بين الخوف والتفاؤل.. كيف تنعكس أحداث لبنان على اللاجئين السوريين؟

بين الخوف والتفاؤل.. كيف تنعكس أحداث لبنان على اللاجئين السوريين؟
رغم موجة التفاؤل التي سادت أوساط اللاجئين السوريين في لبنان عقب التظاهرات الداعية لإسقاط الحكومة التي اتخذت سياسية الضغط لإعادتهم إلى سوريا تحت حكم الأسد، غير أنّ الخوف بدأ يتسرب إلى نفوس اللاجئين مع مرور الوقت مع احتمالية عدم سقوط النظام.

وبدأ هذا الخوف يزداد على وقع الهتافات المضادة والمنتقدة لوجود اللاجئين من قبل أنصار التيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل، خاصة لجهة التفاعل الإيجابي للكثير من اللاجئين.

جدل دائم

ويعتقد الكاتب والصحفي اللبناني غسان عبد القادر أن تبقى قضية اللاجئين السوريين في لبنان موضع جدل دائم ونقاش حاد، فهذا الملف يعتبر من القضايا الشائكة الخلافية بين اللبنانيين بكل أبعادها الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، والنفسية وأهمها العنصرية.

وقال في لقاء خاص مع أورينت نت، إن أكثر ما يخشاه اللاجئون السوريون في لبنان هو أن يدفعوا ثمن التقلبات السلطوية في بنية النظام اللبناني وبالتحديد التغير الحكومي المطروح واحتمالات الفوضى التي عادة ما تواكب التبدل السياسي باعتبار أن اللاجئين هم الحلقة الأضعف.

كما يخشى اللاجئون- وفقا للكاتب والصحفي عبد القادر- أن يقعوا عرضة لمزاجية بعض الأجهزة الأمنية وبين التطبيق الاعتباطي لجملة من القوانين، خاصة وأن جزءا كبيراً من الخطاب السياسي في لبنان والذي تتولاه جهات رسمية وحزبية على حدّ سواء يستهدف اللاجئين ويهدف إلى تجييش الرأي العام ضدهم وضد وجودهم.

ورأى الكاتب والصحفي اللبناني أن اللاجئين السوريين في وضع لا يحسدون عليه، لأنه في ظل هذا التذبذب السياسي لن يبقى له سوى المظلة الدولية الهشة والمتمثلة بالمؤسسات الإنسانية العاملة على الاراضي اللبنانية التي ترتكز على التشريعات الدولية الحامية لحقوق اللاجئين في العالم ومن ورائها دول الغرب.

تفاؤل

وبعكس رؤية الكاتب اللبناني المتشائمة، رجح مصدر أمني لأورينت نت (طلب عدم ذكر اسمه)، أنه لن يكون هناك أي انعكاس للأحداث الأخيرة على ملف اللاجئين السوريين.

وقال المصدر الأمني، إن قضية اللاجئين السوريين في لبنان ترتبط بالدرجة الأولى بحل سياسي تتفق عليه جميع الأطراف السورية المتناحرة، كما يرتبط بالدرجة الثانية بموقف رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي قال صراحة أنه لا يحبّذ عودة اللاجئين إلى سوريا، لا سيما بعد التغيير الديمغرافي الذي أحدثه عندما سمح للشيعة الأفغان، ومقاتلي ميليشيا حزب الله والإيرانيين باحتلال المناطق السنية والإقامة فيها.

مخاوف

وبدورهم أعرب بعض اللاجئين السوريين الذين تواصل معهم موقع أورينت نت عن بعض المخاوف التي يعيشونها في ظل الظروف الحالية التي يعيش فيها لبنان.

وتمثلت هذه المخاوف بحدوث اعتقالات عشوائية ومساءلة قد تطال اللاجئين حول مشاركتهم في الحراك الثوري في حال فشله بإحداث التغيير المنشود، خاصة في ظل تداول إشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن الأمن العام اللبناني يجمع أسماء السوريين الذين شاركوا في الحراك الشعبي لمنعهم من تجديد إقاماتهم وأوراقهم الرسمية من أجل البقاء على الأراضي اللبنانية.

يشار إلى أنه يوجد نحو 938 ألف لاجئ سوري في لبنان وقرابة 31 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا مسجلين لدى هيئة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كما تفيد السلطات اللبنانية أن حوالي 550 ألف لاجئ من سوريا يعيشون في لبنان غير مسجلين:

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات