"نبع السلام".. لماذا يحتدم الصراع للسيطرة على "تل تمر" غرب الحسكة؟

"نبع السلام".. لماذا يحتدم الصراع للسيطرة على "تل تمر" غرب الحسكة؟
تشهد منطقة تل تمر في ريف محافظة الحسكة، منذ أسبوع معارك محتدمة بين "الجيش الوطني" السوري من جهة، وميليشيا "قسد" تساندها ميليشيا أسد من جهة أخرى، وذلك لعدة أسباب تتعلق بطبيعة المنطقة وموقعها شرق الفرات.

وتقع بلدة تل تمر غربي الحسكة (شمال شرقي سوريا) ويتبع لها 133 قرية، وتبعد 30 كيلومترًا (خط نظر) عن مدينة الحسكة و35 كيلومترًا عن مدينة رأس العين، كما تبعد عن الشريط الحدودي مع تركيا قرابة 64 كيلومترًا، ويقطنها أغلبية من المسيحيين الآشوريين.

عقدة طرق

ويقول المتحدث باسم "الجيش الوطني"، الرائد يوسف حمود لأورينت نت، إن "البلدة تشرف على عدة طرق تربط مناطق البلدات والمدن الشمالية الشرقية، حيث أن الطرف الذي يسيطر على البلدة يمكنه السيطرة على الطرق الدولية جميعها وكافة الطرق الفرعية الرابطة بين المناطق، بالإضافة إلى أهميتها في استجرار الكهرباء للمناطق الأخرى".

ويؤكد اليوسف، أن "تل تمر مشمولة بالاتفاق الأمريكي - التركي الذي ينص على سيطرة تركيا على 35 كم من الحدود السورية التركية، حيث أن جميع الأرتال الأمريكية من الحسكة باتجاه المنطقة الشرقية أو معبر اليعربية وعين العرب، تمر على الطريق الدولي من منطقة تل تمر، لذلك فإن السيطرة عليها سيعطي الجيش الوطني بعداً استراتيجياً في المنطقة".

وتصل الطرق المارة بها مدينة حلب بالحدود العراقية عند معبر "ربيعة”، مرورًا بمحافظتي الرقة والحسكة، إضافة إلى طرق محلية تربطها بمناطق حدودية مهمة مثل نصيبين وعامودا والدرباسية، حيث يسعى الجيش الوطني للسيطرة عليها وتوسيع رقعة سيطرته في تلك المنطقة.

من جانبها، يقول الصحفي صهيب الجابر لأورينت نت، إن "ناحية تل تمر تشكل مركزاً استراتيجياً بالغ الأهمية بالنسبة لرأس العين والمنطقة الآمنة عموماً، كونها تتحكّم بعقدة المواصلات ومفاصل طرق الحسكة من الشمال والغرب، حيث تقع على مفارق عدة طرق الطريق الدولي - حلب القامشلي - وطريق تل تمر الحسكة - وطريق تل تمر رأس العين - طريق تل تمر أبو راسين".

ويضيف "بالسيطرة على تل تمر سيقترب الجيش الوطني من مدينة الحسكة التي تعتبر أيضاً مركزاً استراتيجياً لكلٍ من ميليشيا أسد وقسد، ومن هذا المنطلق ارتمت ميليشيا قسد في أحضان ميليشيات أسد واستقدمتهم للمنطقة على الرغم من أن عناصرها اشتبكوا مراراً، لبسط السيطرة والنفوذ الكامل، ووصلت الاشتباكات في بعض الأحيان للقصف المدفعي".

وحول مشاركة ميليشيا أسد في المعركة وخسائرها المستمرة يوضح الجابر، أن "اللافت في هذا التحرك وبرغم من قتال الميليشيات في خندقٍ واحد لمنع تقدم الجيش الوطني؛ إلا أنهم تكبدوا خسائر كبيرة، وقتل خلال الأيام الماضية (فقط في تل تمر) أكثر من 150 عنصراً من ميليشيات أسد وقسد بينهم قياديان وضباط" مشيراً إلى أن "المعارك محتدمة في نقاط أبو راسين وأم شعفة وأم الكيف ومركز المباقر باتجاه الشرق، بالإضافة للسيطرة على أكثر من 20 قرية على محاور عين عيسى وتل أبيض والمبروكة، وذلك بعد إعلان الجيش الوطني عن استئناف العمليات العسكرية لتحرير مناطق شرق الفرات".

بدوره، يرى الخبير في الشؤون العسكرية، الرائد حازم العوض، أن "تل تمر فيها غالبية من المسيحيين الآشوريين، وفيها عدة كنائس، لذلك كل طرف يسعى للسيطرة عليها، ويهدف إلى الظهور بمظهر حامي الأقليات واتهام الطرف الآخر باستهدافهم، خصوصاً قوات أسد التي تتعمد وتحاول خطب ود المجتمع الدولي بظهورها كمدافع عن الأقليات من قبل عناصر إرهابية تريد قتلهم".

والتفوق العسكري الذي يملكه "الجيش الوطني" ضد ميليشيا قسد وميليشيات أسد مجتمعة والسيطرة على قرى وبلدات بشكل متسارع - وفقاً للعوض- يثبت أن "تلك الميليشيات التي صرفت عليها ملايين الدولارات ليس لديها إرادة في القتال؛ دون وجود دعم جوي وبري مكثف من قبل روسيا أو الولايات المتحدة، حيث انهارت قواتهم بشكل سريع أمام زحف الفصائل".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات