"نيويورك تايمز" تروي قصة أهم جاسوس أمريكي في روسيا

"نيويورك تايمز" تروي قصة أهم جاسوس أمريكي في روسيا
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الاستخبارات الامريكية نجحت منذ عقد من الزمن بتجنيد مسؤول روسي حكومي من المستوى المتوسط للعمل كمخبر لصالح الولايات المتحدة.

بدأ المسؤول الذي جندته الاستخبارات الامريكية بالتقدم بمناصبه الحكومية بسرعة ووصل إلى أعلى المستويات في الكرملين وتحول لواحد من أهم الأصول الاستخباراتية في موسكو.

وعلى الرغم من أهميته إلا أن الاستخبارات اتخذت قرار في آواخر 2016 بضرورة إخراجه من روسيا خوفاً على سلامته. رفض في البداية الخروج من روسيا وقال إنه يخشى على سلامة أسرته مما أدى إلى شكوك حول جدارة المخبر ولكن تم الضغط عليه بعد عدة أشهر إلى أن وافق أخيراً على السفر إلى الولايات المتحدة.

أدت هذه الخطوة إلى إنهاء مسيرة أهم المخبريين الأمريكيين لدى روسيا حيث وصل إلى الولايات المتحدة في 2017 وتم إخفاء هويته وطبيعة عمله والأشخاص الذين يتعامل معهم خوفاً على حياته وخشية من تعرضه للاغتيال على غرار الجاسوس البريطاني سيرغي سكريبال.

قوانين موسكو

لعب المخبر دوراً فعال في التحقيق الذي أجرته الاستخبارات المركزية (C.I.A) حول الدور الذي لعبته روسيا للتدخل في انتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2016 حيث أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو من أمر التدخل وأشرف عليه بشكل شخصي.

كان المخبر بحسب المسؤولين الاستخباراتيين خارج الدائرة الداخلية لبوتين، إلا أنه رآه بشكل منتظم وتمكن حتى من الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار عالية المستوى في الكرملين ويعد واحداً من أهم الأصول الاستخباراتية الامريكية في روسيا.

ومن المعروف في عالم الاستخبارات الدفاعات التي يضعها بوتين حوله لمكافحة التجسس وكيف تقوم روسيا بالانتقام ومعاقبة الجواسيس، يصف الموظفون في عالم الاستخبارات هذه الاشتباكات بأنها "قوانين موسكو".

ولحساسية المعلومات التي يقوم بإيصالها المخبر، كان مدير الاستخبارات، جون برينان يقوم بتدوين المعلومات خارج الموجز اليومي الذي يقدم لباراك أوباما في 2016، ويرسلها بظرف سري مختوم يسلم إلى البيت الأبيض.

وتم اتخاذ القرار بسحبه بسبب عدة مخاوف منها احتمال أن يسيء ترامب وإدارته التعامل مع المعلومات الاستخباراتية الحساسة مما قد يعرض المصدر للخطر بشكل مباشر ومن الأسباب الأخرى التدقيق الإعلامي المستمر لمصادر الاستخبارات الامريكية في روسيا.

انكشافه تدريجياً

وقال بعض المسؤولين في الاستخبارات إن اجتماعات ترامب المغلقة مع بوتين ومسؤولين روس آخرين كانت مقلقة بالإضافة إلى نشره تغريدات على تويتر حول مسائل استخباراتية حساسة.

وقال ستيفن إل مسؤول العمليات الروسية في وكالة الاستخبارات "لدينا رئيس، على عكس أي رئيس آخر في التاريخ الحديث، لديه استعداد لاستخدام المعلومات والسرية والحساسة، بالطريقة التي يراها هو مناسبة.. يقوم بذلك أمام خصومنا، أو عن طريق تويتر. نحن حالياً في مياه مجهولة".

ولكن على ارض الواقع كانت الحكومة الامريكية قد كشفت عن وجود المخبر قبل تولي ترامب منصبه عندما اتهمت روسيا رسمياً بالتدخل في تشرين الأول 2016. ومن ثم قام مسؤولو الاستخبارات بنزع السرية عن أجزاء من تقييمهم الصادر حول التدخل الروسي في كانون الثاني 2017.

تلى ذلك تسريبات إعلامية عن المصدر قامت بها عدة وسائل إعلامية منها صحيفة واشنطن بوست عندما قالت إن استنتاجات الاستخبارات اعتمدت "على مصدر يتواجد بعمق الحكومة الروسية". من ثم نشرت نيويورك تايمز تقريراً مفصلاً حول المصدر مما زاد احتمال كشفه من قبل روسيا وتعريضه والشبكة التي يتواصل معها للخطر.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات