بخبرٍ واحد.. تناقض واعتراف لوكالة أنباء روسية بشأن "أحداث" إدلب الأخيرة

بخبرٍ واحد.. تناقض واعتراف لوكالة أنباء روسية بشأن "أحداث" إدلب الأخيرة
حمل خبر صغير نشرته وكالة أنباء روسية  الثلاثاء 17/12/2019، تناقضا غريبا واعترافا ضمنيا بانتهاك روسيا المتعمد لاتفاقية "خفض التصعيد" في إدلب.

وأتى ذلك رغم إعلان روسيا في ختام مؤتمر أستانا14 بالمحافظة على اتفاق "خفض التصعيد" وعدم شن عمليات عسكري واسعة في مقاطعة إدلب بدعوى إفساح المجال أمام نجاح عمل اللجنة الدستورية السورية، بحسب وسائل إعلام روسية.

وتحت عنوان "مقتل 3 جنود سوريين وإصابة 20 في صد هجمات لإرهابيين في إدلب"،  ادعت وكالة سبوتنيك الروسية أن عناصر ميليشيا أسد قتلوا نتيجة تصديهم لهجمات وتسلل من أسمتهم الإرهابيين على مناطقهم واختراق "اتفاق "خفض التصعيد" في إدلب وليس العكس.

وفي نفس الخبر ناقضت الوكالة نفسها وذكرت أن روسيا وميليشيا أسد هما من يشّنان حملة عسكرية برية على إدلب.

ونصاً نشرت الوكالة في خبرها "وكان الجيش السوري قد بدأ تمهيدا ناريا هو الأوسع خلال الأشهر الأخيرة على معاقل التنظيم - وهنا تعني من تصنفهم تنظيمات إرهابية-  في مناطق عدة بريف إدلب، بعدما استكمل تعزيزاته العسكرية على جبهات المحافظة الجنوبية"

وفي نفس الخبر، اعترفت الوكالة الروسية ضمنيا بأن روسيا وميليشيا أسد وراء قتل المدنيين عبر حملة جوية يشنانها على المناطق الجنوبية والشرقية لإدلب.

وفي هذا الخصوص ذكرت الوكالة في خبرها نصاً " تشهد محاور ريف إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية تمهيدا ناريا واسعا من قبل الطيران الحربي السوري الروسي المشترك باتجاه مواقع المسلحين وتحركاتهم على عدة محاور".

وجاء هذا الخبر في نفس اليوم الذي شهدت فيه المناطق الجنوبية والشرقية من إدلب مقتل 24 مدنيا وإصابة 22 آخرين موثقين بالأسماء والصور، وهو ما وصف بيوم "الثلاثاء الأسود". 

ولابد من الإشارة إلى أن  وسائل الإعلام الروسية تعمد أحيانا إلى نشر أخبار متعمدة عن قتلى وجرحى ميليشيا أسد لتبرر هجماتها وقصفها للمدنيين بذريعة أنها وحليفهانظام أسد مضطرين لذلك في إطار الرد على " ما تسميه الإرهاب".

وليس أدل على ذلك ما تم نقلته وسائل إعلام مختلفة عن الوفد الروسي، إلى مؤتمر أستانا14  بأن "خسائر النظام خلال هجمات ما أسماهم بالمتطرفين على كل من حلب وحماة واللاذقية زادت عن 1500 قتيل في الآونة الأخيرة ولا نريد الدخول بمنافسة بالأرقام والأعداد"، وذلك أثناء توجيه الاتهام لوفد روسيا وميليشيا أسد بقتل وتهجير آلاف المدنيين.

ويذكر أنه في أعقاب التدخل الروسي إلى جانب ميليشيا أسد في سوريا، كشفت دراسة تحليلية لأحد مراكز الدراسات السورية (المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام)،  أن الدعاية الروسية في سوريا تقوم على خمس ركائز رئيسة أبرزها اعتماد سياسة الكذب والتضليل بشكل واضح، خاصة في محور محاربة الإرهاب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات