"فضيحة مدوية".. وزير خارجية نظام أسد يحاول اختراق منظمة دولية في لبنان

"فضيحة مدوية".. وزير خارجية نظام أسد يحاول اختراق منظمة دولية في لبنان
تعتبر منظمة "الإسكوا"، جزءاً من الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتعمل تحت إشراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي، شأنها شأن اللجان الإقليمية الأربع الأخرى.

ووفق التعريف الذي تقدمه لنفسها (موقعها الرسمي)، فإنها توفّر إطاراً لصياغة السياسات ومواءمتها، ومنبراً للالتقاء والتنسيق، وبيتاً للخبرة والمعرفة، ومرصداً للمعلومات، كما أنها تنسّق أنشطتها مع الإدارات والمكاتب الرئيسية في مقر الأمم المتحدة، ومع الوكالات المتخصصة، والمنظمات الدولية والهيئات الإقليمية على غرار جامعة الدول العربية وهيئاتها الفرعية، ومجلس التعاون الخليجي.

ضغوط لتوظيف نجل وزير خارجية أسد

إلا أن الواقع الحاصل في مكتب غرب أسيا الإقليمي ومقره بيروت، وفقاً لمصادر صحفية، يثبت العكس تماماً،  حيث إن سياسات تتحكم بقراراتها وتوظيفاتها، بدل أن تصيغ هي السياسات العامة، مؤكدةً أن أروقة منظمة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، تتعرض منذ أكثر من سنة، لضغط من خارج الحدود، بغية نقل نجل وليد المعلم، وزير خارجية نظام أسد، إلى كادرها الوظيفية في بيروت، وسط كباش محتدم بين اعتراض المنظمة الدولية وضغط نظام أسد وحلفائه.

والملفت، وفق المصادر، أنّ نجل المعلم، وهو موظف في إحدى منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا، يسعى منذ أكثر من سنة، مستخدماً نفوذ والده، لنقل مقر عمله إلى بيروت، حيث تتعرض الدكتورة رولا دشتي وهي مواطنة كويتية من أم لبنانية، ووكيل للأمين العام للأمم المتحدة وأمين تنفيذي للإسكوا، لضغوط لمساعدته على تحقيق مراده من جانب أحد أقربائها، وهو النائب الكويتي السابق عبد الحميد دشتي الذي تربطه علاقة متينة بنظام أسد، عدا عن كونه مطلوب قضائياً للسلطات الكويتية، وقد أخذ على عاتقه مهمة تلبية طلب نقل نجل المعلم.

"عملية ابتزاز مكشوفة"

كما تؤكد المصادر، أن عملية ابتزاز مكشوفة، يقوم بها وزير خارجية نظام أسد، حيث يعمد إلى استثمار نفوذه وموقعه لتحقيق مطلب ابنه من خلال رفضه تعيين اثنين من الموظفين الدوليين في بعثة الأمم المتحدة في دمشق، محاولاً عرقلة مشاريع البعثة من باب الضغط على المنظمة الأممية للرضوخ لطلب نقل ابنه إلى بيروت؛ لكن المعلّم يبدو أنّه قرر حديثاً التوقيع على قرار تعيين الموظفَيْن، وكأنها مقدمة لتسوية مأمولة من جانبه قد تفضي إلى نقل المعلم الابن إلى بيروت.

"فضيحة مدوية"

واستغربت مصادر ديبلوماسية، اعتماد موظف في دوائر الأمم المتحدة تابع لنظام أسد بحقه عقوبات من الأمم المتحدة نفسها، وفي بلد على الأمم المتحدة أن تلعب دوراً حيادياً وليس طرفاً، متسائلاً حول دور نجل المعلم، وإذا ما كان يستطيع الفصل بين والده الناطق باسم النظام ودوره كعضو بهئية دولية تابعة لمجلس الأمن الدولي.

ورأى المصدر الديبلوماسي، أن وجود موظفين تابعين لنظام الأسد في المؤسسات والهيئات الدولية بحد ذاته يشكل "فضيحة مدوية" حول مصداقية هذه المؤسسات واستقلالية دورها، داعياً إلى إعادة النظر في آلية اعتماد التوظيف، لاسيما في الدول التي تشهد أزمات سياسية وللأمم المتحدة أدوار بارزة في معالجة هذه الأزمات.

واعتبرت المصدر، أن الضغوط الممارسة على منظمة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) لها أبعاد إقليمية كبيرة وخطيرة، حيث يؤشر هذا الأمر إلى إمكانية اختراق هذه المؤسسة الدولية من قبل أنظمة مارقة وإيصال أشخاص تابعين لها إلى مواقع المسؤولية، وتغيير مسار و دور وأهداف الشرعية الدولية من خلال عملاء تم غرسهم لهذا الهدف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات