واشنطن بوست: روسيا تسعى لتجويع 4 ملايين سوري

واشنطن بوست: روسيا تسعى لتجويع 4 ملايين سوري
قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى لصحيفة واشنطن بوست إن الجهود الروسية لمحاصرة السوريين وقطع المساعدات الإنسانية عنهم كانت متعمدة وتم التخطيط لتنفيذها.

وأشار المسؤول، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "الروس بدأوا باتخاذ مواقف متشددة في جميع المجالات" معتبراً التحركات الروسية في سوريا خطوة لتحدي الولايات المتحدة.

وكشف عن أن الروس قد ابلغوا سابقاً كافة المسؤولين الحكوميين الأمريكيين الذين التقوا بهم عن نيتهم منع تجديد القرار الاممي الذي يسمح بإدخال مساعدات إنسانية عبر الحدود للسورين، وذلك على الرغم من أن القرار من المفترض أن يتم تجديده روتينياً.

وكانت روسيا قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الامن يجدد التفويض الدولي للمساعدات الدولية العابرة للحدود والتي تسمح بإدخال الطعام والأدوية إلى أجزاء من سوريا تقع خارج سيطرة نظام الأسد.

وعلى الرغم من السعي الأمريكي لإيقاف الخطة الروسية إلا أن روسيا رفضت تجديد القرار الذي سمح بإدخال المساعدات عبر تركيا والأردن والعراق خلال السنوات الستة الماضية.

رفض المبادرة التركية

وفي تعليقه على جلسة مجلس الامن، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية الامريكية "أقول لروسيا والصين، اللتان اختارتا الإدلاء ببيان سياسي عبر معارضة هذا القرار، يديكم ملطخة بالدماء".

وأشار بومبيو في بيان صادر عنه إلى أنه "لا يوجد بديل للعمليات الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة عبر الحدود. ولا توجد بدائل لإطعام ملايين السورين إلى أن يتوقف النظام السوري عن حربه التي يشنها ضد الشعب السوري".

وتنتهي صلاحية قرار الأمم المتحدة في 10 من كانون الثاني إلا ان الحكومة الامريكية تسعى لإيجاد وسيلة بهدف منع حدوث كارثة إنسانية أخرى في سوريا.

في البداية، رغبت تركيا بفتح معبر حدودي جديد في الأجزاء التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا ولكن روسيا رفضت وذلك بهدف عدم الاعتراف بالنفوذ التركي في المنطقة. وقال المسؤول الأمريكي للصحيفة "ذهب أردوغان إلى بوتين مرتين" إلا ان بوتين رفض هذا الإجراء.

وسعت الولايات المتحدة لفتح معبر من الأردن كإجراء بديل إلا أن روسيا رفضت هذا المقترح. وتصر بدلاً من ذلك على إغلاق الطرق التي تمر من الأردن والعراق وذلك لإيقاف كل المساعدات الإنسانية التي تغذي جنوب غرب سوريا.

البحث عن طرق بديلة

ويتواجد مخيم الركبان بالقرب من قاعدة التنف العسكرية الامريكية، حيث تسعى روسيا لعزل هذه القوات وذلك لإجبار الولايات المتحدة على المغادرة. في المقابل، يسعى النظام لتجويع تجويع الآلاف من السوريين في الركبان.

والسبب في التصعيد الروسي مرده اعتقاد روسيا بأن التزام الولايات المتحدة تجاه سوريا آخذ في التراجع وذلك بسبب سياسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة. ولذلك يتم تصعيد الهجمات واستخدام الحلول العسكرية للسيطرة على المعقل الأخير للفصائل.

ونتيجة لذلك تقوم القوات الجوية الروسية بتنفيذ مجازر بحق المدنيين في إدلب لإحراز أي تقدم عسكري. وتعمل روسيا دبلوماسياً على إيقاف طرق المساعدات وذلك لاستخدام المجاعة كسلاح حرب.

وقال المسؤول الأمريكي "المشهد مرعب.. هناك خطر حقيقي يكمن في التصعيد، والتكلفة البشرية مرتفعة للغاية" وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ملتزمة بإيجاد طريقة مناسبة للحفاظ على تدفق المساعدات".

وقال ولفغانغ غريسمان، المدير الإقليمي لمنظمة ميرسي كوربس الدولية في سوريا "يعتمد ملايين السوريين على قرار مجلس الامن 2449، والذي يسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين عير الطرق الفعالة والمباشرة".

وأشار إلى أنه ومنذ 2014 أنقذ القرار ارواحاً لا تحصى من السوريين. وأضاف "من الصعب التخيل ما سيحدث بدونه". وتعد الخطوة الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الطرق الدولية جزء من خطة أكبر تعمل عليها لإجبار جميع عمال الإغاثة على العمل من دمشق تحت سيطرة النظام.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات