ما السيناريوهات التي تنتظرها مدينة منبج في ظل معارك شرق الفرات؟

ذكرت مصادر من ميلشيا قسد، أن ميليشيات أسد تحضرت لدخول مدينة منبج بريف حلب، وذلك بتسهيلات من قبل "الوحدات الكردية" وذلك خشية  دخولها من قبل قوات "الجيش الوطني" بدعم تركي، في وقت زعمت وكالة سبوتنيك الروسية، أن تعزيزات لميليشيات أسد إلى محيط مدينة منبج، بهدف الانتشار داخل المدينة، وتسلم النقاط والمناطق الواقعة تحت سيطرة قسد، دون ذكر لموقف روسي.

وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك"، إن "هذه الإجراءات تتم بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين روسيا وسوريا من جهة وبين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية من جهة ثانية، في حين القوات التابعة للتحالف الدولي قد منعت دورية روسية من دخول مدينة منبج، وذلك بسبب وجود قواعد عسكرية أمريكية في المدينة، وكذلك منطقة تسير فيها الدوريات الروسية والتركية.

.

ويرى خبراء عسكريون، بأن روسيا تتطلع للسيطرة على مدينة منبج من خلال إخلاء الوحدات الكردية للمدينة، وتسهيل دخول النظام لقطع الطريق أمام تركيا؛ في حين رأى آخرون بأن الولايات المتحدة ستمنع دخول النظام والروس من خلال بقاء قواعدها داخل المدينة.

توتر واستنفار

وقال مصدر عسكري في الجناح العربي ضمن ميلشيا قسد، إن " هناك توتر واستنفار يسودان في مدينة منبج من المجهول القادم، حيث أن النظام والأتراك يتجهزون لخوض العملية في حين أن قيادة قسد تقوم بالتفاوض مع النظام بشكل مباشر ولكن الروس يضعون شروطا صعبة".

وأضاف المصدر بحديثه لأورينت نت، بأن" القوات الأمريكية والقواعد العسكرية انسحبت من مدينة منبج منذ ساعات باتجاه مدينة عين العرب، حيث أن هذا الأمر ينذر بمواجهة قريبة مع القادم، في حين أن الوجهة القادمة لمقاتلي قسد ستكون الانسحاب إلى الرقة ودير الزور ومناطق الحسكة والتي لن تقوم تركيا بالتوغل فيها".

وأشار إلى أنه هناك تجهيزات لنظام أسد في محاولة لدخول المدينة؛ لكنه رجح دخول تركيا إلى المنطقة بالاتفاق مع الولايات المتحدة، حيث من المحتمل ستقوم بتحذير أي قوات سورية بمحاولة التقدم إلى المدينة في حال الاتفاق مع قيادة قسد على تسليمهم منبج دون قتال".

وكانت مصادر موالية للنظام قالت، إن ميليشيات أسد ستدخل المدينة خلال 48 ساعة، وإن الوحدات التابعة لها ستتحرك باتجاه المدينة وتتسلمها دون قتال، في حين أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بأن الجيش الوطني بالتحرك مع الجيش التركي وسوف يقوم بفتح معركة على أطراف منبج.

لماذا منبج؟

مدير تحرير موقع الشرق نيوز، فراس علاوي، قال إن  "مدينة منبج تشكل أحد أكبر تعقيدات التوافقات الدولية والإقليمية، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي على خطوط الاشتباك بين عدة قوى ما يعرقل إيجاد حل لوضع المدينة هو وجود قاعدة أمريكية فيها، فإن السيطرة على منبج من قبل أي من القوى هو أمر مرفوض من قبل القوى الأخرى فعدم سيطرة الاتراك على منبج يعني أن عملية نبع السلام لم تحقق أهدافها كاملة وأن أرياف حلب بقيت تحت تهديد قوات سوريا الديموقراطية".

وأضاف "ربما ما يرضي أمريكا ويظهرها بالحليف الذي لم يقدم تنازلات كبرى لتركيا، أنها ما تزال تدعم قسد في مناطق أخرى من الجغرافية السورية، بالمقابل سيطرة روسيا ونظام أسد على منبج تعني اقتراب النظام أكثر وأكثر من السيطرة على النقاط الحيوية في آخر المناطق الخارجة عن سيطرته، وبذات الوقت تدعم الخطة الروسية بإعادة السيطرة والبدء بحل سياسي تحت فرضية الأمر الواقع والسيطرة على الأرض".

سيناريوهات محتملة

وأشار علاوي إلى أن هناك عدة سيناريوهات تنتظر المدينة جميعها مرتبطة بالموقف الأمريكي، ففي حال انسحاب الأمريكان لأي سبب قد تشهد منبج مواجهة بين الجيش الوطني المدعوم من تركيا وميليشيات أسد وقوات سوريا الديموقراطية للسيطرة على المدينة، وهي معارك بالوكالة تدار من قبل أطراف دولية".

وأوضح أن "هناك حديثا عن محادثات روسية-أمريكية حول منبج، وأي توافق قد ينتج عنها لن يرضي الأتراك فيما لو قرر الأمريكان الانسحاب، لذلك ستبقى منبج عقدة المنشار في الحل شمال سوريا وقد تتحول لقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في حال لم يتم التوافق عليها".

من جهته يقول الضابط المنشق عن النظام محمد الخالد، إن "منبج مهمة بشكل كبير لقوات الجيش الوطني، حيث أن المساحة الكبيرة التي تتمتع بها وإحاطتها لمدينة حلب من الجهة الشرقية وبوابة للانطلاق لمحافظة الرقة، بالإضافة إلى أنها صلة وصل بين مناطق ريف حلب الشمالي والمناطق الشرقية التي تم تحريرها".

وأضاف الخالد على أن" سيطرة الجيش الوطني على منبج ستمكنه من تفادي موضوع التفجيرات التي تتعرض لها مناطق ريف حلب الشمالي بشكل يومي، والتي تأتي أغلبها من الوحدات الكردية التي تتمركز في مدينة منبج عن طريق خلايا كردية تعمل بشكل سري بريف حلب الشمالي".