ما مهام القوات الخاصة التي تدرّبها روسيا في سوريا؟

ما مهام القوات الخاصة التي تدرّبها روسيا في سوريا؟
أشرفت القوات الروسية على تدريب تشكيلات عسكرية نظامية من "القوات الخاصة" التابعة لوزارة دفاع نظام الأسد، وبحسب بعض الوكالات الروسية، جرَت التدريبات العسكرية بمحيط مدينة دمشق في منطقة يعفور والدّريج، وشملت هذه التدريبات نخبة تشكيلات "القوات الخاصة" التابعة لنظام الأسد، وبحضور وإشراف كبار ضباط القوات الخاصة الروسية، مع دعوة أكثر من 50 إعلامياً من عدة دول ووكالات لتغطية تخريج هذه الدورات التدريبية، التي وعدت باستمراريتها القوات الروسية بشكل دوري.

إعادة تأهيل قوات "وزارة الدفاع"

 

وفي وقت سابق وبأوامر روسيّة، أجرت وزارة الدفاع التابعة لنظام أسد عدة تغييرات في هيكلية الوزارة والتشكيلات التابعة لها، ووعدت روسيا حينها بإعادة تأهيل وتدريب قوات النخبة التابعة لهذه الوزارة كالقوات الخاصة والحرس الجمهوري.

وحول مهام "القوات الخاصة" التي دربتها القوات الروسية وسبب ذلك، يقول الخبير العسكري العميد أحمد رحال لأورينت نت، "تسعى القوات الروسية لاستعادة وزارة الدفاع التابعة لميليشيا أسد وبالتالي التحكّم بها وإجراء التعديلات اللازمة فيها، ولذلك عملت على إجراء بعض التغييرات فيها وألحقتها بإجراء معسكرات تدريب لنخبة قوات هذه الوزارة".

وتابع الخبير العسكري، "وبالتالي تؤكد روسيا للعالم أجمع أنها لن تتخلى عن وزارة دفاع نظام أسد، وأن مرجعية هذه الوزارة ستكون روسية كما كانت في السابق، وعلى ضوئها ستكون روسيا صاحبة القرار العسكري والسياسي في سوريا، ولذلك بدأت روسيا بتغييرات وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات التابعة لها، واستكملتها بتدريب قوات خاصة تُعتبر نخبة قوات هذه الوزارة، والذراع الرسمي المستقبلي لها بعيداً عن الميليشيات الموالية للقوات الروسية والتي أثبتت فشلها".

سحب "القوات الخاصة" من محور ايران

خلال العمليات العسكرية السابقة، كانت تشكيلات القوات الخاصة والحرس الجمهوري التابعة لميليشيا أسد الطائفية تعود مرجعيتها وولاؤها للجانب الايراني بدلاً من الروسي.

وبهذا السياق، أضاف العميد رحال قائلاً "تسعى روسيا لسحب مرجعية القوات الخاصة المعروفة بقوتها عسكرياً من المحور الإيراني إلى الروسي، وترفض بأن تكون تابعة للجانب الايراني، وبالتالي إرسال رسائل تطمين لإسرائيل وأمريكا بأن هذه القوات ستكون تحت إمرة القوات الروسية وليست الإيرانية".

وأشار رحال إلى أن، "القوات الروسية تدّعي هيمنتها على ميليشيا أسد الطائفية بشكل كامل، ولذلك تسعى لمثل هذه المعسكرات وسحب جميع القوات من المعسكر الإيراني إلى المعسكر الروسي، ولكن ما يزال القسم الأكبر من معسكرات ميليشيا أسد خاضعا للمحور الإيراني، كما هو الحال في البوكمال ودير الزور ومطارات النيرب والشعيرات والتيفور، بالإضافة لمعسكرات محيط دمشق والقلمون وجنوب سوريا".

ومن جانبه، قال الخبير العسكري المقدم محمود عليوي لأورينت نت، "سابقاً عملت روسيا على سحب بعض الميليشيات من المحور الايراني إلى محورها، مثلما حصل مع ميليشيات سهيل الحسن وميليشيا لواء القدس الفلسطيني اللذين أسستهما ودعمتهما ايران ثم تحولا للمعسكر الروسي، وهذا ما يحصل الآن مع القوات الخاصة والحرس الجمهوري، لذلك بدأت بتدريب نُخب هذه القوات على استراتيجياتها العسكرية المُقبلة".

حماية نظام الأسد

ووفق الخبير العسكري عليوي، فإن مهام القوات الخاصة المدرّبة من قبل القوات الروسية ترتكز على حماية نظام الأسد ومنعه من السقوط أو الانقلاب عليه، وأكمل حديثه لأورينت نت قائلاً "نظام الأسد وبأمر من روسيا أسس سابقاً الفرع /108/ المسؤول عن حماية منشآت وهيئات الحكم في سوريا من الانقلاب ضد هذا الحكم، وهذا الفرع بحاجة لقوات مدربة بشكل جيد لمنع سقوط هذا النظام داخلياً أو خارجياً".

واستدرك قائلاً، "لذلك اعتمدت القوات الروسية على القوات الخاصة والحرس الجمهوري بعد إجراء بعض التغييرات بقيادة هذين التشكيلين، والابتعاد عن الميليشيات العشوائية التي كانت تدعمها، وبالتالي تَحكم سيطرتها على دمشق والنظام القائم فيها ومنعه من السقوط أو الانقلاب ضده، ومن أجل ذلك قامت روسيا بتدريب هذه القوات على اقتحام المباني والتحصينات".

الاعتماد عليها في معارك إدلب

ذكرت وسائل إعلام روسية أن هذه التدريبات تمّت بنجاح وهدفت لتدمير تحصينات واقتحام مباني الجماعات الإرهابية، كما وصفتها، والإعداد الجيّد لمعارك إدلب القادمة بحال لم يتم التوافق على التهدئة.

وفي هذا الإطار، رأى المقدّم المنشق أحمد العطار أن روسيا ربما تعتمد على القوات الخاصة في معاركها اللاحقة بإدلب في حال استكملتها، وأضاف العطار لأورينت نت "من المعروف أن روسيا أوقفت عملياتها العسكرية في ادلب دون تحديد زمن هذا الوقف، وبالتالي فمن الممكن عودة التصعيد العسكري إلى ادلب كما هو معروف، وبما أن روسيا اكتشفت ضعف ميليشياتها الموالية لها في معارك إدلب وحماة، لذلك اعتمدت مؤخراً على القوات الخاصة السورية والمعروف عنها قوتها وتجهيزها البدني والعسكري".

وأتمّ العطار حديثه بقوله، "التدريبات الخاصة لهذه القوات كان يعتمد على فرضيات مماثلة للواقع في مناطق ادلب، مما يؤكد اعتماد روسيا على هذه القوات مستقبلاً بأي عمل عسكري قادم، ورغم عدم وجود القرار الروسي باستكمال عملياتها في ادلب، إلا أنها أعدّت قواتها والقوات المشاركة معها لمثل هذه المعارك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات