حقيقة أم رفع معنويات.. خبير اقتصادي: الليرة السورية "شبعت موتاً"

حقيقة أم رفع معنويات.. خبير اقتصادي: الليرة السورية "شبعت موتاً"
هلّل إعلام النظام والإعلام الموازي له بسرعة استعادة الليرة السورية لما خسرته من قيمتها أمام الدولار وباقي العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال موقع روسيا اليوم الداعم لنظام أسد إعلاميا، إن الليرة السورية حققت مكاسب متسارعة، جعلتها تسجل أسعارا لامست حاجز الـ 600 ليرة هبوطا بعد أن قاربت حاجز الـ680 ليرة مقابل الدولار الواحد قبيل أيام قليلة فقط.

وبشّر الموقع باستمرار ارتفاع سعر الليرة أمام الدولار وباقي العملات، مستندا إلى إعلان نشرته شركة " BS للخدمات النفطية" التابعة لمجموعة قاطرجي الدولية الداعمة للنظام، عقب استعادة الليرة للقيمة التي خسرتها أمام الدولار والعملات الأخرى خلال الأسبوع المنصرم.

وجاء في الإعلان حسبما نقل الموقع أن "سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية في انخفاض مستمر"، مرجعا ذلك إلى جهود من سماهم الشرفاء من تجار وصناعيين.

صحيح ولكن!

ويوافق الخبير الاقتصادي خالد تركاوي على أن صناعيين وتجار كانوا وراء خفض الارتفاع الأخير الذي طال الليرة السورية، غير أنه يختلف في تفسير الآلية والأهداف، كما يختلف مع ما يسوّق له الإعلام الموالي والموازي للنظام في أنّ قيمة الليرة ستواصل الارتفاع أمام الدولار وباقي العملات.

ويقول الخبير الاقتصادي لأورينت نت، إن استعادة شيء من قيمة الليرة المفقود خلال اليومين الماضيين يعود إلى سببين اثنين، أولهما، بيع عدد من التجار المتعاملين مع المصرف المركزي لسوريا كميات كبيرة من الدولار وشراء الليرة السورية.

وأما السبب الثاني فيعود إلى استغلال تجار المضاربات سواء في مناطق وجود النظام أو المناطق الأخرى لهبوط الليرة وشرائها بسعر زهيد مقابل الدولار، لأن هناك بعض السلع لابد وأن تشترى بالليرة السورية، لذلك اغتنموا فرصة هبوطها وقاموا بشرائها.

رفع معنويات!

وحول استمرار تحسّن سعر الليرة السورية وعدم انهيارها بحسب مايروج له الإعلام الموالي، فيعتقد تركاوي جازما بأن ذلك مجرد دعاية إعلامية لرفع المعنويات ليس أكثر، وأن الليرة السورية منهارة أصلا  (شبعت موتا)وستواصل الانهيار أكثر فأكثر.

وأرجع جزمه بمواصلة انهيار الليرة إلى أنه لا يوجد ما يحميها من ذلك، حيث لا انتاج ولا صادرات، كما أن فاتورة الحرب المتزايدة والمستمرة ستزيد من تآكل الاقتصاد السوري المنهار بشكل عام وهذا كله سينعكس في النهاية على العملة.

وأوضح أن ماحصل – أي استعادة الليرة لجزء من قيمتها المفقودة مؤخرا- هو أمر طبيعي ومؤقت وأنه يُنظر للمسألة من حيث الاتجاه العام، الذي يشير إلى مواصلة انحدار الليرة منذ سنوات، مبينا أن المتابع للخط البياني لانهيار الليرة السورية يلاحظ أن مثل هذا التحسن كان يرافق كل مرحلة كانت تنخفض فيها قيمة الليرة أمام العملات الأخرى منذ بداية الثورة وحتى الآن، قبل أن تعود للانهيار والتراجع من جديد.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن الليرة السورية منهارة أصلا حتى قبل أن تصل إلى ما فوق الـ600 أمام الدولار الواحد، ففي علم الاقتصاد تعتبر العملة منهارة إذا فقدت أكثر من 10 في المئة من قيمتها فكيف إذا فقدت مئة ضعف هذه النسبة كحال الليرة السورية

حاجز الـ 700 

ويعزز كلام الخبير الاقتصادي ماذكره "جول رايبورن" نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى والمبعوث الخاص لسوريا، حول الاقتصاد السوري والليرة السورية بشكل خاص.

وفي هذا الخصوص قال "رايبورن" في اجتماع عقده بإسطنبول السبت المنصرم بحضور عدد من الصحفيين السوريين " إن اقتصاد نظام الأسد أصبح ضعيفا جدا، ولم يعد يملك احتياطيا يذكر من العملات الأجنبية".

 ورجح انهيار الليرة بشكل نهائي وتجاوزها حاجز الـ 700 للدولار الواحد قريبا، وذلك لأن بلاده والاتحاد الأوروبي سيبقون على العقوبات ضد نظام الأسد والدول الداعمة له، من أجل تجفيف مدخوله المالي.

يشار إلى أن سعر الدولار قبل اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، الذي واجهها بالحديد والنار كان يساوي 47 ليرة سورية فقط، في حين بلغت احتياطات البنك المركزي حينئذ -الناضبة حاليا-  17 مليار دولار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات