ما أسباب اهتمام روسيا بمدينة خان شيخون؟

ما أسباب اهتمام روسيا بمدينة خان شيخون؟
سلّطت روسيا وميليشيا أسد دائرة الضوء على مدينة خان شيخون بعد سيطرتها عليها أواخر الشهر الماضي، بالوقت الذي تجاهلت فيه مئات المدن التي سيطروا عليها خلال العامين الأخيرين من درعا جنوباً وحتى إدلب شمالاً، مما زاد من التساؤلات حول أهمية هذه المدينة للقوات الروسية وميليشيا أسد دون غيرها من باقي بلدات ومدن سوريا.

حيث زار مدينة خان شيخون بعد ساعات من السيطرة عليها عدة شخصيات سياسية وحزبية وخدمية من أعلى الهرم الحكومي حتى أدناه، أمثال مستشارة الأسد بثينة شعبان في سابقة هي الأولى، بالإضافة لرئيس مركز المصالحة الروسية ومحافظ مدينة حماة ومسؤولي حزب البعث ووزارة الدفاع، وسارعوا بتجهيز بعض الطرقات والدوائر الحكومية ونقل بعض ضباط الشرطة للمدينة، وكل ذلك خلال مدة قياسيّة إذا ما قيست ببعض الخدمات البسيطة المقدّمة في درعا والغوطتين وريف حمص الشمالي.

عقدة لربط الطرق الدولية

وعن أهمية مدينة خان شيخون بالنسبة لروسيا ونظام أسد، يقول الناشط الاعلامي عثمان قطيني لأورينت نت، "تعتبر مدينة خان شيخون عقدة ربط هامة على الطريق الدولي الذي يصل دمشق بحلب والمعروف حسب اتفاقية سوتشي بـ M5، بالإضافة إلى أنها تربط طريق حلب دمشق بطريق حلب اللاذقية المعروف بطريق بيت ياشوط والذي من الممكن استخدامه كطريق حلب دمشق بدلاً من طريق M4 لصعوبة استخدام الاخير في المدى القريب".

وحسب مصادر خاصة لأورينت نت (رفضت ذكر اسمها)، أفادت بأن روسيا تدرس امكانية الاستغناء عن طريق حلب اللاذقية المارّ عبر مدينة أريحا، واستبداله بطريق حلب اللاذقية المارّ بمدينة خان شيخون فالسقيلبية ثم بيت ياشوط واللاذقية، كوْنه أكثر أماناً وأكثر قابلية للتطبيق المباشر حالياً.

وبنفس الإطار، اعتبر الناشط السياسي هشام النجم خلال حديثه لأورينت نت أن، "مدينة خان شيخون صلة الوصل بين أهم المدن والمحافظات السورية، وهي بوابة ادلب وحماة، بالإضافة لربطها طريق حلب دمشق بالبلدات والمدن التي تقع غربها حتى الساحل السوري، وكذلك وصلها لمدن ريف حماة الشمالي والغربي".

مركز محافظة ادلب

كثُر الحديث مؤخراً عن تجهير مدينة خان شيخون لتكون مركزاً لمحافظة ادلب في المستقبل، ولهذا السبب تم نقل عشرات ضباط الشرطة إلى المدينة بالإضافة لتجهيز الطرقات والدوائر الحكومية اللازمة، بالتزامن مع زيارة بعض المسؤولين السياسيين والخدميين، والتفاوض لتكون المدينة خالية من التشكيلات العسكرية والإبقاء على الجهات الشرطيّة المشتركة، وذلك حسب ما أكدته نفس المصادر الخاصة لأورينت نت.

وبهذا السياق، يقول النجم "هناك اشاعات عن تحويل مدينة خان شيخون إلى مركز محافظة ادلب ونقل كافة دوائر المحافظة من مدينة حماة إلى خان شيخون، ونفس هذه الاشاعات صدرت بعد سيطرة ميليشيا أسد على بلدة أبو ظهور في ريف ادلب الشرقي سابقاً، ولكن كأهمية جغرافية وسكانية فإن نظام أسد من الممكن أن يختار خان شيخون كمركز لخدماته مستقبلاً، وذلك لأهميتها وقُربها وكثرة الدوائر الحكومية فيها".

وأكّد الناشط السياسي هشام النجم على أن، "نظام أسد استدعى أغلب موظفي الدوائر الحكومية الخدمية إلى مؤسساتهم المتواجدة في حماة، ونقلهم إلى مدينة خان شيخون وتجهيز وتنظيف بعض الدوائر هناك، ولكن بعضهم تغيّب عن الحضور بحين حضر آخرون".

الأهمية الاستراتيجية

فيما رأى النقيب مصطفى معراتي المتحدث الرسمي لجيش العزة، أن لمدينة خان شيخون أهمية استراتيجية وجغرافية جعلت مسؤول المصالحة الروسية يندهش من هذه المدينة، وأضاف معراتي لأورينت نت، "لخان شيخون أهمية استراتيجية كوْنها بوابة حماة وادلب وتصل المحافظتين ببعض بعدة طرق، بالإضافة إلى أنها كانت مُنطلق أغلب العمليات العسكرية ضد نظام أسد بتلك المنطقة".

وأضاف معراتي، "لقّنت هذه المدينة وبالتشارك مع ثوار باقي المناطق دروساً قاسية في السابق ولذلك شنً كامل غضبه عليها وبكافة الأسلحة والذخائر حتى الكيماوية، وتُشرف المدينة على تلال وطرق ذات أهمية كبيرة خلال العمليات العسكرية، ولذلك اهتموا كثيراً بنبأ السيطرة عليها".

وهذا ما أكّده كذلك الناشط الاعلامي عثمان قطيني لأورينت نت، وأضاف قطيني "الأهمية الاستراتيجية لمدينة خان شيخون من حيث الموقع الجغرافي والثقل العسكري يُضاف لها الجانب الثوري، ولذلك كانت شوكة بحلق نظام أسد فبقيت محررة طيلة السنوات التسع الماضية".

الأهمية الاقتصادية

وتابع قطيني قائلاُ، "تعتبر مدينة خان شيخون من أغنى المدن السورية زراعياً وتجارياً، وأغلب أهالي المدينة لم يُخرجوا ممتلكاتهم وقيمتها لا يُستهان بها، كوْن المدينة تعتبر مركزاً تجاريا للسيارات وقطعها والقطع الصناعية، بالإضافة للمحاصيل الزراعية والفستق الحلبي، ولذلك لها أهمية اقتصادية كبيرة جداً".

وأشار قطيني إلى أن "القوات الروسية سمحت لعناصر ميليشيا أسد بسرقة ممتلكات أهالي المدينة وتعفيشها، وبدأوا بأثاث المنازل لينتقلوا فيما بعد بالمعدات الصناعية والمواد الأكثر قيمة، وكذلك تعتبر المدينة بوابة اقتصادية للتجارة العامة مستقبلاً كما كانت عليه سابقاً، لذلك عوّلت عليها روسيا".

مجزرة الكيماوي

ارتكبت ميليشيا أسد الطائفية مجزرةً راح ضحيتها العشرات، جراء استهداف مدينة خان شيخون بالغازات السامة التي ألقتها طائرات ميليشيا أسد على المدنيين في المدينة، وذلك في الرابع من نيسان عام 2017.

وحسب نُشطاء مدينة خان شيخون عثمان قطيني وهشام النجم، كان اهتمام القوات الروسية وميليشيا أسد ومسؤوليه لطمس معالم جريمتهم التي ارتكبوها بحقّ المدنيين، ولخلق الأكاذيب تجاه هذه الجريمة، ولذلك على المجتمع الدولي أن يعي هذه الأفعال، خاصة أن نظام الأسد بحجّة ترميم طرقات المدينة قام بتزفيت مكان سقوط الصاروخ المحمّل بالغازات السامة، حسب كلام النشطاء.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات