صحيفة تكشف تفاصيل القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع للميليشيات الإيرانية في سوريا

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الحرس الثوري الإيراني كان يحضر لهجوم انتقامي غير مسبوق باستخدام الطائرات المسيرة الإيرانية التي كان من المفترض أن تنطلق من سوريا لضرب أهداف في إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، رغب الجيش الإسرائيلي بإرسال رسالة إلى قائد قوة القدس قاسم سليماني عبر تبني الهجوم رسمياً وذلك بعد أن نجح بكشف المخطط الإيراني وإفشاله.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مساء السبت عن إحباط مخطط إيراني لشن ضربات باستخدام الطائرات المسيرة كانت ستضرب أهدافاً عسكرياً وأخرى تشمل البنية التحتية شمال إسرائيل إلا أنه استهدف القاعدة العسكرية في عقربا بريف دمشق التي كانت ستستخدم كقاعدة لإطلاق الهجمات الإيرانية.

وخطط الحرس الثوري لهجمات انتقامية رداً على الضربات الإسرائيلية التي تتعرض لها مستودعات الأسلحة التابعة له في العراق. 

وعمل الحرس الثوري على نقل الأسلحة الإيرانية إلى سوريا ولبنان عبر العراق مستخدماً قواعد عسكرية تابعة للحشد الشعبي، المنظمة الشيعية التي تدعمها إيران، إلا أن هذه المستودعات تعرضت لهجمات جوية نُسبت جميعاً إلى إسرائيل.

التخلي عن سياسية الغموض

وتمت الضربات التي استهدفت مستودعات الحشد الشعبي باستخدام طائرات مسيرة ولذلك تم الافتراض أن إيران تحضر لرد مماثل تماماً باستخدام طائرات مسيرة تنطلق من سوريا نحو أهداف داخل إسرائيل.

ويعتبر قرار إسرائيل بتبني العملية بمثابة رسالة رادعة ليس فقط إلى إيران، بل إلى الروس أيضاً، ومفادها أن إسرائيل لن تسمح بترسيخ التواجد العسكري الإيراني في سوريا والذي مازال مستمراً إلى الآن.

وترغب إسرائيل بتوجيه رسالة أخرى لمؤيدي سليماني بأن خططه السرية قد فشلت وهي رسالة سيسمع صداها جيداً لدى المرشد الأعلى الإيراني  علي خامنئي. 

وتعتبر التطورات الأخيرة امتداداً للحرب الدائرة بين إسرائيل والأذرع الإيرانية في المنطقة، وتشير بالوقت نفسه إلى قدرة إسرائيل على اختراق المخططات السرية للحرس الثوري واستهدافها. وتعتبر ثالث مواجهة بين الطرفين خلال عام ونصف ومن الممكن أن تتوسع لتشمل صراع أوسع.

ولم يشمل الإعلان الإسرائيلي بيان من الجيش فقط بل شمل بياناً رسمياً من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال إنه أمضى الليلة في غرفة الحرب الجوية يتابع المعركة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوتشافي.

تركيز الصراع على سوريا

وعلى عكس هجوم عقربا لم يصدر عن إسرائيل بيانات تخص الانفجارات التي سُمعت في بيروت حيث قال حزب الله إنها نتيجة لاستهداف طائرتين بلا طيار كانتا في طريقهما نحو الضاحية الجنوبية.

ونادراً ما تقوم إسرائيل بمواجهة حزب الله في لبنان وفي حال اضطرت لذلك تحاول الابتعاد ما أمكن عن الضربات الجوية. ويعتبر حزب الله الهجمات الجوية خطاً أحمر، بينما يمارس "ضبط النفس" فيما يتعلق بالضربات التي يتلقاها في سوريا.

وقالت صحيفة هآرتس إن هنالك مصلحة مشتركة لتهدئة الأمور بين حزب الله وإسرائيل على الجبهة اللبنانية، ورجحت الصحيفة أن تكون الطائرات التي تم إسقاطاها إيرانية، ومرتبطة بالمخطط الإيراني الذي كان يحضر له قاسم سليماني على أعقاب الهجمات التي شهدتها سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرد الإيراني المقبل سيكون بالاعتماد على حجم الاصابات التي تكبدتها إيران في العملية الإسرائيلية، حيث سيكون الرد كبيراً إذا ما ثبت مقتل ضباط إيرانيين كبار ولذلك اتخذ الجيش الإسرائيلي عدة خطوات وقائية منها نشر منظومة دفاع الجوي القبة الحديدية شمال إسرائيل.