ما دور وأهمية تعزيزات "الجيش الوطني" إلى إدلب؟

ما دور وأهمية تعزيزات "الجيش الوطني" إلى إدلب؟
أرسل الجيش الوطني خلال الأسبوعين الماضيين عدة دفعات من قواته المتواجدة في شمال حلب إلى محافظة ادلب، وذلك بالتنسيق مع قيادة الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الوطني، ويأتي دخول هذه القوات بعد المعارك التي شهدها ريف إدلب الشرقي والتي أسفرت عن سيطرة ميليشيا أسد على عشرات القرى والبلدات حتى وصلت لمشارف الطريق الدولي M5 الذي تسعى روسيا للسيطرة عليه بكافة الطرق.

وأكدت مصادر عسكرية تابعة للجيش الوطني لأورينت نت أنه وصل خلال الأسبوعين الفائتين إلى ادلب أكثر من 1000 عنصر تابعين للجيش الوطني قادمين من منطقة عفرين شماليّ حلب، وهناك مجموعات أخرى تتجهز للانطلاق باتجاه إدلب خلال الأيام القادمة، وحسب المصادر فإن هذه العناصر توزّعت على عدة نقاط شرق معرة النعمان وجنوبها، كما دخلت بسلاحها المتوسط والخفيف وبعض العتاد الثقيل.

تعزيز جبهات القتال

وبحسب الناطق الإعلامي لجيش النصر التابع للجيش الوطني محمد رشيد فإن التعزيزات التي أرسلها الجيش الوطني إلى ادلب هي لتعزيز جبهات القتال بالعناصر والعتاد، وأكّد رشيد أن "الجيش الوطني الذي قدم من مناطق درع الفرات إلى ادلب هو جزء من الجيش الوطني المتواجد في ادلب، وبالتالي فالتعزيزات التي حضرت هي لتعزيز نقاط الرباط والجبهات التي يتواجد فيها عناصر الجيش الوطني بالأساس، وكذلك رفد الجبهات بعناصر إضافية بعد توسّع رقعة المعارك وخطوط الجبهات".

وأضاف رشيد، "غالبية مَن أتى من فيالق الجيش الوطني توزّع على نقاط جديدة ودعم نقاط قديمة ومن المتوقع حضور تعزيزات تصل لنقاط في جبهات أخرى كحلب والساحل، وجميع التعزيزات كانت مدعومة بسلاح متوسط ومدفعي ومضاد للدروع وهذا ما تحتاجه المعارك الحالية في ريف إدلب، وربما في معارك لاحقة إن حصلت كريف حلب الغربي والجنوبي".

فيما رأى  الكاتب والباحث الاستراتيجي وائل علوان أنه في ظل عدم وجود تفاهمات إقليمية حول إدلب فعلى الجيش الوطني أن يكون مستعداً لإحباط سيناريو الاقتحام العسكري، وقال علوان لأورينت نت "حتى اللحظة هناك عدم توافق إقليمي حول إدلب ولذلك تم اللجوء للخيار العسكري والذي يعتمد على مبدأ عض الأصابع، وبما أن الجيش الوطني مدعوم من تركيا فهو القادر على الصمود والوقوف ضد الخيار العسكري الذي سيجبر الجميع للجلوس على طاولة التفاهم الإقليمي، ولهذا تم إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب لزيادة فعاليته أكثر".

وأما الخبير العسكري العميد الركن أحمد رحال فاعتبر إرسال هذه التعزيزات شيئا جيدا ومهما طالما أتت لتعزيز الجبهات ورفدها بالعناصر والعتاد، وأضاف رحال لأورينت نت "حتى لو تم جعل هذه التعزيزات كنسق ثانٍ احتياطي ضمن المعارك فهو أمر مفيد للجبهات المشتعلة في ادلب، وتُعتبر قوة للفصائل المتواجدة على جبهات القتال وتعزيزاً لها".

الإشراف على تطبيق التفاهمات الإقليمية

أعلنت وزارتا الدفاع الروسية والتركية عن تطبيق وقف إطلاق نار في محافظة إدلب، وسبقت هذا الإعلان لقاءات روسية تركية متعددة في موسكو وفي أنقرة، بالتزامن مع لقاء أمريكي تركي وسيتبعه لقاء روسي تركي، كل ذلك تركّز على التفاهم الإقليمي حول ادلب وآلية تطبيق وقف إطلاق النار وباقي بنود اتفاق سوتشي.

وبهذا الجانب، يقول علوان "بحال حصل التفاهم الإقليمي حول ادلب، سيقع على عاتق الجيش الوطني العمل الأكبر كونه الجهة الوحيدة المعتمدة إقليمياً لتنفيذ وترجمة هذه التفاهمات على الأرض، ومثال على ذلك الانتشار على طول الطرق الدولية المقرر فتحها، والانتشار ضمن المنطقة الآمنة ومرافقة الدوريات المشتركة، ولذلك لن يكون هناك بديل عن الجيش الوطني المدعوم سياسياً ولوجيستياً من تركيا بتطبيق بنود الاتفاقات الدولية والإقليمية ولهذا تم تعزيز قوات الجيش الوطني بادلب".

وهذا ما أكده العميد رحال لأورينت نت، وأضاف قائلاً "هناك اتفاق روسي تركي على استبدال عناصر هيئة تحرير الشام بعناصر من الجيش الوطني بحال تم البدء بتطبيق بنود اتفاق سوتشي الموقّع قبل أكثر من عامين، ومن بين هذه البنود فتح الطرقات الدولية ومشاركة روسيا فيها على مبدأ الاتفاق الحاصل شرق الفرات عندما أشرف الجيش الوطني على طرف من الطريق الدولي M4 وأشرف الروس على طرف آخر، وهذا ما سيحصل على جانبيّ الطرق الدولية المارة بمحافظة ادلب والتي تُساهم بوصل غازي عنتاب التركية بعمّان الأردنية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات