ما هو موقع الجيش الوطني في اتفاق أردوغان - بوتين و أين أضحت أحلام الأسد؟

ثمةَ من يقول إن جميعَ اتفاقاتِ بوتين مع أردوغان كانت لمصلحةِ النظام .. أعادت له نصفَ حلب أو أكثر .. وجنوبَ إدلب .. و شمالَ حماة .. و اليوم تُعيد له شرقَ الفرات ..

فبعدَما انجلى غبارُ المعاركِ شرقَ الفرات .. و انتهى لقاءُ سوتشي بين أردوغان و بوتين تبينَ أنَ العمليةَ تقاطعُ مصالح بين روسيا و تركيا .. وهنا يرى كثيرونَ أن تفاهمَ بوتين أردوغان بالأمس في سوتشي .. حاصرَ الثورة ..و حررَ النظامَ من حصارِه في القامشلي و الحسكة .. و سمح له بالتمدد إلى مناطقَ لم يكن بما تبقى من عمرِه ليحلمَ بها .. إضافةً إلى منبج و عين العرب .. و من عجائبِ ثورتِنا أنَ العدوَ الروسي الذي منعَ سقوطَ النظام .. و شاركه بتدميرِ سوريا .. و قتلِ أبنائِها و تهجيرِهم ... هو نفسُه الضامنُ للاتفاقيات التي يُوقعها معه الأتراك بالنيابة عنا .. و السوريونَ آخرُ من يعلم ..

انحصرت عمليةُ نبع السلام بين رأس العين و تل أبيض واكتفت بذلك .. أي مئة وعشرونَ كيلومتراً  بعمقِ اثنين وثلاثينَ كيلومتراً  .. وما تبقى من الحدود سيكون تحتَ سيطرةِ روسيا و النظام .. .. وعلى ذلك فإنَ هذه المنطقة ستكونُ كقطاعِ غزة أو بالأحرى كالسجن .. فهي لن تكونَ موصولةً بمنطقةِ درع الفرات إلى إدلب .. بل ستكون محصورةً من ثلاثِ جهاتٍ بقواتٍ روسية و ميليشيا للنظام .. النظامُ الذي لم يُصدقِ الأنباءَ حتى سارعَ اليومَ بإعلانِ نشرِ خمسَ عشرةَ نقطةَ مراقبة على الحدود مع تركيا خارجَ نطاقِ منطقةِ نبع السلام ..

و عليه أيضًا سيُعاد العملُ باتفاقيةِ أضنة .. التي تُتيح لتركيا ملاحقةَ العناصرِ الكردية بما يشكلُ شبكةَ أمانٍ سياسية لعملياتِها .. و يتيح لروسيا التي ترغبُ بفتحِ بابٍ للحوار و التعاون بين أنقرة و نظام أسد ...

بالمحصلة تركيا حصلت على ضماناتٍ روسية بإبعادِ الأكراد .. و ورسيا رسَّخت احتلالَها لسوريا .. وها هي في عجلةٍ من أمرِها تُسارِعُ الخُطى نحو كرنفاليةِ إطلاقِ لجنةِ الدستور في نهايةِ الشهر مستغلةً الغياب َالامريكي و العجزَ الأوروبيَ المُستفحِل ..

و بين أردوغان و بوتين اللذينِ يتحاصصانِ سوريا .. يأتي من يقول إنَ الأسدَ يتحدى و يزور إدلب وهو يعرف أنه مجردُ طرطور يَسمع و يُنفذ .. و إنْ عادَ إلى هنا أو طُرد من هناك فهو ليس إلا ألعوبةً بيدِ محتلٍ روسي ..و الحديثُ عن السيادةِ السورية مجردُ نكتة مكررة مملة لم تَعُد تجذبُ انتباهَ أحد ..

 

- هل صحيحٌ أن ماجرى الاتفاقُ عليه في سوتشي ليس إلا هزيمةً مريرة للثورة السورية و السوريين و هناك الآن من يُحاول تحويلَ هذه الهزيمة إلى نصر ؟  و أن  ما جرى هو تسليمُ ثلثِ سوريا لروسيا و النظام دون إطلاقِ رصاصةٍ واحدة ؟ هل كان هدفُ عمليةِ نبع السلام أنْ يتمَ إحلالُ ميليشيا أسد بدلاً من ميليشيا قسد ؟

 

- كيف سيعود المُهجَّرونَ إلى مناطقِهم شرقَ الفرات وهي أصبحت للنظام ؟ ألا يُشبه هذا الاتفاقُ اتفاقَ درعا التي عادت كلُّها لفروعِ الأمن؟ متى وفَت روسيا بالتزاماتِها ؟ هل أبعدت الميليشياتِ الشيعيةَ عن درعا ؟ هل سمحت لمهجري الغوطة بالعودة إلى مناطقِهم ؟

 

- ألا يجب على الجيشِ الوطني أنْ يرفضَ هذا الاتفاقَ كي لا يُقالَ عنه أنه أداةٌ تركية؟ و أنْ يُكمِلَ مكافحةَ الميليشياتِ الكردية خاصةً في منبج و تل رفعت و تُسَلَّمُ هذه المناطقُ الى أهلِها ؟

 

- وطالما لدى أردوغان الاستعدادُ بقبولِ سيطرةِ بشار الأسد على الحدود بدلاً من قسد و أنْ يعودَ إلى اتفاقِ أضنة لماذا لم يلجأ من البداية إلى روسيا التي كانت ستؤمنُ له من البداية هذا الأمرَ دونَ قتالٍ و دونَ نبعِ سلامٍ أو حنان .. أم أنَ البروباغندا العسكريةَ كانت ضروريةً أمام الناخبِ التركي داخلياً ؟

 - ولكن أليستِ السياسةُ  فنَ الممكن ؟ أليس هذا الاتفاقُ هو من أسقطَ المشروعَ الأمريكي و مشروعَ دويلةِ الميليشياتِ الكردية الذي أصبح من الماضي و في مزابلِ التاريخ ؟ و جعلَ الأكرادَ يُهرولونَ هنا و هناك و الكلُ يركلهم و يطلبُ منهم الانسحابَ و الانصياع ؟  ألا يُمهد هذا الاتفاقُ للحلِ السياسي الذي سيمهدُ للإطاحةِ بالأسد ؟

 

الضيوف

مصطفى سيجري – رئيس المكتب السياسي لفرقة المعتصم – الريحانية 

د. يوسف كاتب أوغلو - أكاديمي و محلل سياسي – إسطنبول

العميد أسعد الزعبي – محلل عسكري و استراتيجي – الرياض

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات