لماذا أرسلت ميليشيا أسد ضباطاً من الحرس الجمهوري إلى مدينة حلب؟

لماذا أرسلت ميليشيا أسد ضباطاً من الحرس الجمهوري إلى مدينة حلب؟
بحجة القضاء على الرشوى والمحسوبيات وتطبيق القانون المغيّب من قبل نظام أسد وميليشياته منذ سنوات، وصل عدد من ضباط القصر الجمهوري إلى مدينة حلب للإشراف على ما أسموه (السوق المنتظم) للشبان ممن هم في سن الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، في خطوة جديدة تعكس (تدهور الثقة) بين ضباط أسد (الآمرين والمأمورين).

ووفقاً لتقارير نشرتها مصادر إعلام محلية مؤخراً، فإن نحو 18 ألف شاب مطلوبون لخدمة العلم إلزامياً واحتياطياً في حلب وحدها وهو ما جعل غالبية الشبان يفرون  من مناطق سيطرة أسد باتجاه مناطق الأطراف الأخرى وعلى رأسهم المعارضة أو الهرب خارج البلاد عبر الحدود بعد دفع مبالغ طائلة.

علويون يقودن الحملة

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت" إن "الحملة التي ستنطلق في حلب بات يشرف عليها حالياً الضباط الذين وصلوا مؤخراً وهم جميعاً علويون ويتبعون للقصر الجمهوري وعلى رأسهم (العميد إياد السقا) وهو أحد أبرز ضباط شعبة المعلومات سابقاً إضافة لكل من العقيد (علي غندور) و (العقيد محسن وافي) ، إضافة لضابطين آخرين من  فرع الأمن العسكري بدمشق برتبة مقدم وجميعهم من علويي الطائفة، مشيرة إلى أن الحملة تأتي في ظل عودة القصف إلى ريف إدلب ووجود توقعات ببدء عملية عسكرية واسعة لميليشيات أسد والاحتلال الروسي هناك، ما يعني أن عمليات السوق ستكون أمراً محتماً على الشبان.

تضيف: "وصل الضباط فجر يوم أمس الأول إلى مدينة حلب بوساطة حوامات حطت في داخل الكلية الجوية في حي الراموسة ومن بعدها توجهوا إلى فرع الأمن العسكري في منطقة حلب الجديدة حيث أعطوا توجيهات للضباط هناك باعتقال كافة الشبان من هم بين الـ 18 - 35 عاماً وسوقهم للخدمة الإلزامية والاحتياطية وهو ما أحدث حالة من الذعر بين أهالي المدينة وخاصة أن غالبيتهم اعتاد شراء الدورية وهذا ينطبق على نحو 90 % من أثرياء المدينة، فيما فضل الفقراء الهروب واللوذ بالفرار خارج قبضة أسد وميليشياته.

اعتقالات لضباط في الشرطة العسكرية

وسبق أن نفذت ميليشيا أسد عمليات اعتقال بحق ضباط من الشرطة العسكرية والأمن العسكري بحلب وذلك بتهم شتى من بينها (التستر على بعض الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية لقاء مبالغ مالية، والتقاعس الوظيفي، وتجاهل أوامر القيادة العليا)، حيث تمت إحالة 6 ضباط مع 25 عنصراً من الشرطة العسكرية للقضاء العسكري وهم (عبد الرحمن خلايلي/نقيب – وجيه صوّان/مقدّم – عيد العابد/مقدم – خالد سردار/مقدم) إضافة لضابطين آخرين مجهولي الاسم مع 25 عنصراً آخرين.

ووفقاً للمصادر فإن قيادة ميليشيات النظام حصلت على تقارير تفيد بتواطؤ العديد من الضباط مع المطلوبين لخدمة العلم لقاء مبالغ طائلة يتم دفعها لضباط الدوريات ومن خلفهم ضباط الفرع المشرفين، وأن هؤلاء أعلنوا أن سبب الحملة بالدرجة الأولى هو كشف عن وصفوهم بـ "الخونة المفسدين" الذين يهددون أمن الوطن ويساهمون بإضعاف قدرات الجيش السوري وفق تعبيرهم.

الجدير بالذكر أن العاصمة دمشق هي أكثر المدن السورية التي تشهد حملات اعتقال وسوق للشبان من أجل خدمة العلم، وكانت ميليشيات أسد سابقاً تبدأ حملاتها بالتزامن مع أية معركة تخوضها ضد الفصائل، لتقوم باعتقال ما يمكن اعتقاله من الشبان وسوقهم إجبارياً، فيما اعتمدت الميليشيات على أسلوب الرهينة من أجل إجبار الشبان على تسليم أنفسهم لاسيما من هم خارج البلاد حيث يتم اعتقال والد أحدهم على سبيل المثال من أجل إجباره على تسليم نفسه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات