليونانية.

وفي السياق، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليونان "ايمانويل غوي" خلال آذار المنصرم بتصريحات إعلامية، إن اليونان أمست مكبا للرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون حياة بائسة، لافتا إلى فشل الاتحاد الأوروبي بحمايتهم بسب ما يراه علي الجزر والبر اليوناني من معاناة لهؤلاء الناس، الذين يسلبون أهم ما يملكون وهو الكرامة والصحة بحجة أنها جهود لردع الآخرين عن القدوم إلى البلاد الأوروبية، وهي سياسة غير إنسانية.

مياه ملوثة

وبدورها أعلنت مجموعة العمل الفلسطيني قبل أسبوعين، أن 160 لاجئاً فلسطينياً من أصل 4 آلاف فلسطيني سوري باليونان، يواجهون أزمة مياه كبيرة وسط تفاقم حالهم لاسيما حاجتهم الماسة لمياه الشرب في ظل موجة الحر الشديدة التي تجتاح اليونان، وسط انتشار الأمراض بين الأطفال والنساء وكبار السن بسبب اضطرارهم شرب مياه قد تكون ملوثة..

وفي تقرير لها مطلع العام الجاري ذكرت "هيومن رايتس ووتش" إن الحكومة اليونانية حين نقلت 18 ألفا من طالبي اللجوء من الجزر إلى البر الرئيسي لليونان في أعقاب حملة منسقة للمنظمات غير حكومية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، رفضت تنفيذ حكم ملزم من المحكمة العليا لوضع حد لسياسة احتجاز القادمين الجدد، واعتمدت بدل ذلك قانونا جديدا في مايو/أيار لمواصلة القيام بذلك.. 

وأشارت المنظمة إلى القصور في نظام الاستقبال ونظام اللجوء تزايدت مع الاكتظاظ الشديد والظروف غير الصحية ونقص الرعاية المتخصصة الكافية، بما في ذلك الرعاية الطبية والنفسية والدعم الاجتماعي

وحصل أقل من 15 بالمئة من الأطفال ملتمسي اللجوء على التعليم في الجزر، ولم يلتحق بالمدارس العامة في البر الرئيسي اليوناني إلا نصفُهم، وفق التقرير.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات