بين الكبار .. مواجهات ساخنة تطبع الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا

بين الكبار .. مواجهات ساخنة تطبع الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا
تنطلق منافسات الجولة الثانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا التي ستقام، الثلاثاء، بلقاءات ساخنة بين كبار أوروبا وتتخللها مواجهتان واعدتان تجمع الأولى بين توتنهام الإنكليزي ومضيفه بايرن ميونيخ فيما ستكون الثانية بين يوفنتوس الإيطالي وباير ليفركوزن الألماني.

وفي بقية المنافسات وضمن المجموعة الأولى يستضيف ريال مدريد الإسباني كلوب بروج البلجيكي، فيما يتحول باريس سان جرمان الفرنسي لملاقاة فريق قلعة السراي التركي. وبالمثل يتحول أتلتيكو مدريد الإسباني إلى روسيا لمواجهة لوكوموتيف موسكو ضمن المجموعة الرابعة.

وضمن المجموعة الثالثة يخوض مانشستر سيتي، وصيف الدوري الإنكليزي هذا الموسم، هذه الجولة أمام منافس سهل على الورق دينامو زغرب الكرواتي، رغم تأكيد مدربه بيب غوارديولا على أنه لا يمكن الاستهانة بأي منافس في مثل هذه الجولات.

توهج إنكليزي

سيحاول فريقا مانشستر سيتي وتوتنهام تحقيق العلامة الكاملة في هذه الجولة رغم صعوبة المهمة بالنسبة للثاني، فيما سيعمل فريق السيتي على إثبات صحوته في الدوري وتحقيق النقاط الثلاث.

ويعوّل الفريقان الإنكليزيان على عاملي الجمهور والأرض لكسب هذه الجولة لصالحهما، فيما يشير محللون إلى أنهما سيكونان تحت طائلة الضغط خصوصا بالنسبة إلى توتنهام.

لكن بالموازاة مع ذلك يبدو أن مانشستر سيتي يعرف جيدا طريقه إلى مثل هذه النوعية من المباريات التي يتطلب حسمها روحا انتصارية عالية وحضورا كبيرا على الميدان، وهو ما أظهره لاعبو المدرب الإسباني بيب غوارديولا مؤخرا.

ومن المؤكد أن سيتي سيجد نفسه أمام منافس شرس يحاول إثبات قدرته على الذهاب بعيدا في هذه المسابقة التي يخوض غمارها دون حسابات. وتؤكد مصادر رياضية أن ميسلاف أورشيتش سيكون أحد الأسلحة التي يعول عليها دينامو زغرب في رحلته إلى مدينة مانشستر بمنح فريقه الكرواتي الانطلاقة الحلم في دوري الأبطال.

وضرب أورشيتش البالغ من العمر 26 عاما بقوة في المسابقة القارية العريقة هذا الموسم بتسجيله ثلاثية في الجولة الأولى ضد أتالانتا الإيطالي (4-0)، ما خوله تقاسم صدارة الهدافين مع المهاجم الواعد لنادي سالزبورغ النمساوي، النرويجي إيرلينغ براوت هالاند (19 عاما) الذي سجل بدوره ثلاثية (هاتريك) في مرمى غنك البلجيكي في منافسات المجموعة الخامسة.

وساهم أورشيتش في تأهل دينامو زغرب لدور المجموعات بتسجيله ثلاثة أهداف في الأدوار الإقصائية. وعلق على ذلك في تصريح صحافي “ربما أكون مفاجأة للبعض الذين لم يعرفوني حين كنت ألعب في آسيا، لكنني أعتقد أنه لا يزال هناك مجال للتحسن في مسيرتي”. وأضاف “لا يوجد فريق آخر أحس فيه بمثل هذه المشاعر في كل مرة عندما أدخل الملعب”.

وعلى الطرف الآخر تعتبر مواجهة الثلاثاء في لندن هامة جدا لصراع بايرن وتوتنهام على صدارة المجموعة باعتبارهما المرشحين الأوفر حظا لنيل بطاقتيها إلى الدور ثمن النهائي على حساب النجم الأحمر الصربي وأولمبياكوس اليوناني.

لكن بايرن يخوض اللقاء بمعنويات أفضل من فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، إذ استهل مسعاه لاستعادة اللقب القاري الغائب عن خزائنه منذ 2013 بفوز كبير على النجم الأحمر 3-0، في حين فرّط توتنهام بتقدمه على مضيفه أولمبياكوس بهدفين واكتفى في نهاية المطاف بالتعادل 2-2.

وشدد حارس توتنهام مانويل نوير على أن ما حصل في مباراة السبت التي سجل فيها البولندي روبرت ليفاندوفسكي الهدف العاشر في ست مباريات بالدوري حتى الآن، لا تأثير له على مواجهة سبيرز في دوري الأبطال، مضيفا “كان يتوجب علينا حسم اللقاء في وقت مبكر”.

وقال حارس مرمى برشلونة “ما زلت أحاول القيام بكل شيء لكن هذه الرحلة مع ألمانيا كانت نكسة كبيرة بالنسبة إلي”، في إشارة إلى بقائه على دكة البدلاء في مباراتي هولندا وأيرلندا الشمالية ضمن تصفيات كأس أوروبا 2020.

وينزل باير ليفركوزن الألماني ضيفا على يوفنتوس الإيطالي في ملعب أليانز ضمن لقاء عنوانه التحدي بالنسبة إلى فريق “السيدة العجوز” الذي فعل كل شيء في موسم الانتقالات الصيفية الأخيرة من أجل هذه المسابقة.

لقاء التحدي

تشهد هذه المواجهة الظهور الأول للبرتغالي كريستيانو رونالدو أمام ليفركوزن الذي لم يسبق له اللعب أمامه طوال مسيرته. وتشير مصادر صحافية رياضية إلى أن الألمان لم يسلموا من لدغات رونالدو في دوري الأبطال طوال مسيرته الكروية اللامعة، لا بل إنهم صاروا من أبرز ضحاياه المفضلين في البطولة.

وضمن حصيلة إحصائية للعملاق البرتغالي، خاض الدولي 24 مباراة ضد الفرق الألمانية في البطولة الأوروبية بمجموع دقائق بلغ عددها 2193 دقيقة، لينجح في تسجيل 26 هدفا. ولم يسجل الهداف التاريخي لدوري الأبطال أهدافا أكثر في فرق بلد آخر، ليستحق وصف “قاهر الألمان” في البطولة، إذ يسجل اللاعب هدفا كل 84 دقيقة و21 ثانية في شباك فرق ألمانيا.

ويضع يوفنتوس رهانه في هذه الجولة، بخلاف رونالدو، على أكثر من نجم بينهم لاعب الوسط الويلزي آرون رامسي الذي وجد طريقه إلى الشباك خلال ظهوره الأول في “سيري أي”، وقدم أداء ملفتا في مبارياته المحلية الثلاث الأولى مع فريق “السيدة العجوز”.

ويأمل الويلزي في أن تكون بدايته القارية كأساسي مع فريق المدرب ماوريسيو ساري مماثلة لما حصل في الدوري. وأعرب ابن الـ28 عاما عن سعادته ببدايته التي تأخرت بسبب إصابة عضلية تعرض لها مع أرسنال، قائلا “حققنا هذا الأسبوع الفوز الثالث (الشخصي) من ثلاث مباريات في الدوري، وجهتنا الآن نحو دوري الأبطال”.

وبعد أن فرط بالفوز في مباراته الأولى ضد مضيفه أتلتيكو مدريد الإسباني بتقدمه بهدفين نظيفين قبل الاكتفاء بالتعادل 2-2، يسعى يوفنتوس إلى الخروج منتصرا من مباراته الأولى في المسابقة هذا الموسم بين جماهيره.

ويخوض يوفنتوس لقاء الثلاثاء وعينه على الاختبار الذي ينتظره السبت في الدوري المحلي ضد غريمه إنتر ميلان المتصدر في “ديربي إيطاليا” وفي أول مواجهة له مع مدربه ولاعبه السابق أنطونيو كونتي.

ويبدو رامسي مناسبا لخطط ساري الذي منحه المزيد من المساحة داخل الملعب وأوكل إليه مهمة صانع الألعاب خلف رونالدو وأحد الأرجنتينيين باولو ديبالا وغونزالو هيغواين. وكشف مدرب نابولي وتشيلسي الإنكليزي السابق أنه يعتمد مقاربة المحافظة على طاقة اللاعب الويلزي في مستهل الموسم، إذ خاض ما معدله قرابة ساعة واحدة في كل من المباريات التي شارك فيها حتى الآن في الدوري، موضحا “نحن نحاول الحفاظ عليه من ناحية وقت اللعب. هناك فارق كبير بين اللعب لستين دقيقة وتسعين دقيقة”.

وعلى الجانب الآخر سيحاول ريال مدريد الإسباني إثبات أنه على طريق التعافي بعد النتائج التي حققها في مبارياته الأخيرة وغاب فيها شبح الهزيمة أو التعادل، وذلك عندما يستضيف فريق كلوب بروج البلجيكي على أرضه وأمام جمهوره.

وأشارت تقارير صحافية إلى أن الاستفاقة النسبية التي حققها فريق زين الدين زيدان تعود في جزء كبير منها إلى خط دفاعه الذي لاح صلبا ومتماسكا في اللقاءات الأخيرة أكثر منها استعادة النادي لعافيته الهجومية. ولم تكن حال الوافد الجديد أيضا البلجيكي إدين هازارد صاحب الصفقة الأكثر صخبا في نادي العاصمة هذا الصيف، أفضل، بعدما اعتبر كثيرون أن لاعب تشيلسي السابق سيكون قادرا على ملء الفراغ الذي خلفه رحيل البرتغالي رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي. لكن البلجيكي وقع ضحية الإصابة، فتراجع مستواه وما زال في فترة تكيّف مع الفريق.

وأشار زيدان إلى ما يمر به البلجيكي، السبت، على هامش مباراة القمة في الدوري المحلي أمام الجار اللدود أتلتيكو، بقوله “نود أن يسجل لأن ذلك سيحرره (..) لكن لا توجد أي مشكلة معه”.

صحيفة العرب

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات