الزاحفون والمفرطون على طاولات اللجنة الدستورية: هل هو السقوط الأخير؟

لا أستانا أوقفَ إطلاقَ النار و حرر المعتقلين .. ولا سوتشي أخرجَ الميليشياتِ الشيعيةَ و أعاد اللاجئين ..  و لاجنيف تَقدمَ خطوةً واحدة في الطريق المقفل للانتقال السياسي .. ولا كذبةُ اللجنة الدستورية ستحقق شيئًا.. سوى الإيحاءِ أن هناكَ مساراً سياسياً .. يستدعي من المعارضين الذين يزدادون انبطاحاً المضيَ فيه ..

مساراتٌ يرسمها بمهارة سيرغي لافروف .. مُقاوِلُ تركيعِ المعارضين .. لا هدفَ لها إلا ضربُ الثورة و إبقاءُ بشار .. والقبولُ بمشاركتِه في أيِ انتخاباتٍ جديدة قد ترسخ شعار: الأسد رئيسُنا إلى الأبد ..

في جنيف اليوم .. ومع بدءِ جلساتِ عمل اللجنة الدستورية .. كانتِ الطائراتُ و المدفعيةُ الروسية تدك جنوبَ إدلب ترحيباً بوفد "المعارضة المزورة" إلى طاولةِ إضفاء الشرعية على قتلةِ الشعب السوري .. و مهانةُ أن هذه المعارضة تتحدث باسمِ الشعب السوري أشدُ وطأةً من مهانةِ أنَ بشار الأسد هو رئيسُ سوريا كما يرى البعض ..

فيخرج رئيسُ وفد النظام أحمد الكزبري مفتخراً بإجرامِ معلمِه .. واصفاً المعارضة بالإرهاب .. مُشِيداً بجيشِه الباسل .. متوعداً باستعادةِ آخرِ شبر ..

بينَما رئيسُ وفد المعارضة المزورة هادي البحرة يُلقي خطاباً تافهاً شكلاً و مضموناً .. فبدا ضعيفاً ..  خائفاً .. متلعثماً ..مقدماً روايةً حيادية .. متناسياً ثوابتَ الثورة و آمالَ السوريين و تضحياتِ أهلِنا وبطولاتِ مقاتلينا .. و اليدُ المرتجفة لا تنتصر .. ولا تجلب انتصاراتٍ ولا حقوقاً .. راح البحرة يتحدث عن المصالحة .. وعن أزمةٍ في سوريا .. وهو يعرف قبلَ غيرِه أنَ ما يجري في سوريا ليسَ أزمةً أو حالةً طارئة أو قضيةً عابرة .. ما يجري في سوريا ثورةُ شعبٍ مظلوم .. عانى الويلاتِ و تعرضَ لأبشعِ الجرائم طيلةَ نصفِ قرن، لكن هكذا يكون الحالُ عندما ترسى علينا غصباً من قبلِ دول العالم هكذا معارضة..

مايجري في سوريا أنَ ما يُسمى باللجنة الدستورية  يُراد منها أن تختزلَ القضيةَ كلَها بمجردِ إصلاحٍ دستوري في ظلِ نظامٍ مازال يُمسك بكل شيءٍ تحت حذاءِ سادتِه الجدد .. ومازال يحتفظ بعشراتِ الآلافِ في سجونِه و معتقلاتِه .. ومازال يقصفُ المدنَ ويهدم البيوتَ على رؤوسِ ساكنيها 

ما يجري في سوريا .. أن الروسَ يستطيعونَ أن يأتوا بأيِ أجربٍ و عميلٍ و خائن .. ليشكلوا منهم حفنةَ مرتزقة تحت اسمِ هيئةِ تفاوض .. ليكونوا أكبرَ طعنةٍ في خاصرةِ الثورة ..

ما يجري في سوريا أنَ الحَراكَ السياسيَ للثورة يقوده بشار الأسد بقناعِ نصر الحريري .. و الجعفري بقناعِ هادي البحرة  .. و للأسف الجميعُ عاجزٌ عن إيقافِ هذه المهزلة .. مهزلةٌ يريدون من خلالِها أنْ يبيعوا السوريينَ ثلاثةَ أوهام : هزيمةُ الثورة .. و أنَ روسيا تريد إخراجَ إيران من سوريا .. و أنَ اللجنةَ الدستورية تُمثل الحلَ السياسي ..

لا الثورةُ ستُهزم .. ولا روسيا تريد إخراجَ الايرانيين .. و هذه اللجنةُ ليست إلا تماهياً مع النظام لنسفِ الانتقال السياسي .. و لتبييضِ اسمٍ صَبغَهُ سوادُ العمالة و التسلق و اللصوصية على مدى سنواتِ الثورة .. ليُضافَ سقوطٌ جديد إلى سقطاتِهم السابقة .. و لنسأل أنفسَنا بلسان السوريين : من أين يأتي هؤلاءِ بكل هذه السفالة ؟

 

 

- أإلى هذا الحد وصلَ بهم الذلُ و الانبطاح حتى يَظهروا بهذا الشكل ؟

- ألا تستحقُ كلمةُ البحرة أنْ يضعَ السوريونَ الأحذيةَ في أفواهِ دعاةِ الاستسلام تحت شعار المصالحات و التسوية ؟

- هل هؤلاء يمثلونَ حياً واحداً في أصغرِ مدينةٍ سورية حتى يدعوا أنهم يُمثلونَ الشعبَ السوري ؟

- كيف اقتنعَ هؤلاءِ المرتزقة بأنَ السوريينَ لا تنطلي على عقولِهم هذه المسرحياتُ ؟ و لا تُضللهم هذه التبريراتُ التي يُسوقون لها ليبرروا تنازلاتِهم و تماهيهم مع الخطِ الروسي في تصفيةِ الثورة و نسفِ عمليةِ الانتقالِ السياسي ؟

- هل سيجرؤُ أعضاءُ اللجنة الدستورية على تضمينِ نصٍ يُلغي و يمنع إنشاءَ المحاكمة  السرية و الاستثنائية ؟ هل يستطيعونَ تضمينَ نصٍ يُلغي  تلك التشريعاتِ و القوانين التي تخالف الدستورَ و شرعةَ حقوقِ الإنسان و في مقدمتها تلك التي تمنح الحصانةَ لعناصرِ أجهزةِ الأمن من المساءَلة و المحاسبة ؟ وهل سيجرؤنَ على تضمينِ نصٍ في الدستور يُلغي الاعتقالَ السياسي ؟ هل سيجرؤونَ على إلغاءِ سلطاتِ الرئيس التشريعية في الدستور و حصرِ ذلك في البرلمان ؟

- ألا يجب إيقافُ هؤلاء قبلَ فواتِ الأوان ؟ ماالذي حققه هؤلاء سوى مواقفَ متذبذبة .. و نتائجَ صِفرية ومفاوضاتٍ غيرِ شاقة فشلوا فيها بالثباتِ على أيِ حق .. وضيعوا سنواتٍ .. وترحيلُهم أصبح واجباً .. و فضحُهم أصبحَ فرضَ عين؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات