إلى متى يتجرع الأتراك سم الأكاذيب الروسية.. ومامصير اتفاقاتهم؟

من يتابعُ ما يجـري في خان شيخون على قنـاةِ العربيـــة يحسُّ للوهلـة الأولى أنَّ المعـاركَ تجري على تخـوم ِطهــران .. ومع أن المعـركةَ مازالت على أطراف المدينـة ..إلا أن قناة َالعربيــة ومرصد لنـدن الذي يديـرُه رامي عبد الرحمن وذبابٌ الكتـروني من العـراق و لبـنان و اليمـن مصممون على أن ميليشياتِ أسـد وروسـيا دخلوا خان شيخون .. التي إن سقطت .. تكون اتفـاقاتُ أستانا قد اقتـربت من تنفـيذِ أغلبِ بنـودِها على جـثثِ وحطام ِالسوريين .. السوريين الذين قُتـلَ منهم منذُ بدءِ الحملةِ على جنوب ِإدلب 843 مدنيا من بينهم 223 طفـلا على يد روسيا وميليشيا أسد .

 

اليوم تتسارع ُالأحـداث جنوبَ إدلب بخلاف هـذه البروباغندا الإعلامية .. فميليشياتُ روسيا وأسد تتّبـعُ تقليدَ ما عُـرِف بـ "سياسة السجادة" .. أي تحويلُ كل ِما هـو قائـمٌ فوقَ الأرض الى"سـجادةٍ مسطحة" وفي هذا السياق ِ يقولُ بوتين إنَّ قواتِه مستمرة ٌحتى النهاية .. وإذا ما سألتَ عن الأتراك .. فإنهم فعلوا ما عليهم وأرسلوا تعزيزات .. عبارة عن رتل عسكري .. استهدفتـه طائراتُ النظام .. موجهة ً إهانـة ً لكل ِاتفاقاتِ روسيا وتركيا .. وكان واضحا أن هذه الضربة َلاتريدُ تدميـرَ الرتل .. وإنما تريدُ النيل من هيبـةِ الأتراك .. أو التعليم عليهم كما يقال .. والقولُ لهم "إن عليكم أن تعـودوا .. و يبدو أنكم صدقتم الاتفاقات أكثرَ مما يجب" خاصة أنَّ الجميعَ يعرفُ أنه لايمكن أن تتحركَ طائرة ٌ في سوريا اليوم من دون التنسيق ِمع حميميم .

 

الآن هذا الرتلُ مازال يراوحُ مكانَه على الطريق بين المعـرة وخان شيخون .. لاهو يستطيعُ التقدم .. ولاهو لديه أوامرُ بالتراجع .. إلا أنه يراقبُ السماءَ التي تمطرُ المنطقة َبشتى أنواع ِالقـذائفِ والبراميـل .. حالُه في ذلك حال نقاطِ المراقبة التركية الاخرى.. التي يقول وزيرُ الخارجية التركي إنها لن تتزحزحَ من مكانها .. وإن تركيا عازمة ٌعلى إنشاءِ نقطتَي مراقبةٍ جديدتين ..

وهنا نسألُ السيد جاويش أوغلو : وما فائدة ُهذه النـقاط بعد وصول ِالنظام إليها وماذا ينفعُ وجودُها؟ هل ستراقبُ ميليشيا أسد وهي تسرقُ المدنَ التي تخليّتم عنها وتركتموها لمصيرها وهي بضمانتِكم؟ ما الذي ستفـعله هذه النقاطُ أكثرَ من كونها شاهدَ عيان ٍعلى ما يجري من قتـل ٍ وتنكيل بالسوريين الذين يُساقون إلى الذبح ِ كالقطيع .. وكلٌ منهم ينتظرُ دورَه ..

 

- فهل ِالتصعيدُ الحاصلُ بين الأتراك والروس ينفي وجودَ صـفقةٍ أو تفاهمٍ حولَ إدلب؟

- هل سيتوقـفُ الروس عند خان شيخون؟ وما مصيرُ الاتفاقِ مع الأتراك؟

- إلى متى سيصدقُ الأتراكُ الأكاذيبَ الروسية ونكوثَهم المتكـرر بكل ِاتفـاقاتِهم والتزاماتِهم ؟

- ما الذي يقصـدُه وزيرُ الخارجيةِ التركي عندما يُحذر بشار الأسد من اللعب بالنار؟ ولماذا بشـار الأسـد فقط؟ أوَليس الروس هـم من يُشـغلوه؟

- متى سيُنفـذ ُالأتراك تحذيراتِهم؟ هل عندما يَسـتهدِفُهم بشار في أنقـرة أو اسطنبول؟ ولماذا يحمّلُ جاويش أوغلو مسـؤولية َما يجري للأنظمةِ العربيـة؟ ألايؤثـرُ ما يجري في إدلب على وزن تركيا السياسي الذي يتضح ُفي مثل هذه الأحـداث؟

- لماذا سابقت نفـسَها قناة ُالعـربية وهي تعلنُ خبرَ اقتـحامِ خان شيخون؟ وما مصلحة ُ قناة العربية من إلغاءِ المهنية والتطبيل لنظام أسد الذي لم يوفر يوماً الإساءة َ لقادةِ السعودية ودول الخليج؟ عدا عن مساندته لإيران في عدوانِها المتكرر على دول ِالخليج؟

- هل فــعلا ماوقعت وتقعُ به قناة ُالعــربية من أخطاءٍ مهنيـة لاترتكبها وسائلُ إعلامٍ تابعة لأحزاب ٍصغيرة هي مجردُ أخطاءٍ أم أن حكم الأقلياتِ في مفاصل قناة ِالعــربية جعلَ منها منبرا للحلفِ الإيراني ضدَّ الخليج ولكن للأسف ممول خليجيا؟

ويبقى أنَّ المهنيـة َ الإعلامية هي الضحية ُ الأولى التي اغتالتها قناة العربيــة غالبا بكل صفاقة؟

 

 

تقديم: أحمد الريحاوي

إعداد: علاء فرحات

        سليمان عبد المولى

 

ضيوف الحلقة:

العميد أسعد الزعبي – المحلل العسكري والاستراتيجي – الرياض

فيتشسلاف ماتوزوف - المحلل السياسي الروسي - موسكو

أحمد كامل - الكاتب الصحفي – اسطنبول

د. سمير صالحة - الأكاديمي والمحلل السياسي – اسطنبول 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات