واشنطن بوست: كيف قرر ترامب تصفية سليماني؟

واشنطن بوست: كيف قرر ترامب تصفية سليماني؟
كشفت صحيفة واشنطن بوست عن كواليس قرار تصفية قاسم سليماني قائد قوة القدس والأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاتخاذ قرار من شأنه تغير مستقبل الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أن مستشاري ترامب للأمن القومي قالوا للصحفيين بعد الاجتماع مع ترامب في المنتجع الذي يقيم فيه في فلوريدا إن مقاتلات إف-16 استهدفت تجمعاً لمليشيات كتائب حزب الله التابعة لإيران في كلاً من العراق وسوريا وذلك رداً على الهجمات الصاروخية التي تتعرض لها القوات الامريكية في العراق والتي بلغت ذروتها عندما قتل متعاقد أمريكي.

ولكن في الحقيقة كان محور الاجتماع مع ترامب مختلفاً، إذ كان ترامب أمام خيارات متنوعة للرد ومنها خيار تصفية سليماني الذي طرح أمامه مع مجموعة أخرى من الخيارات العسكرية.

ولا يعرف أحد بالضبط السبب الذي دفع ترامب لاتخاذ أقوى الخيارات المتاحة حيث قدم المسؤولون في إدارته أسباب متنوعة وغير كاملة عن طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي أطلعوا عليها. وقال البعض إنهم تفاجئوا بقراره الذي من الممكن أن يؤدي إلى حرب مع دولة تعرف على إنها من أقدم أعداء أمريكا في الشرق الأوسط.

ترامب يقرر التصرف

في منتجعه في فلوريدا أخبروا ترامب أن سليماني سيزور بغداد، في ذلك الوقت شعر كبار المسؤولين في الإدارة أن الزيارة كانت سخرية من الولايات المتحدة ورسالة تحدي لقادتها، لأنه سيتمكن من الوصول إلى العاصمة والتحرك بها بحرية وبدون عقاب.

وقال مسؤول رفيع في الإدارة إن محادثات مكثفة بدأت بين مدراء الامن القومي على مدار الأسبوع الماضي بمتابعة من نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس كان محورها قتل سليماني.

وبحسب أحد المسؤولين في البيت الأبيض، قالوا المسؤولون اثناء اجتماعهم مع ترامب إن الإيرانيين يلغمون السفن، واستهدفوا طائرة مسيرة أمريكية، وقاموا باستهداف منشأة النفط السعودية وهو لم يرد. وأكدوا له، إذا تحركت الآن سترسل رسالة لهم ولكن "إن لم تتحرك هذا يعني إنهم يستطيعون فعل أي شيء بلا عواقب".

تحمس ترامب للرد، خصوصاً بعد الانتقادات السلبية التي طالته بعد قراره بإلغاء الضربة الجوية في 2019 رداً على إسقاط الطائرة المسيرة الامريكية. وشعر ترامب حينها بالإحباط، لإن المداولات الداخلية تم تسريبها في ذلك الحين للصحافة وبدا وكأنه ضعيف.

وقال مسؤول كبير في الإدارة إن الولايات المتحدة تتبعت حركة سليماني لعدة أيام وابقت ترامب على إطلاع وبناء على عدة معلومات تبين أن أفضل فرصة لتصفيته ستكون بالقرب من مطار بغداد. وأشار إلى إن الموافقة النهائية بالضربة لم تتم إلا قبيل الضربة مباشرة.

مداولات مع غراهام

كان ترامب يفكر في حوادث مختلفة وقعت في الماضي. في 2012، تم استهداف السفارة الامريكية في بنغازي ليبيا حينهما لم تتمكن إدارة باراك أوباما من إيقاف الهجوم.

سرد المشرعون المقربون من ترامب هذا القصة وقالوا له إن الرد على الهجوم الذي شهدته السفارة في بغداد، والرد على مقتل المقاول الأمريكي، سيجعلك تبدو أقوى من أوباما.

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام خلال لقاء معه "كان لبنغازي أثر كبير على تفكيره". اجتمع غراهام مع ترامب في منتجه بفلوريدا، وقال له ترامب "سيهاجموننا مرة أخرى" وأخبره إنه يفكر بمهاجمتهم.

وأشار غراهام إلى انه وفي ذلك الوقت لم تكن هنالك خطة محددة لتصفية سليماني إلا أن الموضوع كان في ذهن ترامب. كان يفكر بصوت عالي وصمم على اتخاذ إجراءات شديد لحماية الأمريكيين.

وقال غراهام "إن قتل المتعاقد الأمريكي غير المعادلة". أخبره ترامب "إن هذا الرجل (سليماني) هو رجل سيء، ونيته غير سليمة، وعلينا التحرك".

لم يكن القرار سهلاً بالنسبة لترامب الذي قال لغراهام "إنها مهمة صعبة" ليرد عليه غراهام "نعم، إنه عمل شاق سيدي الرئيس".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات