موقع بريطاني: هذه تفاصيل المكالمة بين ترامب وأردوغان

موقع بريطاني: هذه تفاصيل المكالمة بين ترامب وأردوغان
قالت مصادر تركية مطلعة لموقع ميدل أيست آي إن المكالمة التي دارت بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب لم تأتي بالنتائج التي كانت أنقرة تتطلع إليها مما ساد شعور عام بالإحباط في أنقرة نتيجة الخطوات المقبلة بخصوص مستقبل المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا.

ولكن بعد ساعات قليلة حدثت المفاجأة حيث أصدر البيت الأبيض قراراً يعلن فيه دعم الهجوم التركي وسحب القوات الأمريكية في المناطق التي ستشهد العملية التركية.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على المكالمة التي دارت بين الرئيسين "قال أردوغان لترامب، إنه يتعين على الولايات المتحدة إما العمل مع تركيا لإنجاح هذه العملية أو إفساح الطريق لها للقيام بذلك".

وتعمل تركيا منذ أسابيع على إقامة منطقة عازلة على طول الحدود السورية التركية على طول 32 كلم في محاولة لإبقاء القوات الكردية بعيداً عن حدودها إلا أنها بدأت تشعر بخيبة أمل نتيجة عدم تقدم المحادثات.

وبحسب ما قالت المصادر لميدل أيست آي، أراد اردوغان التواصل مع ترامب لمرة أخيرة، وشرح أسباب العملية بعد استكمال تركيا لاستعداداتها العسكرية.

رد أمريكي غريب

وقال المسؤول التركي، إن أنقرة أرادت التعبير عن غضبها تجاه البنتاغون، المسؤول عن تعطيل تنفيذ المنطقة العازلة. وقال إن أردوغان "بدأ بسرد كل النقاط التي لم يحترم فيها المسؤولون الاتفاق مع تركيا. وعلى الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية إلا أن الولايات المتحدة استمرت بإرسال 20 شحنة محملة بالأسلحة إلى وحدات حماية الشعب".

وتطرق كذلك إلى نقاط خلافية أخرى متعلقة بالتحصينات التي أقامتها وحدات حماية الشعب مؤخراً في تل أبيض وذلك على الرغم من تفكيك بعضها كبادرة حسن نية.

تفاجأ الأتراك من الرد الأمريكي. وقال المسؤول "كان ردهم غريبا.. قالوا، علمنا إنهم يدمرونها بشكل أسرع من قدرة وحدات حماية الشعب على إعادة بنائها".

مع ذلك لم يبدُ أن ترامب مهتم بكل هذه التفاصيل، بدلاً من ذلك ركز على مصير المقاتلين الأجانب المنتمين لتنظيم داعش، حينها قال أردوغان إن تركيا قامت خلال السنوات الأخيرة بترحيل 6 آلاف مقاتل أجنبي، مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم، إلى بلدانهم الأصلية.

انسحاب مشروط

وعند سؤاله عن مصير المنطقة الآمنة "لم يستجب ترامب لمطالب أردوغان. وقال إنه سيتشاور مع مستشاريه العسكريين حول الأمر".

ولكن أردوغان حاول الضغط أكثر وقال "ستتحرك تركيا قريباً عبر تنفيذ عمليتها التي خططت لها منذ فترة طويلة شمال سوريا. القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم أو تشارك في العملية.. وستكون تركيا مسؤولة عن جميع مقاتلي داعش المتواجدين في المنطقة التي تم الاستيلاء عليها خلال العامين الماضيين".

وفي السياق نفسه، قال مسؤول أمريكي لصحيفة وول ستريت جورنال، إن القوات الأمريكية ستقوم بالانسحاب إلى المناطق البعيدة عن القتال. وأشار إلى إمكانية الانسحاب الكلي وذلك نظراً إلى حجم التوغل التركي وأهميته.

وقال المسؤول للصحيفة "يعتمد الانسحاب على نوع التوغل في هذه المرحلة.. ولكن من الواضح أنه يوجد احتمال للانسحاب الكلي".

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها البقاء في ظل غياب وجود قوات شريكة تعتمد عليها. وقال "في حال حدوث صراع واسع النطاق، ومع غياب وجود شريك لنا في سوريا، سنضطر حينها للمغادرة".

ترامب رضخ للتهديدات

وقال مسؤول في الأمن القومي الأمريكي لمجلة نيوزويك، إن الضغط الذي مارسه أردوغان دفع ترامب للتراجع حيث تم تحديد المكالمة بين الطرفين بعد ساعات فقط من إعلان تركيا نيتها التوغل في شمال سوريا.

وبحسب مسؤولون في الإدارة، فإن القيادات في البنتاغون بدت "مندهشة تماماً" من إعلان ترامب المفاجئ، الذي سيلبي دوراً مهماً لصالح نظام الأسد وداعمه الروسي.

وقال المسؤول في مجلس الأمن القومي "لم يكن الرئيس ترامب قادراً على التفاوض وأثنى على قرار سحب القوات لجعل الأمر يبدو وكأننا حصلنا على شيء. ولكننا لم نفعل" عبر خطوته هذه "أدخل الرئيس الأمن القومي الأمريكي في حالة من الخطر الذي سيتسمر لعقود قادمة.. خلاصة القول، الرئيس لا يعتمد على شيء في قراراته، وهذا كل ما في الأمر".

وقال المصدر، إن الولايات المتحدة علمت بأن التوغل سيحدث في غضون 24 إلى 96 ساعة، ابتداء من المكالمة التي دارت بين الطرفين.

وأشار المصدر، إلى أن ترامب لم يوافق على أي عملية عسكرية تركية، ولكنه في الوقت نفسه لم يلمح حتى بفرض عقوبات اقتصادية، وذلك أثناء المكالمة التي أجراها مع أردوغان.

وبحسب ما علمت نيوزويك، سيتم سحب ما يقارب من 230 عنصراً أمريكياً من سوريا، من بينهم عناصر من القوات الخاصة ومن وحدات الاستطلاع.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات