مسؤولة أمريكية تكشف لأورينت الدافع الرئيس لتصفية قاسم سليماني

كشفت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتاغوس الدوافع وراء اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار تصفية قائد "فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني" قاسم سليماني ورفاقه من قيادات ميليشيا الحشد الشعبي العراقي.

وفي لقاء حصري خصت به "أورتاغوس" تلفزيون أورينت، اليوم السبت، أرجعت قرار ترامب بتصفية سليماني ورفاقه إلى سببين رئيسين، أولهما قتل مواطن أمريكي على يد الميليشيات المدارة من قبل سليماني والمتحالفة معه، وثانيهما الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد الأسبوع الماضي.

قرار حاسم

وقالت المتحدثة الرسمية "إن الميليشيات المدعومة إيرانيا قامت بالعديد من الهجمات وقتلت إحداها مواطنا أمريكيا وجرحت العديد من الجنود الأمريكيين، ومن ثم تبع ذلك هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد".

وذكرت أن " الرئيس والوزير بومبيو وفريق الأمن القومي كانوا في وضع صعب (...) خاصة أن الوزير  مايك بومبيو عندما كان رئيسا للاستخبارات المركزية حذر سليماني من أن أي هجوم على الولايات المتحدة أو حلفائها وخاصة على المواطنين الأمريكيين سيواجه برد قاس، مضيفة أن هناك معلومات استخبارية حصل عليها الرئيس والوزير بومبيو تؤكد أن هناك عمليات أخرى ستحصل في المستقبل.

وأوضحت أورتاغوس أنه بعد كل ما سبق ذكره "فإن الرئيس وبناء على نصيحة فريقه للأمن القومي قام باتخاذ قرار اغتيال قاسم سليماني بشكل حاسم، رغم أن هناك الكثير من المخاطر، بدلا من السماح له بالاستمرار بالتخطيط والقيام بهجمات ضد الولايات المتحدة".

وأردفت المتحدثة إلى أن القرار اتخذ بعد أن فشلت الطرق الدبلوماسية مع إيران قبل عام ونصف حين أسقطت إيران طائرة أمريكية دون طيار، إلا أن إيران استمرت بالهجمات الواحدة بعد الأخرى بما في ذلك إخراج العديد من مصافي النفط السعودية خارج الخدمة مؤقتا ومهاجمة سفن في مضيق هرمز.

وبينت أن بلادها والرئيس "ترامب" أبدوا الكثير من ضبط النفس لأنهم أرادوا أن تصل إيران إلى النقطة التي تفاوض فيها على اتفاق "نووي" جديد أفضل من السابق، معلقة على ذلك،" كان هذا أملنا، ولكن للأسف لم يحصل".

شرق أوسط.. ودولة طبيعية

وحول استمرار الضربات الأمريكية ضد إيران وميليشياتها، أكدت المتحدثة الرسمية أن الرئيس ترامب كان واضحا وصريحاً خلال العام والنصف المنصرم منذ الانسحاب من الاتفاق النووي بأنه لا يريد الحرب وأنه لا يسعى إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهذا ما يزال موقفنا اليوم. 

وأشارت إلى أن الإدارة في بلادها ما تزال متفائلة بأنه بالإمكان تخفيف التوتر وحل الأمور بشكل سلمي وهذا الأمر يعود للنظام الإيراني وكيف يود أن يتصرف. 

وقالت"نحن مستمرون بمحاولة إيجاد شرق أوسط تتصرف فيه إيران كدولة طبيعية لا تزعزع استقرار جيرانها ولا تخلق الإرهاب ولا تسلح".

وتعليقا على سؤال، "هل تعتقدين أن ذلك سيحدث؟، أجابت أورتاغوس "من الممكن إن اتخذوا القرار بالقيام بذلك، - أي قادة النظام في إيران- الشيء الوحيد الذي تعلموه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية هو أنه إن لم يقوموا باتخاذ ذلك القرار فستكون هناك عواقب".

 تهديدات إيران

وردا على التهديدات الإيرانية بالانتقام عقب اغتيال سليماني قالت أورتاغوس "نحن اتخذنا فعلا دفاعيا قبل أيام، وبالضبط يوم الأحد، لضرب كتائب حزب الله ممن كانوا مسؤولين عن الهجمات على المتعاقد الأمريكي والجنود الأمريكيين الذين ذكرتهم (...) موقفنا ما يزال كما هو خلال العام والنصف المنصرم، وما قلناه هو أنه إن كان هناك هجوم أو إيذاء للأمريكيين فسيكون هناك ثمن لذلك، وأعتقد أن النظام الإيراني يفهم اليوم أننا لم نكن نمزح".

وحول سؤال عن مقصود جملة الرئيس الأمريكي التي وجهها لإيران عقب الاغتيال وهي أن "إيران لم تربح الحرب ولكنها لم تخسر المفاوضات"، أوضحت المسؤولة الأمريكية أن ذلك يعني بأن الكرة في ملعب النظام الإيراني، فالوزير بومبيو حدد قبل عام ونصف العام 12 بندا يجب على إيران أن تأخذها بالحسبان حتى يتم القبول بها مجددا في المجتمع الدولي.

وأكدت المسؤولة الأمريكية أن بلادها تقف إلى جانب الشعب الإيراني، مذكرة النظام في إيران كيف ثار عليه الشعب خلال الشهور القليلة الماضية لأنهم ببساطة يريدون حكومة شفافة ومسؤولة ونهاية للفساد.

وقالت، "لذلك فإننا نقف إلى جانب الشعب الإيراني والذي نعتقد أنه يود الأمر ذاته مثلنا وهو أن يكون في إيران حكومة تتصرف كباقي الحكومات، وحكومة تضع نصب عينها مصلحة الإيرانيين. إيران تصرف أموالها ووقتها وتركيزها على ميليشياتها والإرهاب وليس على الاعتناء بمواطنيها".

وختمت المسؤولة الأمريكية حديثها بأن بلادها منفتحة على حل سلمي وعلى خفض التوتر مع إيران، إلا أنها لاتتوقع أن يحصل ذلك في المستقبل القريب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات