هآرتس: قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا كارثة لإسرائيل

هآرتس: قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا كارثة لإسرائيل
قالت صحيفة هآرتس إن التطورات الأخيرة في سوريا التي صاحبت إعلان تركيا البدء بعملية عسكرية شمال شرق سوريا تعد أزمة استراتيجية خطيرة تواجهها إسرائيل.

عول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ وصوله إلى الحكم في 2016. أعتقد أن ترامب الذي ينتمي بعض أفراد عائلته لليهودية، والمحاط بمستشارين يهود، سيكون أفضل حليفاً لإسرائيل.

بنى نتنياهو كل طموحاته على وجود ترامب. سعى في البداية لإقناعه بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي وقعه الرئيس الأسبق باراك أوباما في 2015، ومن ثم أقنعه بممارسة أكبر ضغط ممكن على طهران. وعندما أصر ترامب على تقديم "صفقة القرن" للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حصل نتنياهو على أكبر قدر ممكن من الفوائد المرجوة منها.

استمر العمل مع الولايات المتحدة على مستوى عال، في أيار 2018، كشف نتنياهو عن نجاح الموساد بسرقة وثائق أرشيفية إيرانية متعلقة بالمشروع النووي الإيراني. بعد بضعة أيام فقط، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة رسمياً من الاتفاق النووي.

جدية التصدي لإيران

بدا نتنياهو ناجحاً على كل المستويات، تمكن من إقناع ترامب وتوصل إلى نتائج إيجابية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعمل لصالح إسرائيل.

ولكن تبدو الأمور حالياً مختلفة تماماً. جاء الرد الأمريكي على الهجمات الإيرانية في الخليج بارداً، وكأن الولايات المتحدة لا تبال حول التهديدات الإيرانية. ومن ثم بدلاً من التصعيد، أعلن ترامب رغبته بالحوار مع طهران وقال علانية إنه لا يريد الدخول في حرب.

وفي خضم كل هذا التصعيد الإيراني، أعلن ترامب تخليه عن الساحة السورية، وتركها متاحة لبوتين، الذي لم يقم بالالتزام بوعوده التي قدمها لنتنياهو في إبعاد الإيرانيين ووكلائهم عن الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان.

ومن المحتمل أن تقوم إيران بزيادة حملتها العسكرية للانتقام من إسرائيل، رداً على الضربات الجوية التي تلقتها خلال الأشهر الماضية. ويسود شعور عام في إسرائيل بأن الولايات المتحدة لن تتحرك إذا ما شنت إيران حملة صاروخية عنيفة ضد إسرائيل، وذلك قياساً على الرد الأمريكي في الخليج.

نتنياهو يهاجم ترامب

 

تحدث نتنياهو في كلمة له الأسبوع الماضي، في الحفل السنوي لحرب الغفران. وركز كعادته على إيران قائلاً بإنها "نقطة ارتكاز للعدوان الحالي في الشرق الأوسط" وأشار إلى أن "إيران تسعى جاهدة لتعزيز قبضتها في لبنان وسوريا والعراق واليمن".

وأكد على أن المشروع الإيراني يهدد إسرائيل قائلاً "إيران تهدد بمسحنا من على الخريطة. إنها تقول ذلك بصراحة: سنمحي إسرائيل". 

بدا كلامه عن إيران روتينياً إلى أن أشار إلى الولايات المتحدة حيث قال "لا نتطلع لأن نكون شعباً يعمل بمفرده، ولكن هذا ما حدث في بداية حرب الغفران، حيث وصلت المساعدات الأمريكية في الأيام الأخيرة فقط" ملمحاً إلى عدم الاعتماد على الولايات المتحدة للتصدي لإيران وأكمل قائلاً "واليوم، نحن نقدر الدعم المهم الذي نتلقاه من الولايات المتحدة.. ولكن وفي الوقت نفسه، نتذكر دائماً ونطبق القاعدة الأساسية التي ترشدنا: إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواتها الخاصة في مواجهة أي تهديد".

مارس نتنياهو العمل السياسي منذ سنوات طويلة، ويعرف عنه الخبرة والحذر الشديد خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمهاجمة تحركات ترامب الأخيرة، مع ذلك قال ما قاله لأنه يدرك جيداً أن الأوقات قد تغيرت وتغير معها التزام ترامب بتنفيذ استراتيجيته في المنطقة.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات