نيويورك تايمز: هكذا سيحصد داعش مكاسب الانسحاب الأمريكي من سوريا

نيويورك تايمز: هكذا سيحصد داعش مكاسب الانسحاب الأمريكي من سوريا
قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية لصحيفة نيويورك تايمز، إن الجيش الأمريكي كان يقوم في اليوم الواحد بحوالي 12 مهمة لمكافحة الإرهاب في سوريا، تستهدف مقاتلي تنظيم داعش.

وأشار المسؤولون إلى توقف عمليات مكافحة الإرهاب، نتيجة للتصعيد الأخير الذي تشهده الحدود السورية الشمالية الشرقية. وبحسب المسؤولين فإن "قسد" قامت مؤخراً بدمج بعض مقاتلي التنظيم داخل صفوفها، لإبقائهم تحت المراقبة ضمن مهمة معرضة للفشل في أي لحظة.

وتشهد الحدود السورية العراقية نشاط متزايد للتنظيم الذي يشن حملات اغتيال تستهدف رؤساء القرى المحليين، بهدف ترويع المخبرين المتعاملين مع أجهزة مكافحة الإرهاب.

ويقول عدد من المحللين، إن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية أعطى زخم جديد لداعش لم يحصل عليه منذ أكثر من أربع سنوات، وقال عدد من المسؤولين الاستخباراتيين، إنهم فقدوا قدراتهم على جمع المعلومات الاستخباراتية الميدانية.

وأدت المعركة الحالية إلى شل قدرة الولايات المتحدة على تعقب فلول التنظيم، بسبب غياب شريك محلي يعتمد عليه الجيش الأمريكي في عملياته.

العمل تحت الأرض

وأظهرت وثائق أمريكية مسربة حصل عليها موقع فوكس، تحذيرات أطلقتها الخارجية إلى جميع السفارات الأمريكية من حول العالم. تشير إلى توقف عملية محاربة داعش وتشكك بقدرة الفصائل على محاربة التنظيم بعد الاستيلاء على الأرض.

وبحسب تقارير البنتاغون، ما يزال التنظيم يحتفظ بـ 18 ألف مقاتل في سوريا والعراق من بينهم ثلاثة آلاف أجنبي، في حين أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ما يزال طليقاً.

وتفرق مقاتلو التنظيم للاختباء بين السكان والصحاري والجبال النائية بعد العملية التي شنت ضد آخر معاقله في آذار. وكان البغدادي قد أعلن في رسالة صوتية بثتها معرفات تابعة له على شبكات التواصل في نيسان "معركتنا اليوم معركة استنزاف للعدو" وأشار إلى أن "الجهاد مستمر حتى يوم القيامة". 

وقياساً على الطريقة التي نشط فيها التنظيم سابقاً، حيث سيطر على مجموعة واسعة من الأرضي، فأن احتمال عودته ما تزال بعيدة المنال.

وفي حين تسعى الحكومة العراقية لدمج السنة العراقيين، شن نظام الأسد حملات عنيفة لسحق أي تحرك سني واستولى على كل المساحات التي يمكن أن تشهد حملات تمرد جديدة. وفي الوقت نفسه يرفض العديد من السوريين والعراقيين عودة التنظيم والعيش في ظل حكمه، ولكن مع ذلك من الممكن لمقاتليه العودة عن الطريق العملي السري الذي بات يزداد مؤخراً.

وقال التقرير الذي صدر عن البنتاغون هذا الصيف، إن "مقاتلي داعش ينفذون حملات اغتيال وهجمات انتحارية، ويمارسون الاختطاف وإحراق المحاصيل.. ينشئ التنظيم خلايا قابلة للانبعاث ويسعى لتوسيع عمليات القيادة والسيطرة في العراق".

وسيلة جديدة للانتشار

وتمكن التنظيم مؤخراً من الدخول لتطبيق "تيك توك" (TikTok) الشهير، والذي ينتشر بشدة في أوساط المراهقين. حيث ظهرت مؤخراً فيديوهات أطلقها التنظيم على التطبيق تحتوي على جثث مرمية في الشوارع يرقص بينها مقاتلو التنظيم ببنادقهم تحت شعار "جهادي وأفتخر".

وعلى الرغم من أن التطبيق يحظر المحتويات العنيفة؛ إلا أن صحيفة وول ستريت جورنال تمكنت من الاطلاع على المحتويات التي تم حذفها، ومنها أغاني تمتدح التنظيم بفلاتر فيديو خاصة تظهر نجوم وقلوب تتدفق عبر الشاشة مثلها مثل أي أغنية عصرية، وهي محاولة جديدة وملفتة للتنظيم الذي يسعى لاستمالة المراهقين وتجنيدهم.

ولتحفيز المراهقين تقول إحدى المقاطع المغناة باللغة العربية "نتعهد بالولاء حتى الموت". وبحسب شركة الاستخبارات المخصصة لوسائل التواصل الاجتماعي "ستوري فول" (Storyful) تم مشاركة الأغاني عبر 24 حساب ضمن حملة جديدة لاستعراض القوة وربما تجنيد المراهقين.

ويمتلك التطبيق شركة (Bytedance) الصينية والتي تتخذ من بكين مقر لها وتحظى بشعبية واسعة من قبل المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. ويعد التطبيق الأعلى تنزيلاً على مستوى العالم ويحتل المرتبة الرابعة بعد واتساب، وماسنجر وتطبيق الفيسبوك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات