معهد أبحاث أمريكي: هكذا أخفقت الشرطة الروسية بمهمتها شمال سوريا

معهد أبحاث أمريكي: هكذا أخفقت الشرطة الروسية بمهمتها شمال سوريا
قال تقرير جديد صادر عن معهد الشرق الأوسط للأبحاث إن الجهود التي بذلتها روسيا لبناء علاقات جيدة مع السكان المحليين في سوريا عبر استقدام كتائب سنية من الشرطة العسكرية لمراقبة المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو فشلت في تحقيق غايتها.

وكانت روسيا قد اعتمدت على استراتيجية في سوريا قائمة على الشرطة العسكرية حيث تم العمل على اختيار كتائب من الجهوريات الإسلامية السنية شمال القوقاز بهدف مد جسور مع السوريين وإقناعهم بأجندة موسكو في سوريا.

وعلى هذا النحو زجت روسيا بثلاث إلى أربع كتائب منذ بداية 2017، حيث عملت في الخطوط الامامية لمناطق خفض التصعيد الأربعة المتفق عليها مع تركيا وانتشرت كذلك في النقاط الساخنة في جنوب البلاد وشمالها.

ولكن وتيرة التحديات الأخيرة وضعت هذه الكتائب تحت ضغط لا يمكنها مجاراته حيث تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي الأخير في شمال سوريا بالتوازي مع العملية العسكرية التركية التي تستهدف الوحدات الكردية. وما زاد تعقيد مهمة الشرطة العسكرية، محاولة روسيا الحفاظ على علاقات جيدة مع قسد وخصوصاً وحدات حماية الشعب (PYD) التي تسعى لعقد مصالحة مع نظام الأسد.

أحداث خارج سيطرة روسيا

بعد أسبوعين فقط من بدء العملية التركية، وقعت موسكو وأنقرة اتفاقاً في 22 تشرين الأول يضم منطقة عازلة بعمق يصل إلى 30 كلم، تخضع لنفوذ أنقرة على أن تقوم دوريات مشتركة روسية – تركية بمراقبة المنطقة حتى عمق 10 كم.

وفي الوقت نفسه، كان على الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود التابع للنظام "تسهيل إزالة عناصر وحدات حماية الشعب واسلحتهم" من المنطقة التي تمتد خارج نطاق الدوريات المشتركة وضمن المنطقة العازلة.

بناء على هذا الاتفاق، اتخذت موسكو قراراً بتعزيز وحدات الشرطة العسكرية الروسية عبر إرسال كتيبة شيشانية إضافية في 25 تشرين الثاني مع تعزيز العناصر الروسية بعربات مدرعة ومعدات ثقيلة لم تتوفر لهم مسبقاً.

انتشرت وحدات الشرطة العسكرية في كوباني والقامشلي. وتم تسيير أول دورية مشتركية بين روسيا وتركيا بالقرب من الدرباسية على بعد 40 كم غرب القامشلي في الأول من تشرين الثاني، تلتها دورية ثانية بالقرب من القامشلي في 5 تشرين الثاني.

الاعتراف بالنفوذ التركي

ولكن حتى مع التخطيط الروسي للتطورات الميدانية في الشمال السوري إلا أن انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ، وتقدم قوات الفصائل المدعومة من تركيا في تل تمر، والمناوشات بين قوات النظام والقوات التركية بالقرب من منبج، ورفض السكان للدوريات المشتركة، حيث قاموا بإلقاء الحجارة على هذه الدوريات، جميعها عوامل تعقد عمل الشرطة العسكرية الروسية وتفشل مهمتها في شمال سوريا.

اتخذت روسيا قراراً بالانسحاب من عفرين بعدما قررت تركيا شن عملية عسكرية في كانون الثاني 2018، وذلك لإنها تعترف بحدود قدراتها في سوريا.

ويبدو أن مجريات الأرض قد تفرض على روسيا قراراً مشابه، على الرغم من إدراك الكرملين أهمية المنطقة الحدودية السورية الشمالية، وتبعات السيطرة على الشمال الشرقي للبلاد.

وهذا يشمل بحث المصير النهائي للمدن الكبرى مثل منبح، والقامشلي، التي ترغب روسيا بضمها بشكل منفرد لنفوذها إلا أن تنفيذ هذه المهمة عبر كتائب الشرطة العسكرية الروسية يبدو حالياً شبه مستحيل.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات