بعد القدس والجولان ومستوطنات الضفة.. ما هدية ترامب القادمة لنتنياهو؟

يُشرعنُ ترامب المستوطنات.. وكأن الضفة َ الغربية جزءٌ من عقاراتِه.. وكأن القانونَ الدولي عقدٌ انتهت صلاحياتُه.. وهذا يستدعي أن الضفة َ الغربية ليست أرضا محتلة.. وضمُّ أجزاءٍ منها لإسرائيل أصبحَ أمرا قريبا..

 

نتنياهو أشاد بالإعلان الأميركي.. معتبرا إياه "سياسة ً تصححُ خطأ تاريخيا".. وخطوة ُ ترامب هي تتمة ٌ لخطواتٍ سابقة.. من قانون "القومية اليهودية".. الى الاعتراف بالقدس عاصمة ً لإسرائيل ونقلِ السفارةِ الأمريكية اليها.. إلى إعلان الجولان السوري أرضا اسرائيلية.. إلى الاعتراف الأمريكي اليوم بقانونية المستوطناتِ في الضفة الغربية.. الكبيرة منها والصغيرة .. التي تبلغ مساحتُها 40 % من مجمل مساحةِ الضفة.. وهكذا يمضي الأمريكيون والاسرائيليون في تنفيذ خطتِهم.. التي سماها البعض صفقةَ القرن.. من غير أن تُعلَنَ هذه الصفقة.. لأن إعلانَها سيكون أحدَ مبرراتِ رفضِها.. لذلك وجدَ الاسرائيليون أن ما يضمنُ تمريرَ الصفقةِ هو أن يتمَّ اِنجازُها بصمت.. وعلى دفعات . 

 

وبينما تجادلُ إسرائيل بأن اليهودَ وُجدوا في الضفة الغربية منذ آلافِ السنين، وأن وجودَهم هناك اعترفت به عصبة ُ الأمم عام 1922.. تجدُ السلطة ُالفلسطينية نفسَها أسيرة َ زاويةٍ ضيقة، لاهي قادرة ٌعلى المضي قدماً في مفاوضاتٍ أجمعَ الفلسطينيون على أنها عبثية، لم تقّدم ما يخدمُ القضية َالفلسطينية خلال ربع ِقرنٍ من بَدئها ، ولا هي قادرة على اقناع الشارع ِالفلسطيني بالوساطة الأمريكية لرعاية المفاوضات، بعد أن خدعتها واشنطن حين اعترفت بالقدس عاصمة ً لاسرائيل، وتركتها وحيدةً على قارعة الطريق ِتلعقَ جراحها.. ولاهي قادرة على التراجعِ الى الوراء، كأن تلغيَ اتفاقَ أوسلو مثلا، وتسحبَ اعترافَها باسرائيل، وتوقفَ التنسيقَ الأمني معها.. وتقطعَ العلاقة َ بالاقتصاد الاسرائيلي بما في ذلك وقفُ التعاملِ بالشيكل الاسرائيلي "العملة الوطنية الفلسطينية"، وسحبُ اليدِ العاملةِ الفلسطينية من المشاريع الاسرائيلية.. كلُ هذه الخطواتِ من شأنها أن تعيدَ أوضاع َالسلطة ِالفلسطينية الى نقطة الصفر..

ويبقى الفلسطينيون معلقين في مساحاتٍ مقطعةِ الاوصال، لا هي حكمٌ ذاتي .. ولا هي مرحلة مؤقتة على طريق تأسيس ِدولةٍ في يوم من الايام.

وطالما أن اسرائيل قادرة على الحفاظ بالقوة على الامر الواقع.. فلن تقبلَ من تلقاء نفسِها بقيام دولة فلسطينية. و الحدُّ الأقصى المسموحُ بقيامه هو غزة.. ذلك السجن ُالكبير الذي يكافح يومياً من أجل البقاء ِعلى قيدِ الحياة .

- فما تداعياتُ القرار ِالأمريكي بشرعنة المستوطناتِ الاسرائيلية بالضفة الغربية؟ وما الفارقُ الذي سيَصنعُه هذا القرار؟ ومن الذي يقررُ شرعية َالمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية؟ وماذا يقول القانونُ الدولي في ذلك؟ وماهي الخطوة ُالتالية ؟

- ماهي خيارات السلطةِ الفلسطينية؟ وهل يمكن وقفُ قرارِ ترامب؟ وهل هذا القرار سيُمهدُ لتهجير ِالسكان العرب من تلك المناطق؟

- هل أصبحنا أمام واقع ٍجديد يتلاشى معه حلمُ إقامةِ دولةٍ فلسطينية حتى لو كانت "مبعثرة" وغيرَ متصلةِ الأطراف؟

- هل صحيح أن إسرائيل قد تستغلُ السياسة َالأميركية لتبرير ِبناءِ مزيدٍ من المستوطنات؟

- ماذا عن جامعةِ الدول العربية؟ هل هي في موقفٍ تقدِرُ فيه على فعلِ أيِ شيء؟ أين قرقعة ُ طبولِ فلسطين؟ و أين عراضاتُ التحرير؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات