ما مهام الميليشيات الجديدة التي تشكّلها روسيا شرق الفرات؟

ما مهام الميليشيات الجديدة التي تشكّلها روسيا شرق الفرات؟
شرعت روسيا مؤخراً بإنشاء ميليشيات جديدة تابعة لها شرق الفرات على غرار ميليشيات الفيلق الخامس التي أنشأتها سابقاً جنوب سوريا، وذلك بعد سيطرة الاحتلال الروسي على مناطق شاسعة في المنطقة، وإنشاء قواعد عسكرية هامة هناك ستساعده بالإشراف على منطقة شرق الفرات بالتعاون مع ميليشياته الجديدة وميليشيات أسد وقسد المتواجدة بالمنطقة.

حيث أكدت مصادر عدة أن روسيا تسعى لإنشاء هذه الميليشيات في كل من تل تمر وعين عيسى وعامودا والدرباسية بشكل مبدئي، وتدريبهم ضمن معسكرات خاصة بقوات الاحتلال الروسي كمعسكر مطار القامشلي ومعسكر اللواء 93 القريب من بلدة عين عيسى، وستمنحهم رواتب تصل لـ 150 دولاراً شهرياً مع صلاحيات خاصة ضمن المنطقة التي سيعملون فيها، مما قد ينعكس سلباً على ميليشيا أسد وميليشيات قسد العاملة تحت إمرة قوات الاحتلال الروسي شرق الفرات.

 

تثبيت النفوذ الروسي

وعن مهام الميليشيات الجديدة التي تُنشئها روسيا شرق الفرات وأسباب ذلك، يقول القائد العسكري مصطفى رحال لأورينت نت، "تعمل روسيا على تثبيت نفوذها في منطقة شرق الفرات وتدعيم وجودها، ولذلك بدأت بإنشاء هذه الميليشيات الموالية لها على غرار ما فعلته في درعا والقنيطرة، وبالتالي سيكون ولاء هذه الميليشيات أكبر، خاصة بعد الصلاحيات الممنوحة إليهم".

وتابع رحال، "روسيا تخشى من التعامل مع ميليشيات قسد كون قرارها أمريكياً أكثر ما هو روسياً، وكذلك تخشى إعطاء كامل الصلاحيات لميليشيا أسد الطائفية خوفاً من الرفض التركي والولاء الإيراني لها، وبالتالي كان لزاماً عليها إنشاء هذه الميليشيات لحماية نفوذها ومصالحها بالمنطقة".

وأشار رحال منوهاً إلى أن "روسيا جهّزت حتى اللحظة قرابة 200 عنصر من هذه الميليشيات وتقوم بتدريبهم ضمن معسكراتها، وأغلبهم من عشائر منطقة شرق الفرات ومن البلدات القريبة من الشريط الحدودي الواقع بين سوريا وتركيا، وبالتالي سيكونون يد روسيا بتلك المنطقة وحماةً لمصالحها ونفوذها، ولذلك ربما يزيد عددهم لاحقاً حسب المناطق الأكثر أهمية بالنسبة لروسيا".

الانتشار ضمن المنطقة الآمنة

ضَمنت الاتفاقيات الموقعة بين روسيا وتركيا إخلاء المناطق الحدودية الواقعة على طول الحدود السورية التركية شرق الفرات وبعمق 30 كم من ميليشيات قسد، وكذلك تسيير الدوريات المشتركة بين الجانبين الروسي والتركي.

ولهذا السبب، يعتبر الناشط عروة الحسين أن روسيا ستنشر هذه الميليشيات ضمن المنطقة الحدودية بدلاً من ميليشيات قسد المنسحبة من تلك الحدود، ويُضيف الحسين لأورينت نت "ستكون مهمة هذه الميليشيات حالياً مُقتصرة على المنطقة التي رسمها اتفاق سوتشي الأخير، وذلك ضمن حدود الـ 30 كم عمقاً على طول منطقة شرق الفرات، وبالتالي تضمن روسيا انسحاب ميليشيات قسد من تلك المنطقة لتضع مكانها ميليشيات مشابهة لها ولكن ولاءها لروسيا فقط".

ويُكمل الحسين قائلاً، "بهذه الميليشيات ستضمن روسيا الموافقة التركية ولو بشكل مبدئي، لأن ميليشيات قسد مازالت تتحرش بالقوات التركية وفصائل الجيش الوطني هناك، وعليه ستكون هذه الميليشيات بديلاً عشائرياً خليطاً بين العرب والكرد ولا يحمل أي مشروع انفصالي، وإنما مشروعه الولاء لقوات الاحتلال الروسي ودعم نفوذها وتحقيق مكاسبها دون أي ولاء وطني".

ضمانة اقتصادية وقوة عسكرية

فيما رأى الخبير بالشؤون الجيوسياسية، الدكتور حسين المحمد، أن روسيا ستضمن بهذه الميليشيات سيطرتها لاحقاً على بعض الموارد الاقتصادية الكثيرة ضمن شرق الفرات، بالإضافة لأنها ستزيد من القوة العسكرية الفاعلة والتابعة لروسيا والتي ستستخدمها لاحقاً وربما خارج حدود المنطقة.

وأوضح المحمد لأورينت نت قائلاً، "بحال بقيت ميليشيا قسد مسيطرة على مناطق شرق الفرات التي تكفّلت روسيا بحمايتها ووافقت تركيا على ذلك، ستبقى ثروات منطقة شرق الفرات تحت سطوة الجانب الأمريكي وتخرج روسيا من المولد بدون حمّص، وهذا ما لن تقبله روسيا كون المنطقة غنيّة بثرواتها الباطنية والزراعية وطرقها الدولية، ولذلك أحدثت روسيا هذه الميليشيات لتكون يدها التي تقبض فيها على ثروات المنطقة لاحقاً، خاصةً أنهم من أبناء عشائر تلك المنطقة".

وشدّد الدكتور المحمد على أن "روسيا أنشأت سابقاً الفيلق الخامس بجنوب سوريا ولكن سرعان ما أرسلته لشمال سوريا للقتال تحت رايتها لاحتلال ما أمكنها من مناطق في الشمال، ولهذا السبب ستكون هذه الميليشيات بادئ الأمر لحماية مصالح روسيا في شرق الفرات وضمن منطقة محدودة، ولكن سرعان ما ستزيد مطامع روسيا بالمنطقة وستعمل على زيادة انتشار هذه الميليشيات لمناطق أكثر عمقاً حتى تصل بهم إلى منابع النفط وسهول الفرات الخصبة وربما تستخدمهم في معارك خارج تلك المنطقة لاحقا، كما فعلت مع ميليشيات الفيلق الخامس"، حسب كلام المحمد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات