ما حقيقة فرض نظام الأسد الإقامة الجبرية على رامي مخلوف؟

ما حقيقة فرض نظام الأسد الإقامة الجبرية على رامي مخلوف؟
تداولت وسائل إعلام محلية ودولية، في الأيام القليلة الماضية، أنباء تفيد بأن هناك حالة من التوتر بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف الملقب بـ "الحوت"، وذلك على خلفية ما أشيع عن طلب بشار من رامي مبلغ 2 مليار دولار لصالح روسيا، إلا أن الأخير تهرب من دفع المبلغ. في حين ذكر مقربون من "آل الأسد" بأنه بسبب الخلاف بين الطرفين وضع بشار "رامي" تحت الإقامة الجبرية وقام بإغلاق بعض مراكز أعماله. 

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت ما نشرته نسرين محمد مخلوف مؤخرا على صفحتها الشخصية، حيث كتبت جملة مختصرة مبهمة قالت فيها: "إنها فعلا غابة"، وفي اليوم الثاني كتبت: "إيهاب وإياد ورامي مخلوف ووالدهم محمد باتوا رهن الإقامة الجبرية"، ليظهر فيما بعد أن الحساب الفيسبوكي مزور ومهكر وصاحبته ليست من أسرة مخلوف العلوية الشريكة في قتل السوريين.

مسرحية

وأكد بسام جعارة الكتاب والصحافي لـ "أورينت" بأن الحديث عن وضع نظام الأسد لـ "رامي مخلوف" رهن الإقامة الجبرية عبارة عن مسرحية يتم ترويجها من قبل الأجهزة الأمنية، منوها إلى أنه لن يصدق أحد هذه الإشاعة حتى الموالين و"الشبيحة". 

وقال جعارة إن ما تم تداوله عن طلب وزير الدفاع الروسي من بشار الأسد 2 مليار دولار، غير دقيقة، لافتا إلى أن روسيا وضعت يدها على جميع مرافق الاقتصاد السوري وهي أكبر بكثير من كل الديون الروسية. 

وأضاف أن محاولة تبيض سمعة بشار وتلميع صورته من خلال إطلاق هذه الإشاعة لاقيمة له، لأن بشار مجرم حرب والجرائم التي ارتكبها هو ونظامه موثقة لدى المنظمات الدولية.

وبيّن أنه عندما سيطر حافظ الأسد على السلطة كان يدرك أهمية الاستيلاء على المال العام لأنه يعلم أن الاستيلاء على السلاح لا يكفي، لذلك جاء بقصة التأميم والإصلاح الزراعي الكاذبة لأن المطلوب كان خلق طبقة جديدة طفيلية بدل الطبقة التي كانت موجودة وتعمل لصالح البلد.

إشاعة 

من جانبه، يرى فواز تلو مدير مركز "آفاق مشرقية للدراسات" لأورينت أن أي إشاعة تنتشر في سوريا مصدرها نظام أسد وأجهزته، موضحا أن الهدف من إشاعة "رامي مخلوف" هو تهدئة الشارع العلوي الذي خسر الكثير من أولاده في الحرب بينما ينعم بشار الأسد والمقربون منه بالأموال في سورية وخارجها.

وقال تلو إن الحديث عن وضع رامي مخلوف ووالده رهن الإقامة الجبرية يبدو أنه مفبرك ولكن قد يكون هناك قرار لتحجيم آل مخلوف قليلا. 

وأردف أن رامي مخلوف واجهة لـ "آل الأسد" وبشار الأسد الذي يملك حوالي 130 مليار دولار لا يدفع من جيبه الخاص بل يعتمد على من حوله كما فعل في تمويل الحرب على السوريين من خلال الاعتماد على إيران والميليشيات.

ولفت إلى أن نظام الأسد صدّر العديد من الشائعات خلال سنوات الثورة الماضية والكثير منا صدقها والبعض بنى عليها تحليلات واستراتيجيات، وهناك الكثير من الشائعات يتم تداولها حاليا على سبيل المثال الخلاف بين إيران وروسيا في سوريا وقيام بعض الفصائل بتسليم الجبهات للنظام بعدة مناطق رغم صمودهم الأسطوري لمدة طويلة.

زرع الخوف

من جهته، أكد زياد الريس كتاب وصحافي لأورينت، أن الإشاعة الأخيرة تخدم نظام الأسد، منوها إلى أن النظام تحكم بهذه الإشاعة واستغلها لمصلحته من خلال زرع حالة من الخوف بين التجار ورجال الأعمال الذين لم يظهروا ولاء مطلقا لبشار الأسد خلال الثورة.

وأشار إلى أن بشار عندما أتى إلى السلطة عام 2000 وضع مخلوف الابن كواجهة سرية لجمع الأموال، وفي عام 2006 حول رامي إلى واجهة علنية وذلك بعد تسريبات بأن عقوبات ستفرض على النظام بسبب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.

يذكر أنه في عام 2013 كشف موقع "ويكيليكس" عن وثيقة سرية خاصة بالسفارة الأمريكية في دمشق يعود تاريخها إلى عام 2008 تفضح حيتان المال الأربعة الذين يحركون امبراطورية الأسد المالية في سوريا وخارجها وإخفاء أمواله في الخارج، وهم نبيل الكزبري، وزهير سحلول، ووالد زوجة الأسد فواز الأخرس، ومحمد مخلوف خال رأس النظام ووالد رامي مخلوف المتحكم بجميع الأسماء التي تم ذكرها، والذي تصفه البرقية بالرأس المدبر للفساد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات