بعد إسقاط إيران طائرتها.. ما الخيار الذي ستتخده الولايات المتحدة؟

بعد إسقاط إيران طائرتها.. ما الخيار الذي ستتخده الولايات المتحدة؟
قال مسؤولون أمريكيون لفورن بولسي إن وزارة الدفاع الأمريكية تدرس سحب ما يقارب من ثلثي عدد طائراتها المسيرة المعروفة باسم غلوبال هوك من الشرق الأوسط وذلك بعد مضي شهر على إسقاط إيران طائرة مماثلة فوق مضيق هرمز.

ولدى الولايات المتحدة حالياً حوالي ثلاثين طائرة مسيرة عاملة في المنطقة إلا أن وزارة الدفاع ترى إن التحديات المقبلة التي يجب مواجهتها في الصين وروسيا تعني إعادة توزيع هذه الطائرات بعيداً عن الشرق الأوسط.

واقترح سلاح الجو الأمريكي، سحب حوالي 21 طائرة من طائرات غلوبال هوك طراز (RQ-4) من كامل أسطول الطائرات المسيرة والذي يصل إلى 35 طائرة تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ويأتي هذا الاقتراح الذي تم تقديمه لوزارة الدفاع للنظر فيه، كجزء من إجراءات التخفيض الحالية، والتي تفرض تغيرات حادة في الموارد، وذلك بحسب ما قال مسؤولون في وزارتي الدفاع والخارجية.

وقالت آن ستيفانيك، المتحدث باسم القوات الجوية الأمريكية "يواصل سلاح الجو تحسين ميزانيته.. لن يكون بمقدورنا توفير أي تفاصيل إلى أن يتم الموافقة على ميزانية الرئيس في الكونغرس، في شباط 2020".

تحول طبيعة المعركة

ويأتي التخفيض المقترح ضمن تحول البنتاغون من خطة مكافحة الإرهاب الذي عمل عليها خلال العقود الماضية إلى خطة جديدة تواجه ما يعرف باسم تهديدات القوى العظمى الصادرة من الصين وروسيا.

تم وضع الاستراتيجية الجديدة وصياغتها في البنتاغون ضمن استراتيجية الدفاع الوطني، التي طرحها وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس في كانون الثاني 2018.

وتشكل كل من الصين وروسيا تحديات كبيرة تفوق قدرات الجيش الأمريكي من خلال امتلاك مجموعة واسعة من الصواريخ المتطورة، والدفاعات الجوية، والقدرات الإلكترونية التي بإمكانها تدمير القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها، وتستطيع كذلك استهداف حاملات الطائرات الأمريكية.

ولذلك يعمل البنتاغون حالياً على بناء أنظمة من الجيل الثاني بإمكانها اختراق الدفاعات الصينية والروسية، وذلك عبر تقديم أسلحة جديدة مثل القاذفة الشبحية بي-21، والصواريخ فوق الصوتية، وغير ذلك من أسلحة جديدة. لكن المشكلة تكمن في المال الكافي لتطوير العمل على هذه الأسلحة، ولذلك يتم حالياً مراجعة برامج دفاعية قديمة تحت إشراف وزير الدفاع الحالي مارك إسبر، والتي يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنها بدون أن يلحقها الضرر.

دلالات إسقاط الطائرة

وقال إلبريدج كولبي، المسؤول السابق في البنتاغون "الجيش الأمريكي بحاجة لتغيرات جذرية للتحضير لهجمات محتملة من الصين أو روسيا". ويعتزم إسبر أخذ هذا التحدي، حيث قال في توجيهاته "لا يوجد إصلاح صغير جداً، أو جريء جداً، أو مثير للجدل إلى حد بعيد" مبدياً رغبته في إجراء الإصلاحات بدون أي عوائق.

وقال ماثيو دونوفان، وزير سلاح الجو، إن القوات الجوية "تمشي بالطريق، بتغيرات جريئة، تعتبر غالباً مثيرة للجدل وذلك للوصول إلى ميزانياتنا المستقبلية".

ويرى الخبراء إن سحب غلوبال هوك، والتي تم نشرها لأول مرة في 2011، يعد أمر منطقياً بما يتماشى مع التخفيضات الجديدة، وذلك لعدة أسباب منها أنها تعد اسطولا صغيرا يقتصر فقط على 30 طائرة، من الصعب الحفاظ عليها بسبب ندرة قطع التبديل الخاصة بها، وهي عرضة لنيران العدو في المجال الإيراني، مع وجود جناحين يصل طولهما إلى 131 قدماً يمكن رصدهم بسهولة عبر الرادار.

وقال لورين طومبسون من معهد ليكسينغتون "إنها مناسبة لمواجهة الإرهابيين، ولكنها لن تنجو من مواجهة تهديد مثل الصين" معتبراً تحليق طائرة غلوبال هوك فوق الأجواء الصينية "انتحاراً".

وأضاف "عندما تتمكن قوة الدرجة الثانية مثل إيران من إطلاق النار نحو سلاحك بصاروخ مصنع محلياً، فإن ذلك لا يعطي إشارة جيدة للمستقبل".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات