هولوكوست إدلب.. لماذا يتعامى العالم عن هذه المأساة ؟

تسعُ سنواتٍ تقريباً من الحربِ على الشعبِ السوري .. تُرى ما الذي يمكنُ أنْ يقالَ أكثرَ مما قيل في السنواتِ التسع ِالماضية؟

أيُّ أدلةٍ و أيُ حجج ٍ وأية ُ براهين يمكنُ أنْ تُساقَ أكثرَ مما سيق؟

وأيُ صرخاتٍ أوجع.. بوسعِها أن تهزَ الضمائر؟ الجميعُ يعرفُ الأصلَ والفصل، لكنْ ما من مصلحةٍ على ما يبدو، بإنهاءِ الحربِ على السوريين .

استغاث السوريون كثيراً دونَ جدوى؟ فعلّمتْهم الأيامُ والمواقفُ دروساً.. و آثروا الاهتداءَ بالذاتِ تيمناً بالمثلِ القائل "ما حكَّ جلدَك إلا ضفرُك"..

اليوم في إدلب كارثة ٌ لم يشهد لها العالمُ مثيلاً .. أكبرُ موجةِ نزوح ٍخلالَ أشهر ٍقليلة تصلُ إلى نحو ِمليونِ شخص ٍ.. لكنَ معادلةَ الأرقام ِ وحدَها لا تكفي، لأنها جامدةٌ وجافة ، فالكارثةُ تكمنُ في الأوضاع ِالتي يعيشُها هؤلاء، حيث نزحوا في أصعبِ الظروفِ هرباً من القصفِ ولم تتوافرْ لهم أيُ خدماتٍ إنسانية ، وربما لن تجدَ شجرةَ زيتونٍ واحدة في أريافِ إدلب الشمالية دونَ أنْ ترى عائلة ً تسكنُ في ظلالِها .. عائلاتٌ لا تملكُ حتى قطعةَ قماش ٍلتجلسَ عليها ..انتُهكت الكراماتُ الإنسانية.. ولم يعد لها معنى أمامَ مايجري .. و صرتَ ترى النساءَ يقضينَ حوائجَهنَ تحت الأشجار .. والرجالَ مشردين يفترشون الطرقَ ويلتحفون أكياسَ الورق .. امتلأت مخيماتُ اللجوء، ومراكزُ إيواءِ النازحين، مثلما امتلأت المقابرُ بالضحايا .. وكأنَ المعري ابنَ معرّة النعمان كان يرى أرضَ قومهِ اليوم عندما قال: "إنما أديمُ الأرض من هذه الأجساد"..

وعلى وقع ِمايجري في إدلب .. اختتمت قبل ساعاتٍ قليلة جلسة ٌ لمجلس ِالأمن حول الأوضاع في سوريا .. لم يتعب حنكُ جير بيدرسون أو يملّ الكلامَ الفارغَ فوق أنقاض ِالسوريين .. انعقد هذا المجلسُ كثيراً على مدى السنواتِ التسعِ ِالماضية .. استقال ديميستورا .. واعتزل الاخضرالإبراهيمي مبكراً ، بعد أن أدرك أنَ المأساةَ كبيرة ٌ.. وأنَ الأممَ المتحدة بلا قوة ٍولا كرامة، وأنها باقيةٌ مسرحاً دموياً تتبادلُ فيه موسكو وواشنطن أسنّةَ الفيتو وسماجةَ النقاش ..

 

كنا نقول فيما مضى : إنَ الفشلَ السياسي للأمم ِالمتحدة لايهمُ طالما المنظمة ُ إطاراً للعمل الإنساني.. ولكنْ أيُ عمل ٍإنساني؟ إذا كانت هذه المنظمة ُ تكتفي بالتقاطِ الصورِ في مآسي مثل إدلب ، فلا حاجة َ إليها.. يقول البعض

 

مأساة إدلب اليوم نموذجٌ آخر، ليس على وحشيةِ القاتل فحسب.. بل على ردودِ الفعل من جميع ِالجهات: مئاتُ الآلافِ مقتولون ومصابون ومشردون .. والعالمُ أشاح وجهَهُ عنهم بمنظماتهِ وهيئاتهِ ومجالسهِ ومتزعميه .. ملّ العالمُ مشاهدةَ مأساةِ السوريين .. وربما يريدُ الخلاصَ منها بتشتيتهم وشلّ فاعليتِهم .. وماعدنا نرى هذه المأساةَ على شاشاتِ التلفزةِ العربية و العالمية .. وإبادةُ الشعبِ السوري مستمرة .. والكارثة ُفي طريقِها إلى التفاقم .. وما يدمي القلبَ في المأساة ، هو الترويجُ لما يجري في إدلب على أنه إبادةٌ للإرهاب ..

و الحديثُ عن أي ِشيء ربما هو ثانويٌ وتافهٌ أمامَ فداحةِ واقع ِالنازحين وفحشِه. فاليومَ كلُ ما لا ينعكسُ عوناً مادياً مباشراً للنازحين ، يقعُ في خانةِ اللاجدوى .. وفهمُكم أكثرُ من زائد ..

 

- حلقة ٌ نخصصُها للأوضاع ِالإنسانية في إدلب ومأساةِ النزوح ِالمتفاقمةِ وفيها نسأل :

- لماذا امتنع العالمُ بهيئاتهِ و منظماتهِ عن مساعدةِ النازحين في إدلب؟ ولماذا تراجع الدعمُ وحدة ُ الاستنكار من حلب إلى الغوطة ثم إدلب؟

- ماسببُ هذا التهاون؟ ولماذا هذا الصمتُ في ظل المجازرِ المرتكبة والتهجير؟ هل صحيح ٌ أنَ هناك تعمدٌ وتوجيهٌ بعدم ِمساعدةِ نازحي إدلب؟ وإنْ كان ذلك صحيح فما الهدفُ والغاية؟

- هل صحيح أنَ المطلوب َهو الضغط ُ على المدنيين كي يضغطوا بدورِهم على الفصائل؟ ولماذا هذا التجاهلُ الإعلامي لما يجري في الشمال السوري؟

- ما هي الحاجة ُالتقديرية لتغطيةِ الأزمةِ الحالية في إدلب؟ وفي ظلِ هذا الصمتِ والضغطِ على الناس مَن إذاً يقومُ بأعباءِ هذه الأعدادِ الكبيرة من النازحين؟ وكيف ؟ وماهو المطلوبُ للوقوفِ على هذه المأساة؟

- هل صحيح أنَ مظاهرَ التضامنِ اختفت من الشمال السوري .. وتوفيرُ ملجأ للنازحين أصبح مستحيلاً ؟ وأنَ ظلالَ أشجارِ الزيتون أصبحت للإيجار؟ وأنَ تجارَ الأزماتِ والعقاراتِ يشكلون تحدياً لآلافِ النازحين؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات