في ظل الغلاء الفاحش.. السرقات تجتاح مدينة حلب!

في ظل الغلاء الفاحش.. السرقات تجتاح مدينة حلب!
في ظل الغلاء الذي بدأ يعصف بالأسواق إثر هبوط حاد أصاب الليرة السورية وجعلها  تهبط إلى أقصى معدل لها، حيث باتت بعض المواد الغذائية مجرد (حلم) بالنسبة للسوريين بعد أن تضاعف سعرها عدة مرات فيما أجبر معظم الباعة على الإقفال بسبب ارتفاع أسعار (بضائع الجملة) أيضاً.

15 سرقة في يوم واحد

وقالت مصادر خاصة في حلب لـ "أورينت نت"، إنه في ليلة الخميس الماضي تعرضت عدة محلات ومتاجر في مدينة حلب للسرقة الموصوفة (كسر وخلع)، وكان أكثر المستهدف منها هو محلات بيع الأغذية والمتاجر التي تبيع المنتجات الغذائية الأولية، إضافة لمحلات أخرى تبيع الأدوات المنزلية وحتى الصيدليات الزراعية"، مشيرة إلى أن غالبية السرقات وفق تقارير الخبرة الجنائية حدثت خلال ساعات منتصف الليل وساعات الفجر الأولى.

تضيف: "تم سرقة (محل الحاج أبو عبدو لولك) لبيع المنتجات الغذائية في حي الفردوس عن طريق كسر القفل وخلع الباب وتم إفراغ المحل من أكياس الطحين والبقوليات إضافة  لطرود المعلبات والمعكرونة وغيرها ، كما تمت سرقة محل (ألجاتي) لبيع الأدوات الكهربائية الكائن في منطقة العبارة بمدينة حلب، حيث تم خلال العملية سرقة مدافئ كهربائية مع حزمة كابلات كهربائية يبلغ طولها نحو 250 مترا إضافة لقطع تبديل أدوات منزلية، إضافة لسرقة محل بيع جملة في حي الفيض يحمل اسم (القطّان) حيث تم إفراغ معظم محتوياته من الطحين والمواد الغذائية الأخرى"، إضافة للعديد من المحال الأخرى موزعة على أحياء (الحيدرية ، الفيض، السكري، الشعار، الخالدية، شارع القوتلي" وأحياء أخرى في المدينة

لماذا الطحين بالتحديد؟

وفقاً للمصادر ذاتها فإن أهالي حلب وخاصة العائدين للقسم الشرقي المدمر منها والذي تم تهجير غالبية سكانه بعد سيطرة ميليشيا أسد عليه أواخر 2016، بدأوا يتجهون لتصنيع غذائهم بأيديهم لاسيما في ظل وجود الكثير من (الخُرَب) والأبنية المهدمة في المنطقة بفعل القصف، حيث رصد شهود عيان إقامة (تنورين) لخبز الخبز والمعجنات الأخرى في حي كرم الجبل وفي بعض الأحيان للطهي وذلك عبر جمع الأخشاب من بقايا الأشجار في الحدائق وما يمكن استخراجه من أنقاض الأبنية المهدمة وحرقها ، الأمر الذي رأته المصادر تفسيراً لتركيز معظم السرقات على مادة الطحين التي تعد أساس الكثير من المواد الغذائية وفي مقدمتها الخبز.

وذكرت المصادر أن السرقات وقع معظمها في مناطق تسيطر عليها ميليشيات الاحتلال الروسي وهو ما يضع الكثير من الفرضيات التي تتحدث عن هوية (الفاعل المجهول) التي ختمت به قوات أمن أسد جميع ضبوط السطو والسرقة التي تمت في ليلة واحدة دون أي جهود لمعرفة الفاعلين .

ما علاقة الميليشيات؟

وفيما تتجه الأنظار إلى (جياع) نهبوا المخازن من أجل تأمين الطعام لأنفسهم، تحدثت روايات أخرى عن أن السرقات التي تمت، تمت على أيدي الميليشيات التي تحكم المنطقة وذلك بهدف احتكار المواد الغذائية والمحروقات مستقبلاً وبيعها بأضعاف ثمنها الحالي الذي بات وبشكله الطبيعي فاحش الغلاء، في وقت ادعت مصادر موالية القبض على عصابة سرقة وسطو مؤلفة من عدة أشخاص وأنهم قيد التحقيق الآن وسيتم بث اعترافاتهم لاحقاً.

الجدير بالذكر أن الأزمة الحالية ليست الأولى من نوعها حيث عانت المدينة قبل أشهر من أزمة خانقة تركزت بشكل خاص على الوقود والمشتقات النفطية وأدت لموجة غلاء على معظم المنتجات الصناعية والأولية والغذائية، وقد وقع حينها عدة سرقات تركز غالبيتها على الصيدليات التي تعرض العديد منها للنهب من قبل مجهولين إلا أن الغريب في الأمر هو أن المسروقات كانت عبارة عن (حليب أطفال وأدوية مسكنات ألم وخافض حرارة ومضادات التهاب) دون التطرق لأي أدوية أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات