جراح الأحواز العميقة تستفيق على وقع ثورتي لبنان والعراق

في الـ20 من تشرين الأول الماضي اجتاحت المظاهراتُ دولة َبوليفيا بأمريكا الجنوبية .. بعد 19 يوما تخلت الشرطة ُعن مواقِعها و انضمت للمحتجين .. بعدها بيومين .. يدعو الرئيسُ البوليفي إلى إجراء انتخاباتٍ جديدة .. في اليوم الذي يليه يطلبُ الجيشُ من الرئيس التنحي للحفاظِ على استقرار البلاد ..

استقالَ موراليس .. لم يحرق ِالبلاد ولم يقتل شعبَه .. لم يدمّر ِالمدنَ ولم يُهجر ِالناس ..  ولم يستدع ِعتاة َالإرهابِ ليقاسموه الأراضي التي ورثَها عن أبيه .. بل قدّمَ استقالته و مضى .. هل عرَفتم الفرق ؟

الفرقُ أنّ هذا يحدثُ في دولٍ تحكمُها أنظمة ٌيهمّها الشعب وتحسبُ له ألفَ حساب .. يحدث هذا في دول يكون فيها للشعوبِ هوامشُ عندما لاتنصاعُ الأنظمة ُلإرادتِها .. لايحدث في دول تحكمُها عصاباتٌ مجرمة .. عندها استعدادٌ لتقتلَ مئاتِ الآلافِ من أجل أن يبقى زعيمُ العصابةِ على رأس السلطة .. لاحاجة َلنا لضَربِ الأمثال .. فنحن نعايشُها يوما بيوم و ساعة ًبساعة .. في سوريا و العراق واليمن و لبنان .. دولٌ تلفُّها عباءة ُالولي الفقيه .. و تحكمُها عصاباتُه التي تنفذُ أوامرَه بقتلِ كلِ من يرفضُ الهيمنةَ الإيرانية .. حتى ولو أبادت شعوبَ المنطقةِ كلَها..

اليوم جاءت الأوامرُ من طهران .. يحمِلُها قاسم سليماني .. متضمنة ًترقية ًلعادل عبد المهدي من رئيس وزراء إلى حاكمٍ عسكري .. و مفوضٍ سامٍ .. وعليه فضُّ المظاهراتِ بأي ِثمن .. ومهما كانت الكلفة ُالبشرية.. ومن يتحدث عن مفاوضاتٍ او حلولٍ سياسية فهو واهمٌ أو مخدوع .. فلا شيءَ لدى العصابةِ الحاكمة في بغداد إلا الرصاص .. وبالرغم من ذلك المظاهراتُ تزدادُ زخما لا تطالبُ بتحسين ِالأوضاع المعيشية .. لها شعارٌ واضح : العراق حرة حرة .. ايران برة برة .. نفسُ الشعاراتِ التي حملتها الشعوبُ ضدَّ الاستعمار قبلَ 70 عاما .. و خرجَ الاستعمارُ منكسرا .. كما ستخرجُ إيران منكسرة .. فالآن هي تتراجع و أوهامُها باحتلال أربع ِعواصمَ عربيةٍ بدأت تتهدم ..

و اليوم تدخلُ الأحواز على خط المظاهراتِ بعد العراق و لبنان .. ما يجعلنا أمامَ ربيع ٍشيعي يرفضُ الغطرسة َالايرانية .. الأحواز تنتفضُ و تهتِفُ لا للوجود الفارسي في أرض العرب ولا نشاهدُ إعلاما ينقلُ حقيقة َقضيةِ الشعبِ الأحوازي .. الذي ستُشتتُ ثورتُه إيران و قدرتَها و تُعجِّلُ من انكسارِها و تدقُّ مسمارا آخرَ لعله يكونُ الأخير في نعش نظام ِطهران .. وفي ظل كل مايجري .. فإن العينَ على العراق .. عيونُ العربِ كلِهم على بلاد الرافدين .. فالأملُ فيه بتعديل كِفةِ الأمة بعدما مالت لصالح ِطهران .. عيوننا على العراق الذي يقاتلُ الآن وحدَه .. و ينتصرُ غدا للجميع .

 

- فماهي خياراتُ العراقيين أمام أوامر ِطهران لحكومة عادل عبد المهدي بفضِّ المظاهراتِ بالقوة ؟ وهل بإمكان الشعبِ العراقي أن يواصلَ صمودَه أمامَ آلةِ القمع ِالإيرانية ؟ ولكن ماذا بقي أمامَ العراقيين إلّا أن يثوروا في وجه العمائم و الميليشياتِ التي ليست إلا كالعملاتِ الرخيصة في جيب طهران ؟

 - هل صحيحٌ أن هناك اتفاقا دوليا لإنهاء انتفاضةِ العراقيين و ليس بين طهران و الميليشياتِ العراقية فقط ؟ وأن الحكومة َو ميليشياتِها باقون حتى ولو قتلوا نصفَ الشعب ؟

- أليس صحيحا أن حكومة َبغداد و ميليشياتِها ترفعُ شعارَ المفاوضاتِ لكسب الوقت في تحضير أدواتِ و خُططِ القمع ؟

- لماذا هذه الاستهانة بمطالب العراقيين و دمائهم ؟ هل سيكون للإيرانيين وقفة ٌأخرى و هم يتابعون ويراقبون مشهدَ حرقِ خميني و خامنئي في كربلاء و النجف ؟ هل ستكون لهم وقفة ٌأخرى ربما لن يطولَ زمنُها وسنرى عواجلَها على شاشاتِ التلفزيون ؟ هل سيرتدُّ السلاحُ الموجه لصدور العراقيين اليوم إلى طهران و قم و مشهد ؟ وهل ما يجري في الأحواز اليوم بشائر ثورةٍ ستمتد إلى الأقاليم الإيرانية و تحرق الأرضَ من تحت الملالي ؟

 - هل ستُترك و تُهمل ثورةُ الأحوازيين كما تُركت ثورةُ العراق و من قبلِها الثورةُ السورية ؟

- ألن يُربكَ المشهدُ في الأحواز حساباتِ خامنئي و سليماني بالمنطقة العربية ؟ 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات