مركز أمريكي يكشف طبيعة ميليشيات "المجموعات الخاصة" الإيرانية في العراق

مركز أمريكي يكشف طبيعة ميليشيات "المجموعات الخاصة" الإيرانية في العراق
حذر "مركز مكافحة الإرهاب" التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية "ويست بوينت" من الخطر المتزايد للميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، والتي شهدت تضخماً كبيراً جداً في عدد أفرادها خلال السنوات الأخيرة الماضية.

وأشار المركز إلى أن هذه المليشيات كان لديها حوالي 4,000 عنصر فقط في 2010؛ إلا أن هذا العدد قفز إلى 60,000 عنصر في 2014، بعدما بدأت الحكومة العراقية بتمويل أنشطة هذه المليشيات، من خلال قوات "الحشد الشعبي" التي تم تجميعها لمحاربة تنظيم "داعش".

ومن بين هذه المليشيات، مجموعات جديدة موالية تماماً لإيران مثل "كتائب الإمام علي"، والتي بدأت تجذب المزيد من الانتباه خلال الفترة الأخيرة، وكذلك الأمر بالنسبة لكتائب "حزب الله" وقائدها "أبو زينب اللامي"، الذي يبدو أنه ينافس "أبو مهدي المهندس" قائد "الحشد الشعبي".

وبحسب المركز، هنالك مليشيات في العراق تتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني، وهي في جلها تم إنشاؤها مؤخراً، وتعتبر أصغر حجماً مقارنة مع منافسيها، مثل "كتائب بدر" و"عصائب أهل الحق".

من يقودها؟

وتعتبر هذه الميليشيات مركزاً للفساد، حيث تقوم بجمع الأموال، والسيطرة على الحدود العراقية السورية، وتمارس انتهاكات لحقوق الإنسان، وتقوم بأنشطة خارجة كلياً عن القواعد المعمول بها في الحكومة العراقية.

واستخدمت الحكومة العراقية قوات "الحشد الشعبي" في 2014 لهزيمة التهديد الداخلي المتمثل بتنظيم "داعش" ضمن شراكة من المسؤولين التنفيذيين مع رجال دين أصدروا فتاوى للمشاركة فيها. 

وفي جوهرها، توجد ميليشيات قديمة مؤيدة لإيران، وتوصف بأنها "مجموعات خاصة"، وفي بعض الأحيان صنفتها الولايات المتحدة على أنها منظمات إرهابية.

وبعد مغادرة الجيش الأمريكي في 2011، ازدادت هذا المجموعات بشكل كبير، مما يشير إلى استراتيجية "فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيراني"، والذي قرر تنويع الجهات الفاعلة التي يعمل معها في العراق.

وعلى عكس باقي المليشيات، تعمل الجماعات الخاصة هذه ضمن نطاق خارج الدولة تماماً، ولا يمكن مراقبتها أو إخضاعها للمساءلة. كما تعمل هذه الجماعات نيابة عن إيران، حيث أطلقت أكثر من 10 هجمات على أهداف عسكرية ودبلوماسية وتجارية أمريكية في العراق خلال هذا العام.

استغلوا ظهور داعش

يقول المركز، استغلت هذه المليشيات الحرب في سوريا ودخول تنظيم داعش إلى العراق، حيث ضخت هذه الأحداث الحياة إلى المجموعات الخاصة بإيران، خصوصاً مع خروج القوات الأمريكية من العراق في 2011.

وكانت هذه الميليشيات تعمل على أساس حركات مقاومة للاحتلال؛ إلا أن الانسحاب الأمريكي سحب منها غطاء وجودها لتجدد نفسها لاحقاً بذريعة محاربة تنظيم داعش.

ومع تدهور الوضع الأمني في العراق ما بين 2012 إلى 2014، بدأت هذه المجموعات بالتوسع بشكل أكبر إلى أن حاربوا إلى جانب قوات النظام في انتهاك للمادة 9 من الدستور العراقي؛ إلا أن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي صمتت عن هذه المشاركة.

وتنتشر هذه المليشيات بكثرة على الحدود العراقية السورية بين معبر الوليد الحدودي والقائم. وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية بالغة لإيران لأنها تمثل الخط البري من طهران، إلى بغداد، ودمشق والذي تحاول الولايات المتحدة قطعه حالياً في قاعدة التنف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات