"دايلي بيست" تروي قصة المخبر الذي خدع الاستخبارات الأمريكية وانضم لداعش

"دايلي بيست" تروي قصة المخبر الذي خدع الاستخبارات الأمريكية وانضم لداعش
كشف تقرير لـ دايلي بيست عن قصة استخباراتية غريبة حصلت في كانون الثاني 2017 حيث قام أحد المخبرين ممن يعملون لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "اف بي إي" بالتواصل مع مقاتل من داعش وإعلامه عن معلومات سرية تجنب التنظيم عملية عسكرية وشكية إلا أن المقاتل الذي تواصل معه لم يكن إلا مخبراً أمريكياً يعمل هو أيضاً بالسر لصالح مكتب التحقيقات الفدرالي.

تمكن حسن، وهو مخبر لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي من الحصول على معلومات سرية في غاية الأهمية حيث حصل على تسجيل صوتي دار بين الفصائل السورية المعارضة ومسؤولين أتراك تحضيراً لمعركة الباب التي كانت تخضع حينها لسيطرة لداعش.

تمكنت الاستخبارات التركية من كشف أنفاق حفرها تنظيم داعش تحت الأرض لنقل المقاتلين والمعدات وبهدف تجنب الضربات الجوية وذلك قبل البدء بمعركة الباب وكانت تدرس الخطة العسكرية لتدمير هذه الانفاق إلا أن حسن علم بالأمر وتواصل على الفور مع عنصر من داعش معتبراً الأمر "مسألة حياة أو موت".

ولتنبيه داعش، قام حسن بإرسال صورة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر بالضبط النفق الذي كان سيشهد ضربات من الجيش التركي والفصائل المتحالفة معه.

مخبر أم إرهابي؟

يحاكم حسن حالياً بتهمة التعاطف مع تنظيم داعش والعمل بشكل مزدوج وذلك بعد أن أبلغ عنه زميله في مكتب التحقيقات.  أقر حسن التهم الموجهة له وتم الحكم عليه في الولايات المتحدة بالسجن لمدة 5 سنوات.

تعود أصول حسن للشرق الأوسط، تم إخفاء اسمه وأصوله خوفاً على سلامته، خصوصاً وأنه يوجه حالياً احتمال ترحيله إلى بلده الأصلي.

وتظهر قضيته مدى تعقيد عالم الاستخبارات وتداخله، حيث أدت رسالة واحدة أرسلها حسن إلى كشف تعامله مع داعش، وتحول بعد أن أرسل الرسالة إلى إرهابي بدلاً من أن يكون عنصر استخبارات يقوم بمكافحة التنظيم.

وعلى الرغم من اعترافه بالخطأ الذي ارتكبه إلا أنه ما يزال ينكر ارتباطه بالتنظيم ويعتبر نفسه أخطأ التقديرات ويبرر تصرفه بمحاولة للاتصال مع قادة مع داعش عبر رمي طعم لهم للتواصل معهم.

مع ذلك ترى وزارة العدل الأمريكية أنه متعاطف مع التنظيم ويقول الادعاء إن المخبر ببساطة لا يقوم باتخاذ القرار من نفسه بل يتصرف بعد التشاور ولو كان صادقاً لتواصل مع مشغليه بدل من أخذ زمام الأمور بنفسه.

ثلث الإرهابيين مخربين

قدم حسن إلى الولايات المتحدة في منتصف 2000، وبدأ عمله الخاص كغيره من المهاجرين القادمين إلى البلاد. ومن غير الواضح كيف تم تجنيده من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، إلا أن خلفيته كشخص مولود في الشرق الأوسط جعلت منه مرشحاً قوياً للعمل كمخبر.

أوقف عمله الخاص وأنضم للعمل الاستخباراتي، في عمر يتراوح بين 14 لـ 15 عاماً، وقال خلال جلسة الاستماع في المحكمة إنه "عمل في 5 دول مختلفة في الشرق الأوسط".

وقال شارحاً طبيعة عمله، ومبرراً فعلته "عملياً عليك قول وفعل أي شيء للحصول على المعلومات، أو للاتصال بأشخاص آخرين يمكنك استخدامهم لاحقاً للحصول على مزيد من المعلومات".

تقدم جهة الدفاع وثائق تبث عمله كمخبر، وإن مكتب التحقيقات استخدمه بسبب عامل اللغة ولأنه تمكن من التنقل والحصول على المعلومات. وقال محاميه إن عمله لدى الحكومة الأمريكية كلفه زواجه حيث كان يعمل لمدة 16 ساعة في اليوم.

المشكلة أن حسن لم يبلغ عن الحادثة أثناء لقائه لاحقاُ بزملائه من العملاء الفدراليين مما يزيد الشكوك حوله. وله سوابق أيضاً مشابهة لذلك، في الفترة بين عامين 2012 و2013، تواصل مع جهادي وقال له أريد إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وعند كشفه، قال إنه يحاول فقط الحصول على المصادر.

تعتبر قضية حسن مثالاً على حالة الغموض التي تشوب عمل مكتب التحقيقات. في 2017، على سبيل المثال تم اعتقال 110 أشخاص على صلة بالإرهابيين ليتبين فيما بعد أن 38 شخصاً هم عناصر سرية تتبع لمكتب التحقيقات!

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات