لماذا زجّت روسيا بقواتها الخاصة في معارك ريفي إدلب وحماة؟

لماذا زجّت روسيا بقواتها الخاصة في معارك ريفي إدلب وحماة؟
رغم نفي روسيا وجود قوات برية لها في سوريا؛ إلاّ أنها اضطرت مؤخراً للاعتراف بوجود قوات خاصة رسمية في منطقة "خفض التصعيد" في إدلب وحماة، وتُعتبر هذه القوات أقوى القوات البرية الروسية وأكثرها جاهزية وأعلاها كفاءة في العمليات العسكرية المستعصية وذات المهام الخاصة.

وذكرت عدة وكالات روسية، وأكّدتها الصور المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجود القوات الخاصة الروسية المعروفة باسم "سبيتسناز"، التي تعتبر قوات النخبة الروسية منذ منتصف القرن الماضي حتى اللحظة، وأظهرت الصور وجودها في خان شيخون والهبيط وريف حماة الشمالي وجبل الأكراد بريف اللاذقية.

استلام قيادة المعارك

يؤكد النقيب ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، أن القوات الخاصة الروسية استلمت قيادة المعارك التي دارت مؤخراً في ريفيّ حماة وإدلب والكبّينة بريف اللاذقية، وقال مصطفى لأورينت نت: "تسلّمت القوات الخاصة الروسية قيادة العمليات العسكرية خلال الفترة الأخيرة، وذلك عبر استلام ضباط هذه القوات لغرف العمليات في مطاريّ حماة وحميميم العسكريين، بالإضافة لمعسكر بريديج في ريف حماة الشمالي".

وأضاف "كان هناك وجود عسكري لهذه القوات في معارك الحماميات والجبّين والكبّينة، والاشراف على سير الإجراءات والعمليات في خان شيخون، بالإضافة لوجود قوات مماثلة مخصصة للرمي بالمدفعية وتسيير الطائرات المُسيّرة وكذلك في عمليات السطع والرصد".

وهذا ما أكّده كذلك، الخبير العسكري، العميد أحمد رحال، والذي أوضح أنه "في المراحل الأخيرة من معارك حماة وإدلب واللاذقية، أصبحت القيادة المركزية لهذه المعارك تحت تصرّف ضباط القوات الخاصة الروسية، وبنفس الوقت أصبحت القيادة الفرعية لهذه المعارك على الجبهات تحت تصرّف الضباط الروس التابعين للقوات الخاصة، وبالتالي المعارك أصبحت تُدار بشكل كامل من قبل القوات الخاصة الروسية".

عمليات نوعيّة

واستطرد رحال في توضيح دور القوات الخاصة الروسية في معارك شمال سوريا بقوله: "تقوم القوات الخاصة الروسية ومعها قوات الشركات الروسية الخاصة الموجودة في سوريا بتنفيذ مهام خاصة خلال المعارك الأخيرة، وأغلب هذه العمليات تكون ليلاً لقدرتهم القتالية بهذه الأجواء وتجهيزهم المتطور الذي يُساعدهم لمثل هذه المعارك، ولذلك كانت أغلب المعارك الأخيرة تجري ليلاً، إضافة لعمليات التسلل إلى نقاط الرباط لفصائل الثوار كانت من قبل عناصر القوات الخاصة الروسية".

وفي السياق، يرى الباحث العسكري، وائل علوان، أن القوات الخاصة الروسية شاركت على الأرض بعيداً عن القيادة والأشراف منذ معركة الحماميات منتصف شهر تموز/يوليو الماضي، مشيراً إلى أن "روسيا زجت بقواتها الخاصة في الميدان منذ معركة استعادة الحماميات بريف حماة الشمالي، وبعدها في معارك تل ملح والجبّين كوْن هذه المعارك معارك نوعية وتحتاج لقوات خاصة أكثر كفاءة من ميليشيات الأسد وحتى الميليشيات الإيرانية".

من جهته، أشار النقيب ناجي مصطفى إلى أن "الجبهة الوطنية للتحرير وباقي فصائل غرفة الفتح المبين أفشلوا عدة عمليات تسلل ليلية للقوات الروسية الخاصة في جنوب ادلب وشرقها وفي سهل الغاب، وهذا يعني أن القوات الخاصة الروسية باتت المسؤولة عن العمليات النوعية في المعارك الليلية وعمليات التسلل، وذلك بسبب قدراتها وتجهيزاتها المتطورة".

استراتيجيات فاشلة

اتّبعت ميليشيا أسد والقوات الروسية المُساندة لها عدة استراتيجيات عسكرية خلال الأشهر الأولى لمعارك ريف حماة الشمالي وجبل الأكراد، وباءت أغلب هذه الاستراتيجيات بالفشل، ومنها محاولات استعادة تل ملح لما يُقارب الشهرين، إضافة لمحاولات اقتحام منطقة الكبّينة في جبل الأكراد والتي تجاوزت الثمانين محاولة.

ولذلك اعتبر الناشط الاعلامي، معاذ العباس، أن فشل تلك الاستراتيجيات كان وراء الزجّ بالقوات الخاصة الروسية والمعروفة بقوات "سبيتسناز"، حيث قال العباس لأورينت نت: "لجأت روسيا لتغيير استراتيجيتها في معارك الشمال السوري، وذلك بعد فشل ميليشيا أسد والميليشيات الروسية المُساندة لها من تحقيق النصر المطلوب خلال الأشهر الثلاث الأولى، ولذلك زجّت بعدة مجموعات من قوات روسيا الخاصة بتلك المعارك وتجهيزها بأحدث الأسلحة الليلية والمدفعية والدبابات المتطورة، إضافةً لطائرات الاستطلاع والرصد الحديثة".

كما رأى العميد رحال، أن روسيا لم تعد واثقة بقدرات ميليشيا أسد، لذلك زجّت بقواتها الخاصة والتي لا تتدخّل إلا في المعارك الاستثنائية، قائلا: "اتبعت روسيا تكتيكاً جديداً، تمثّل بإقحام القوات الخاصة ف معارك الشمال السوري، وتزويد هذه القوات بكامل الأسلحة والأنظمة العسكرية المتطورة لتغيير استراتيجيات الفشل التي مُنيت بها سابقاً".

ولفَت رحال إلى أن هذه القوات لديها مهمات أخرى غير القتال، تتمثّل بحماية الصحفيين ومرافقتهم خلال العمليات العسكرية، وكذلك حماية الشخصيات الرسمية والصحفيين الأجانب خلال تجوّلهم بالمناطق التي سيطروا عليها كخان شيخون وريف حماة الشمالي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات