فايننشال تايمز: غضب أوروبي من إعادة افتتاح القنصلية الهنغارية في دمشق

فايننشال تايمز: غضب أوروبي من إعادة افتتاح القنصلية الهنغارية في دمشق
قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن قرار هنغاريا (المجر) بإعادة التمثيل القنصلي مع نظام الأسد سيؤدي إلى زيادة التوتر مع الدول المؤثرة في الاتحاد الأوربي والتي تسعى للحفاظ على موقفها الرافض للنظام.

وكانت وزارة الخارجية الهنغارية أعلنت في بيان لها عن قرارها بإعادة وفداً دبلوماسياً من حين لآخر إلى دمشق "لمتابعة الدعم الإنساني والقيام بالمهام القنصلية". 

وبحسب مصادر دبلوماسية في بيروت وبروكسل، عملت هنغاريا منذ عدة أشهر على هذه الخطوة التي تعد الأولى من نوعها والتي تقوم فيها دولة عضو في الاتحاد الأوربي بإعادة افتتاح سفارتها المغلقة منذ اندلاع الحرب.

دعم المسيحيين

ويعارض هذه الخطوة معظم أعضاء الاتحاد الأوربي الذين يرفضون بشدة إعادة التطبيع مع نظام الأسد عن طريق إرسال مبعوثين دبلوماسيين إلى سوريا. وقال أحد الدبلوماسيين الأوربيين المقيمين في بيروت، إن المقترح الهنغاري "مزعج لأبعد حد".

وتحافظ الدول المؤثرة في الاتحاد الأوربي على موقفها الرافض لنظام الأسد وتحرمه من عمليات التمويل اللازمة لإعادة الإعمار ولا تقيم معه أي علاقات سياسية؛ إلا أن بعض الدول انفصلت عن الموقف الأوروبي الموحد.

وقال مسؤول دبلوماسي من إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي سعت للحفاظ على موقف متشدد من نظام الأسد: "في نهاية المطاف، على كل دولة أن تختار تمثيلها.. مع أننا لا نعتقد أن الوقت الحالي مناسب".

وقالت وزارة الخارجية الهنغارية في بيانها، إن بودابست توفر مساعدات إنسانية للمسيحيين في الشرق الأوسط لا سيما في سوريا، حيث يستفيد عدد كبير من الطلاب السوريين من المنح الدراسية التي تقدمها هنغاريا.

ويسعى رئيس وزراء الهنغاري، فيكتور أوربان، والذي ينتمي لليمين المتطرف، إلى تصوير نفسه كمدافع عن المسيحية، حيث التقى بكبار المسؤولين من مختلف الطوائف المسيحية في سوريا.

تعزيز الروابط مع اليمين

وقال دبلوماسيون أوروبيون، إن هنغاريا تصر على موقفها، وتقول إن تعزيز وجودها في دمشق هو جزء من جهود المساعدات على الرغم من أنها مساهم ثانوي في الجهود الإنسانية المقدمة لسوريا وتركز دعمها بشكل أساسي على المجتمعات المسيحية فقط.

كما قال دبلوماسي أوروبي "إنهم يقومون بذلك في بودابست لإزعاج بروكسل".

وتعتبر التشيك، الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي احتفظت بسفيرها في سوريا خلال الحرب. ولرومانيا سفير في سوريا مقيم في بيروت، أما بلغاريا فتحتفظ بالقائم بالأعمال بدل السفير.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الهنغاريين لم يؤيدوا علناً إعادة التطبيع مع نظام الأسد؛ إلا أن بعض المؤشرات تشير إلى التقارب بين بودابست ودمشق.

في العام الماضي مثلاً، زار المنسق الهنغاري في سوريا، يانوس بوداي، دمشق وتحدث في مؤتمر أقيم هناك عن "دور الاتحاد الأوروبي في مستقبل سوريا".

ويسعى نظام الأسد لتعزيز علاقاته مع الجماعات اليمينية المتطرفة في أوروبا، ويسعى في المقابل حزب جوبيك القومي الهنغاري لإعادة العلاقات مع النظام في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات