فايننشال تايمز: برنامج أمريكي لمعاقبة "الحرس الثوري" خلف احتجاز الناقلة الإيرانية

فايننشال تايمز: برنامج أمريكي لمعاقبة "الحرس الثوري" خلف احتجاز الناقلة الإيرانية
علمت صحيفة فايننشال تايمز ممن أسمتها "مصادر مطلعة" قيام الولايات المتحدة بالتواصل مع القبطان الهندي الذي يقود ناقلة النفط الإيرانية، حيث تلقى رسالة وصفتها بـ"غير عادية" من أعلى دبلوماسي أمريكي مسؤول عن الملف الإيراني في وزارة الخارجية. 

وبحسب الصحيفة، قبل أربعة أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبة على الناقلة التي تقوم بنقل شحنة نفطية لنظام الأسد، وصل للقبطان إيميل، جاء فيه "أنا براين هوك.. أعمل لدى وزير الخارجية مايك بومبيو وأشغل منصب مبعوث الولايات المتحدة لإيران.. أكتب إليك وبجعبتي أخبار سارة".

كانت "الأخبار السارة" هذه، قرار صادر عن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي قررت عرض ملايين الدولارات على قبطان السفينة، أخيليش كومار، الذي كان يقود الناقلة التي اشتهرت بالاسم "غريس-1".

وكانت الخطة الأمريكية تقضي بإقناع القبطان كومار بالإبحار بالناقلة تجاه دولة وسيطة تقوم باحتجاز الناقلة نيابة عن الولايات المتحدة. ولإقناع كومار بجدية العرض، وبصدق الرسالة، احتوى الإيميل على الهاتف الرسمي الخاص بالخارجية الأمريكية.

ظريف يعقب

تقول الصحيفة، لم تكن حالة قبطان الناقلة "غريس-1" منعزلة، حيث عمد هوك والذي يرأس مجموعة العمل المسؤولة عن الملف الإيراني في الخارجية الأمريكية إلى إرسال إيميلات إلى ما يقارب من عشرة أشخاص خلال الأشهر الماضية لحثهم على عدم الإبحار وفي محاولة من الخارجية لمنع إيران من نقل النفط بأي ثمن.

وقال هوك للصحيفة "تعلم إيران أن مدى نجاعة حملة الضغط التي نقوم بها تعتمد على التطبيق الصارم للعقوبات النفطية.. انهارت الصادرات الإيرانية خلال فترة زمنية قصير. ونعمل عن كثب مع مجتمع البحارة لتعطيل وردع أي صادرت نفطية غير مشروعة".

ويعتبر التوجه الأمريكية الجديد جزء من خطة "الضغط الأقصى" الأمريكي المصمم لفرض عقوبات قاسية على طهران وإجبارها على التفاوض من جديد حول برنامجها النووي.

ورداً على التسريبات التي نشرتها الصحيفة، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف: "تلجأ الولايات المتحدة إلى الابتزاز المباشر بعد أن فشلت القرصنة التي تمارسها ورسالتها الحالية سلمنا نفط إيران وخذ ملايين الدولارات أو ستعرض نفسك للعقاب".

مكافآت من أجل العدالة 

أرسل هوك الإيميل الأول للقبطان كومار بعد 11 يومياً من إطلاق حكومة جبل طارق للناقلة الإيرانية "غريس-1" التي كانت في قلب المواجهة بين إيران والغرب.

واستولت القوات البريطانية الخاصة على الناقلة قبالة جبل طارق في تموز، بعد أن اشتبهت بأنها متجهة نحو سوريا الخاضعة للعقوبات الأوربية.

ولكن إيران ادعت أن الناقلة لن تتجه إلى سوريا، مما دفع القضاء البريطاني إلى إصدار حكم يقضي بالإفراج عن الناقلة الشهر الماضي على الرغم من قيام الولايات المتحدة في اللحظات الأخيرة بمحاولات قضائية للاستيلاء على الناقلة.

واعتمد هوك على قانون صادر عام 1948 يدعى "مكافآت من أجل العدالة"، وعلى هذا الأساس عرض على كومار مبلغ مالي للتخلي عن ناقلته.

وقال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة بدأت مؤخراً في استخدام هذا البرنامج ضمن جهودها لاستهداف الحرس الثوري الإيراني، حيث رصدت مكافآت تصل إلى 15 مليون دولار.

وحذر هوك القبطان في إيميل آخر قائلاً "من خلال هذه الأموال يمكنك التمتع بأي حياة تتمناها، ستكون حياة مليئة بالرفاهية حتى تصل إلى الشيخوخة.. عليك أن تعلم أن اختيارك عدم السير في هذا الطريق السهل سيجعل الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات