كيف سترد أمريكا إذا شنت تركيا عملية عسكرية شرق الفرات؟

كيف سترد أمريكا إذا شنت تركيا عملية عسكرية شرق الفرات؟
قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال، إن الإدارة الأمريكية "قلقة جداً" من احتمال بدء تركيا عملية عسكرية شمال شرق سوريا، تستهدف فيها المسلحين الأكراد.

وستؤدي هذه الخطوة، بحسب المسؤولين، إلى سحب القوات الأمريكية من سوريا لتجنب دخول نزاع مع نظيرتها التركية، مما يعرقل الخطط الأمريكية لمكافحة تنظيم ""داعش" والذي يسعى لإعادة السيطرة من جديد.

وعلى الرغم من أن تركيا والولايات المتحدة حلفاء، وتركيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلا إنها تعتبر المنظمات الكردية المسلحة في سوريا جماعات إرهابية؛ بينما ترى الولايات المتحدة، أن المقاتلين الأكراد لعبوا دوراً محورياً في نجاح حملة الولايات المتحدة ضد داعش.

وسعت الولايات المتحدة لتهدئة المخاوف التركية عبر تسيير دوريات مشتركة في مدنيتين داخل سوريا مع عقد مباحثات مشتركة للنظر في الطلب التركي لإقامة منطقة آمنة تمتد لحوالي 500 كلم على طول الحدود بين البلدين.

تحرك أحادي

وقال مسؤولون أمريكيون، إنهم رأوا أدلة متزايدة على استعداد تركيا لخوض معركة شمال شرق سوريا، مما يعرض القوة الأمريكية المتبقية للخطر، حيث قال مسؤول أمريكي للصحيفة إذا ما تدخلت تركيا "لا يوجد لدينا خيار سوى المغادرة" واصفاً ما يحدث بـ "العاصفة الحقيقة".

ولم يجب المسؤولون الأتراك حول الأسئلة التي وردتهم حول خططهم العسكرية المستقبلية؛ إلا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال خلال افتتاحه البرلمان يوم الثلاثاء، بأن بلاده لا يوجد أمامها خيار إلا التحرك من جانب واحد لإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا.

وقال: "لم نحقق إلى الآن أياً من النتائج التي كنا نتطلع إليها.. لا يمكن لتركيا أن تخسر يومياً واحداً بعد الآن حول هذا الموضوع. لا يوجد أمامنا خيار سوى التصرف بمفردنا".

وقال مسؤولون حكوميون أتراك في أنقرة، إنهم يشعرون بالإحباط بسبب بطئ وتيرة الجهود المشتركة التي تهدف لإنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين شمال شرق سوريا.

غياب الثقة

وقال مسؤول أمريكي مطلع، إن الولايات المتحدة لم تبلغ تركيا رسمياً بقرارها الانسحاب من سوريا في حال توغلت القوات التركية عسكرياً، إذ قال المسؤول إذا ما قلنا للأتراك سننسحب من سوريا في حال تدخلتم من الممكن أن يتم تفسير هذه الرسالة على أنها خدعة تلعب على وتر بقاء تركيا وحيدة للتعامل مع نظام الأسد وداعمه الأساسي في روسيا.

وترغب تركيا بإعادة توطين حوالي مليوني لاجئ سوري في تركيا إلى داخل البلدات الحدودية التي سيتم إخراج القوات الكردية منها.

وتأتي التطورات الأخيرة مع فشل الخطة الامريكية بدفع الأوربيين في الدخول إلى سوريا، وهي خطة عملت عليها واشنطن طوال العام الماضي بالتوازي مع عقد محادثات مع أنقرة.

وقال مسؤولون أمريكيون، إنهم يشعرون بالقلق المتزايد تجاه التحركات في أنقرة، مع تراجع الثقة الأمريكية في أن تركيا ستقوم بتحذيرهم قبل الدخول عسكريا، مع وجود احتمال بأن يتلقى الجانب الأمريكي تحذيراً قبل 48 ساعة فقط من بدء العملية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات