كيف دفعت إيران العراق لكراهيتها رغم التقارب المذهبي؟

منذ ستةَ عشرَ عاماً .. والعراقيون يتعرضون لعملياتِ غسلِ دماغ ٍ جعلتْهم غيرَ قادرين على تمييزِ وطنيتِهم.. يرددون ما تقولُه وسائلُ الإعلام ِ والدعاية.. وما يمليهِ عليهم أصحابُ العمائم والخرافات .. لكنَ الفاجعةَ اليوم أكبرُ من أنْ تحتويها الأكاذيب ..

 

منذ ستةَ عشرَ عاما .. وإيران تستخدمُ العراقيين الشيعةَ للتمددِ في المنطقة.. فسرقت نفطَ بلادِهم وثرواتِها .. وأرسلت أبناءَهم للموتِ في سوريا .. ولم يكن لهم نصيبٌ في الحياةِ إلا مقبرةٌ هي الأكبرُ في العالمِ بحسب غينيس ..

 

منذ ستةَ عشرَ عاماً .. وميليشياتُ إيران تطاردُ العراقيين.. ميليشياتٌ يعرفُ العراقي أنها تترصدُ محاولاتهِ للنجاةِ بحياتهِ لتقتلَهُ.. فصار يشكرُ زعماءَ الميليشياتِ والأحزابِ والنوابِ من لصوصٍ وقطاع ِالطرقِ من حملةِ الراياتِ السوداء والصفراءِ والخضراء لأنه لم يعد مهدداً بالقتلِ على الهوية..

 

منذ ستةَ عشرَ عاماً.. أكثرُ من ترليون دولارٍ أُهدرَ من أموالِ نفطِ العراق.. من دونِ أنْ تُبنى مدرسةٌ, ولا مشفى, ولا روضةُ أطفالٍ , ولا مكتبة ٌ, ولا مسرح , ولا دارٌ للأيتام ِ, ولا مصنع ..

و البنيةُ التحتية تواصلُ الانهيار .. فلا كهرباءَ و لاماءَ و لامجارٍ للصرفِ الصحي .. وأموالُ العراق يحولُها أصحابُ العمائم ِ والميليشياتُ إلى طهران .. وطهران تحولُها إلى دمشق وبيروت وصنعاء لتمويلِ حملاتِ القتلِ والتشريدِ ..

 

منذ ستةَ عشرَ عاماً .. وقيادةُ البلادِ مسلَمةٌ للميليشياتِ .. و العمائم ِ هي التي تحكم ، إضافةِ إلى ثلةٍ من الفاسدين والمنتفعين والمجرمين .. في ظلِ انتشارِ وباءِ الفسادِ الذي تخطّى بعفنِه الحكومةَ إلى المجتمع..

 

منذ ستةَ عشرَ عاماً .. وإيران لم تحسبْ حسابَ هذا اليوم .. الذي سيثورُ فيه العراقيون الشيعة قبل السنة على فسادِ أذنابِها .. فيقلبون الطاولةَ عليها وعليهم .

اليومَ  لاتراجعَ .. قالها العراقيون ، وأسمعتْها الخرساءُ بائعةُ المناديل لمن به صمم .. هي ثورةٌ تقضُ المضاجعَ ..  ففي بغداد الآن هناك من يصنعُ الأمجاد .. ويهدمُ المشروعَ الإيراني.. على رأسِ خميني في قبره.. وخامنئي وباقي العصابةِ ..

 

اليومَ ..لاقدسيةَ لعمامةٍ ولا للحيةٍ .. بدايةً بالسيستاني ومروراً بباقي العمائم ِالعفنة.. التي تصمتُ صمتَ القبورِ وأعدادُ القتلى تجاوزَ المئةَ وأربعين ..

اليومَ .. الخطاباتُ العاطفية والوعودُ الزائفة لم تعدْ تنطلي على أحد .. ولم يعدْ ممكناً إعادةُ عقاربِ الساعةِ إلى الوراء .. و العراقيون يقولون للحلبوسي وعبد المهدي ومشغليهم في طهران : فاتكم القطار .. فالعراق ربما ينام .. لكنه لايموت .

 

- هل تطيحُ المظاهراتُ بحكومةِ عادل عبد المهدي؟ وهل استقالة ُالرجلِ ستوقفُ اتساعَ كرةِ النار؟ وهل يكتفي العراقيون بذلك؟ أم سيواصلون حراكَهم حتى اقتلاع ِالميليشياتِ والمجرمين و كلِ هذه البضاعةِ الفاسدةِ وردِها إلى مكانِها الأصلي في إيران؟

- ثم أين أنت يا رئيسُ الجمهورية؟ عساك بخير؟ هل سمعَ أحدٌ برئيسِ جمهوريةِ شعبهِ يُقتلُ بالعشرات بميليشياتٍ إرهابية لمدةِ أسبوع ٍ ولايهمسُ بخطابٍ أو حتى بكلمة ؟ بينما في مؤتمرِ مكة جاء متحمساً ليستعرضَ عضلاتِه في الدفاع ِعن إيران؟

- هل أدرك شيعةُ العراق أنهم لن يجدوا عند إيران إلا الذلَ و الكرهَ و الهوان ؟ و هل أدركوا أنَ لاعاصمَ لهم اليوم إلا بالعودةِ إلى الحضنِ العربي ؟

- هل صحيحٌ أنَ إيران نقلت بعضاً من قواتِ الباسيج إلى العراق؟

- واذا كان هذا ما تفعلُه ميليشياتُ إيران في العراق فما حجمُ مافعلتْه في سوريا؟

 

تقديم: أحمد ريحاوي

إعداد: علاء فرحات

              سليمان عبد المولى

 

محمد غروي – الباحث السياسي –  بيروت – dtl

نظير الكندوري – الكاتب والمحلل السياسي – اسطنبول – DTL

د. صباح الخزاعي – الأكاديمي والمحلل السياسي عراقي – برستل - بريطانيا – skype

عمر الجنابي – الكاتب الصحفي – اسطنبول – DTL

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات