هآرتس: هكذا قررت إسرائيل مواجهة إيران بشكل منفرد

هآرتس: هكذا قررت إسرائيل مواجهة إيران بشكل منفرد
قالت صحيفة هآرتس إن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بإحباط كبير من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بإيران والذي بدأ يتبدل خلال الأشهر الأخيرة حيث توجد مؤشرات توحي بوجود خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالملف الإيراني.

وعلى الرغم من أن ترامب يستمر بانتقاد القيادات الإيرانية، والاتفاق النووي الإيراني، إلا أنه متمسك بفكرة عدم خوض أي حروب جديدة في الشرق الأوسط ولا يختلف أراءه عن باراك أوباما الذي حاول الابتعاد عن أي حرب في المنطقة أو الاستثمار فيها مالياً وعسكرياً.

وفي الوقت الذي تبتعد فيه الولايات المتحدة عن المنطقة العربية تحاول التركيز أكثر على شرق آسيا وذلك لتتجنب أي احتكاك عسكري مع إيران، خصوصاً أن الولايات المتحدة تحاول قدر المستطاع تجنب الخسائر التي تكبدتها في أفغانستان والعراق. وتعتمد بدلاً من ذلك على الضغط الاقتصادي الذي تمارسه على طهران عبر فرض عقوبات تزيد من حالة الشلل التي يعانيها الاقتصاد الإيراني.

وعملت الولايات المتحدة على زيادة الضغوطات الممارسة على الشركات الأوروبية عبر تهديدها بالعقوبات فيما إذا استمرت بالتعامل مع إيران. أثر ذلك بشكل كبير على إيران الذي بدأت تتراجع إلى أن حدث تغير في سياستها غيّر من الحسابات الأمريكية.

رسائل ودلالات

حولت طهران من سياستها منذ أيار واعتمدت على شن هجمات ضد صناعة البترول في الخليج وذلك لإجبار الأمريكيين على الدخول في مفاوضات تفاوض إيران فيها من موقع القوي.

وتوصل الإيرانيون لهذا الاستنتاج على ضوء تردد ترامب في الرد وذلك عقب عدة هجمات متتالية شملت الناقلات النفطية في الخليج، وإسقاط الطائرة المُسيرة الأمريكية، والهجوم على منشأة النفط آرامكو.

جاء رد ترامب على الإيرانيين عبر دعوته الرئيس الإيراني حسن روحاني للحوار، وقال إن الهجمات الإيرانية ليست مشكلة أمريكية. ولكن الإيرانيين قرروا تأجيل الحوار مما دفع إسرائيل للشك بالنوايا الحقيقة لترامب وفيما إذا كان سيتصرف فيما إذا تحركت إيران عسكرياً وبشكل مباشر ضد إسرائيل.

وحتى مع الضغوطات الداخلية التي تتعرض لها إيران من احتجاجات متزايدة على ارتفاع أسعار الوقود والتي أتت نتيجة للضغط الأمريكي الممارس على الاقتصاد الإيراني لم تتأثر النقاط 12 التي وضعتها الخارجية الامريكية منذ عام ونصف لرفع العقوبات عن إيران.

وعلى ضوء هذه المعطيات يرى المسؤولون الإسرائيليون إن الإدارة الحالية غير قادرة على تنفيذ سياسات معقدة تحقق نتائج استراتيجية مهمة على المدى الطويل.

شكوك حول مدى الالتزام

ويرى المسؤولون الإسرائيليون إن ترامب متعاطف معهم ولكنه في الوقت نفسه يبدو أنه غير مستعد لدعمهم في أي مواجهة عسكرية. وهنالك شكوك حول قدرة إدارة ترامب على تأمين إمداد جوي للذخيرة وقطع الغيار على غرار القرار الذي اتخذته إدارة نيكسون في 1973 أثناء حرب تشرين.

في المقابل، هنالك اعتقاد بأن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو قد أمر بتطوير خيار عسكري إسرائيلي لتصعيد محتمل مع إيران يتضمن الهجوم على المواقع النووية الإيرانية في حال ما اقتربت إيران من إنتاج القنبلة النووية، خطوة تعتبر انتهاك كامل للاتفاق النووي.

وللحفاظ على العلاقة الإسرائيلية – الامريكية، يرسل المسؤولون الإسرائيليون برسائل متعددة للولايات المتحدة. في نهاية الشهر الماضي، على سبيل المثال، قال نتنياهو "إن تحركات إيران الجريئة في المنطقة، كانت مرتفعة، وازدادت حدتها وسط عدم وجود أي رد".

لم يوضح نتنياهو من هي الجهة المسؤولة عن الرد، وردع إيران. فاتحاً الباب أمام احتمالين واردين لمواجهة مقبلة معها.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات