"القواعد تغيّرت".. الكشف عن هدف الضربة الإسرائيلية الأخيرة لميليشيات إيران بدمشق

"القواعد تغيّرت".. الكشف عن هدف الضربة الإسرائيلية الأخيرة لميليشيات إيران بدمشق
قالت صحيفة هآرتس، إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت عدة مواقع داخل سوريا لم تكن مصممة لإحباط هجمات إيرانية وشيكة تستهدف إسرائيل؛ بل هي جزء من مخطط إسرائيلي مستمر يهدف إلى منع إيران من إقامة وجود دائم لها في سوريا.

ولذلك ضمت قائمة المواقع المستهدفة، قواعد عسكرية، ومراكز للقيادة تابعة لإيران وللميليشيات الشيعية، بالإضافة إلى مجمعات عسكرية تابعة لنظام الأسد تستضيف الإيرانيين. وشملت الضربات كذلك بطاريات الدفاع الجوي التابعة للنظام والتي حاولت استهداف الطائرات الإسرائيلية المهاجمة.

وتندرج هذه الضربات - وفقاً للصحيفة - ضمن حملة إسرائيلية ضد إيران مستمرة على مدى أكثر من عامين، حيث يتغير زخمها بناء على المعطيات الميدانية. 

وكانت إسرائيل استهدفت تجمعات عسكرية إيرانية عدة مرات، وفي بعض الحالات أدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل عناصر في الحرس الثوري الإيراني. كما أسفرت هذه الضربات عن إجبار قاسم سليماني، قائد قوة القدس، على تغير وتيرة عمله وطبيعة نشر القوات والأسلحة الإيرانية في سوريا.

مع ذلك، لا توجد أدلة إلى الآن تشير إلى تراجع سليماني عن هدفه في سوريا، خصوصاً مع تراجع وتيرة الهجمات الإسرائيلية خلال الشهرين الماضيين، مما سهل عليه المناورة والعمل بدون تعرض للهجوم.

تغيّر قواعد اللعبة

وتراجعت حدة الهجمات الإسرائيلية منذ إطلاق "حزب الله" صواريخ استهدفت دبابات إسرائيلية على الحدود اللبنانية؛ إلا أن الأسبوع الماضي شهد تحولاً كبيراً مع اغتيال قيادي في الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، ومحاولة استهداف عضو بارز آخر في دمشق.

ومن ثم استأنفت إسرائيل هجومها بقوة شديدة، حيث قصف سلاح الجو أكثر من 20 هدفاً إيرانياً وأخرى تابعة للنظام في دمشق وما حولها. وكانت إيران قد ردت بإطلاق أربعة صواريخ يوم الثلاثاء على مرتفعات الجولان بعد تقارير أفادت عن تعرض مركبات شيعية شرق سوريا للهجوم.

وفي ظل التصعيد الأخير جاء رد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، بأن غارة يوم الأربعاء تشير إلى أن "القواعد قد تغيرت، وأن أي جهة تستهدف إسرائيل خلال النهار لن تتمكن من النوم ليلاً".

وأضاف "الرسالة واضحة للقيادة الإيرانية: لم تعودوا محصنين. في كل مكان ترسلون إليه مخالبكم سنتصرف ونزيلها". وقال مصدر أمني إسرائيلي، إن التقديرات تشير إلى مقتل عناصر إيرانية في الضربات الأخيرة، وأن إسرائيل تسعى لحشر إيران في الزاوية والتصعيد بعد التهديد الذي تشهده إيران في الدولة العربية خلال الأسابيع الأخيرة.

انتقادات بسبب التصعيد

ويواجه وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد انتقادات عديدة بس تبنيه العملية على نحو سريع وتهديد إيران علناً، حيث يعرف عن سليماني الاحتفاظ بالضغائن لوقت طويل الأمد. ومن الممكن أن تكون خطوة بينيت جاءت على خلفية توليه منصبه الجديد، حيث يرغب بإرسال رسائل قوية لإيران حتى لو كان بقاءه في منصبه مؤقت على فرض إجراء انتخابات جديدة بين أيار وحزيران من العام 2020. 

ووقع في المأزق ذاته، أفيغدور ليبرمان - على حد وصف الصحيفة - الذي استقال من منصبه قبل عام تقريباً، حيث توعد باغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، وفشل في ذلك. وهنالك حكمة من عدم تبني العمليات العسكرية، إذ عادة ما يرتبط إعلانها بتصعيد مقابل، مما يعني وقوع قتلى على الجانب الإسرائيلي.

ومن الملاحظ في الضربات الأخيرة أنها أتت بناء على تقييمات في أسفل الهرم العسكري، من الأسفل إلى الأعلى، وهذا يعني مستوىً عاليا من المهنية والتخطيط ولا يرتبط بقرارات سياسية، ولكن مع ذلك هنالك فائدة سياسية تعود على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات