ما احتمالية نشوب معركة بين الدفاع الوطني وقسد في القامشلي؟

ما احتمالية نشوب معركة بين الدفاع الوطني وقسد في القامشلي؟
أعلنت ميليشيا الدفاع الوطني التابعة لميليشيات الاسد في مدينة القامشلي بريف الحسكة والتي تتقاسم قسد وميلشيا السيطرة عليها عن تخريج دورة في المدينة من 200 عنصر بهدف إعادة السيطرة على المدينة، وطرد ميليشيا قسد  منها حسب ما أعلنته ميليشيات الدفاع الوطني على أحد حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا الإعلان بعد شن مقاتلة يعتقد أنها أمريكية غارة جوية على قاعدة عسكرية للدفاع الوطني في منطقة القامشلي أدت إلى سقوط عدد من عناصره بين قتيل وجريح، وسط اتهامات لمليشيا قسد بالتنسيق مع التحالف الدولي لاستهدافهم.

وتشهد المنطقة الشرقية حالة من التسخين العسكري بين ميلشيا أسد وحلفائها الإيرانيين من جهة وميلشيا قسد بدعم التحالف الدولي من جهة أخرى، وسط  معلومات عن قرب انطلاق معركة للسيطرة على مناطق تواجد المليشيات الإيرانية في منطقة البوكمال والميادين والبادية السورية..

وقال مدير موقع الشرق نيوز، فراس علاوي لأورينت نت: "تعتبر الجزيرة السورية من أكثر المناطق في سوريا تشابكاً وتعقيداً سواء من حيث القوى المسيطرة عليها أو من خلال المصالح الإقليمية والمحلية والدولية المتقاطعة والمتشابكة حولها، حيث أنه من مصلحة القوى المحلية سواء قسد أو نظام الأسد خوض معركة مباشرة لأسباب تتعلق في كل منهما على حده، فقسد لا تريد فتح معارك جانبية في ظل التهديدات التركية بفتح معركة وشيكة ضدها ونظام الأسد يخوض معركة في إدلب".

تصعيد عسكري

وأضاف علاوي أنه إذا حدث تصعيد ما فإنه لن يتوقف في مساحة جغرافية معينة كمدينة القامشلي بل قد يمتد إلى أرياف الرقة وحلب ودير الزور، حيث نقاط التماس بين الطرفين لذلك فإن أي تصعيد من كلا الطرفين سيكون متزامنا مع حسابات حذره.

وأشار علاوي إلى أنه دولياً فكلا الراعيين للقوى المحلية سواء الأمريكان الذين يدعمون قسد أو الروس داعمي نظام الأسد أيضاً لا يرغبون بفتح صراع مفتوح غير مضمون العواقب، حيث أن المستفيد الوحيد من توتير الاجواء وتسخينها في المنطقة هم الأطراف الإقليمية سواء إيران وتركيا.

وحول الدور الإيراني والتركي في هذا الاقتتال أكد علاوي أن إيران ستكون فائدتها مضاعفة حيث أنها ستشغل التحالف من جهة وخاصة الأمريكان، وبذات الوقت تعمل على إنشاء خاصرة تعتبر رخوة في مناطق يسيطر عليها التحالف الدولي،  أما الأتراك فإن أي استنزاف لقسد هو في مصلحة تركيا".

اشتباكات سابقة

وقد شهدت منطقة دير الزور وقوع عدد من الجرحى في صفوف المكونين العربي والكردي في ميليشيات "سوريا الديمقراطية" جرَّاء مشاجرة وقعت بينهما في مقر بقرية "الكبر" غربي دير الزور.

وذكرت مصادر إعلامية أن مشاجرة جماعية جرت بين عناصر الميليشيات بمقر لها في قرية "الكبر" مساء يوم أمس أدت لسقوط عدد من الجرحى من الطرفين.

وقال الصحفي في شبكة فرات بوست صهيب الجابر لأورينت نت: "حاليا هناك حالة توتر بين الدفاع الوطني وقسد حيث كان التوتر موجود منذ العام الماضي، لذلك وصلت الأمور إلى حد الاشتباك المباشر لكن في كل مرة تتصاعد حدة التوتر تتدخل روسيا وأمريكا لوقف النزاعات بين الطرفين، حيث أنه حتى لو قتل عدد من الطرفين فإنه بتوجيه من الطرف الدولي الداعم لهذه الفصائل يتم وقف إطلاق النار".

وأضاف الجابر" التعاون من نواحي موضوع النفط بموجب عقود بينهم عدا عن عقود متواجدة فيها قسد بعقود من مجلس وزراء ميلشيا أسد، حيث أن هذا التعاون التجاري يمنع أي تفاقم كبير، أما بالنسبة أنه تسيطر ميلشيا أسد على مدينة القامشلي فهو أمر مستبعد بسبب أعدادها القليلة، ووجود جيب واحد في المدينة وعدم امتلاكها منطقة إمداد أخرى لمواقعها".

وأشار الجابر إلى تواجد ميلشيا أسد في مدينة القامشلي هو تواجد لأمور معينة مثلا الدوائر الحكومية وهو بطلب من قسد، عدا عن القنوات السياسية، مثلا مجلس سوريا الديمقراطية الذي يعقد اجتماعاته في المدينة مع عناصر من ميلشيا أسد، حيث أن موضوع الوفاق بينهم موجود تجارياً وسياسياً، أما الخلاف العسكري فهو موجود بشكل لا يمكن أن يتطور نحو المعارك المفتوحة.

ونوه الجابر بعد الحديث عن عملية شرق الفرات فإنه من المتوقع أن يكون هناك تقارب بين ميلشيا أسد وقسد خاصة أن الأخيرة صرحت في أكثر من مرة في حال قيام تركيا بعملية عسكرية فإنها ستقوم بتسليم هذه الأراضي للدولة السورية بحسب تعبيرهم، وذلك للتكفل بالحفاظ على هذه الأراضي بالإضافة إلى مناقشتهم إلى الحكم اللامركزي بالتعاون مع قوات الأسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات