خارطة اتفاق جديدة لإدلب.. هذه أسباب تقدم ميليشيا أسد

خارطة اتفاق جديدة لإدلب.. هذه أسباب تقدم ميليشيا أسد
تمكّنت القوات الروسية وميليشيا أسد الطائفية من السيطرة على أجزاء من ريف ادلب الجنوبي وغالبية ريف حماة الشمالي، خلال المعارك التي جرت بعد مؤتمر "أستانا 13" الأخير، وكانت هذه المعارك خلافاً لمعارك ريف حماة الشمالي والشمالي الغربيّ التي استمرّت ثلاثة أشهر، ولم تحقّق حينها هذه القوات ما حققته خلال ثلاثة أسابيع، ما جعل البعض يطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب سقوط هذه المناطق، بعكس المتوقّع.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تمكنت القوات الروسية وميليشيا أسد من السيطرة على مدن وبلدات "الهبيط وكفرعين وأم زيتونة وعابدين ومدايا والسكيك بالإضافة لمدينة خان شيخون" في ريف ادلب الجنوبي، والسيطرة على قرى "الزكاة والأربعين" ومحاصرة بلدات اللطامنة وكفرزيتا والصيّاد في ريف حماة الشمالي.

أسلحة روسية وتقنيات متطورة

وعن أهم أسباب سقوط تلك القرى والبلدات في ريفيّ ادلب وحماة بيد القوات الروسية وميليشيا أسد الطائفية والميليشيات الشيعيّة، يقول مدير المكتب الإعلامي للجبهة الوطنية للتحرير محمد رشيد لأورينت نت، "لم تُسيطر القوات الروسية وميليشيا أسد على بعض بلدات ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي تباعاً، وإنما بعد تمهيد ناري كثيف لا توجد قوة بشرية تتحمله، بالإضافة لاستخدامهم أسلحة وتقنيات جديدة".

ويُكمل رشيد حديثه قائلاً، "استخدم الروس أسلحة متطورة من حيث قوة التدمير بالإضافة لأسلحة متطورة من حيث التكتيك العسكري والتقدّم الليلي، واستخدام أحدث الآليات العسكرية كدبابات T90 الليزرية، وطائرات الاستطلاع النهارية والليلية مع المناظير الليلية التي يستخدمها كافة عناصر تلك القوات، مما يمنحهم التفوق في العتاد عن فصائل الثوار".

وذهب بهذا السياق، الخبير العسكري العميد أحمد رحال قائلاً لأورينت نت، "فصائل الثوار كانت تُحارب ثلاثة قوى مجهزة بكامل العتاد والسلاح المتطوّر، وهي القوات الروسية وميليشيا أسد والقوات الايرانية، وجميعها تم تزويدها بالسلاح الروسي المتطوّر لتحقيق أسرع سيطرة بعد تدمير القرى والبلدات قبل اقتحامها، ولذلك كنّا نرى القوات البرية تنتظر خارج المدن لتقوم القوى الجوية والمدفعية بحرق وتدمير المدينة ثم تدخلها القوات البرية".

ضعف التنظيم والتّحصين

وتابع العميد رحال تفصيل أسباب التراجع وخسارة بعض المدن والبلدات من ريفيّ ادلب الجنوبي وحماة الشمالي، حيث قال "يُضاف للأسلحة والتقنيات التي اتبعتها روسيا بهذه المعركة، وجود ضعف بتنظيم الثوار خلال غرفة عمليات لديها عدة تكتيكات دفاعية وهجومية وليس على مبدأ ردّات الأفعال، ولذلك كان الفكر العسكري غائب في بعض الأحيان وتجلّى ذلك في المعارك الليلية".

ورأى العميد رحال أنه، "رغم بسالة وشجاعة فصائل الثوار بالوقوف بوجه أعتى القوى المحلية والدولية، إلا أنه كان هناك بعض الخلل في خواصر الجبهات مما ساعد القوات الروسية على الالتفاف حول المناطق التي يصعب اقتحامها بالتمهيد الناري والاشتباك داخلها، كما حصل عند تطويق مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي، والتي سقطت دون قتال".

أما الباحث والخبير العسكري وائل علوان اعتبر انهيار خطوط الدفاع الأولى هو أحد أهم أسباب سقوط بلدات ريف ادلب الجنوبي، وأوضح ذلك خلال حديثه لأورينت نت قائلاً "بعد تدمير القوات الروسية وميليشيا أسد لخطوط الدفاع الاولى الخاصة بفصائل الثوار والسيطرة عليها كخط الدفاع الأول في تل ملح والجبّين، سيكون من السهل أكثر السيطرة على خطوط الدفاع الثانية والثالثة خاصة إذا كانت التحصينات أكثر هشاشة من الأولى".

وأضاف علوان قائلاً، "عملت القوات الروسية وميليشيا أسد على الالتفاف حول التحصينات القوية كالتي في اللطامنة وكفرزيتا وحرب المدن كما في خان شيخون، وذلك بعد إحداث خرق بالجهة الغربية بعد انهيار خطوط الدفاع الثانية والثالثة، ولذلك التفّت هذه الميليشيات حول تل المناطق وتطويقها بشكل كامل وإسقاطها دون قتال كما فعلت سابقاً في الغوطة الشرقية".

خارطة اتفاق جديدة لإدلب

تجري المعارك في ريفيّ حماة الشمالي وادلب الجنوبي ضمن المنطقة العازلة، التي اتفق عليها الرئيسان التركي والروسي قبل عام في مدينة سوتشي الروسية، والتي كان المفروض حمايتها ووقف اطلاق النار فيها وليس السيطرة عليها عسكرياً من قبل القوات الروسية وميليشيا أسد.

وبهذا الجانب، اعتبر الناشط الاعلامي معاذ العباس أن التصعيد العسكري الأخير جاء بعد مؤتمرات "أستانا" نتيجة اتفاقات وخلافات سياسية وعسكرية حول ادلب، وقال العباس لأورينت نت "حملة التصعيد الأولى جاءت بعد مؤتمر أستانا 12 مباشرة واستمرت قرابة 100 يوم، صمد فيها الثوار بوجه القوة الروسية وميليشيات الأسد رغم بعد الخسائر في الأرض، ولكن نقطة التحوّل كانت بعد مؤتمر أستانا 13 واستخدام روسيا لتقنيات وأسلحة مختلفة دون وجود المضاد لها، ولذلك انحاز الثوار عن مناطق عدةّ ولعلّ أهمها خان شيخون وريف حماة الشمالي".

ولوّح العباس إلى أن الموقف التركي كان أقل من المتوقّع، وذلك بقوله "الموقف التركي بعد أستانا 13 كان أقل من المتوقّع خاصة أن الروس هم من نقضوا الهدنة، وبعد غياب أسلحة م/د بكثافة في المناطق التي سقطت، وتوقف الرتل التركي لأيام دون وصوله للمكان المتفق عليه مع الروس، بالإضافة لتأخّر اقتحام ميليشيا أسد مدينة خان شيخون، كل ذلك يعود لخلافات واتفاقات بين روسيا وتركيا ولكن على حساب سقوط بلدات ريف ادلب الجنوبي وريف حماة الشمالي".

بينما أرجع المقدم أحمد العطار أسباب سقوط بعض بلدات ريفي ادلب وحماة مؤخراً إلى وجود خارطة اتفاق جديد حول ادلب تبدو ملامحها قريباً، وأشار العطار خلال حديثه مع أورينت نت إلى أن "أغلب ما جرى خلال الشهور الأربعة هو نتيجة تراكمات من البنود المتفق عليها بين الضامنين التركي والروسي، وبسبب ضعف الموقف التركي أحياناً وتعنّت الموقف الروسي يبدو أن اتفاق سوتشي سينهار ليحلّ مكانه اتفاق جديد حول ادلب وبخارطة جديدة وبنود جدد".

وأكمل العطار، "المناطق التي سقطت بيد القوات الروسية وميليشيا أسد الطائفية هي مناطق كان متفق عليها ضمن المنطقة العازلة، ولا يحق لروسيا والميليشيات السيطرة عليها عسكريا، ولكن هناك ملامح اتفاق جديد وتغييرات في الأرض والسيطرة منذ مؤتمر أستانا 12، لذلك كنّا نرى الصدّ والردّ في المواقف الدولية المؤثرة على سير المعارك ضمن هذه المنطقة، وبالتالي أثّرت هذه الخلافات والاتفاقات على سير المعركة وسقوط أجزاء واسعة من المنطقة العازلة الواقعة في ريف ادلب الجنوبي وريفيّ حماة الشمالي والغربي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات